بسم الله الرحمان الرحيم.
قال الله العلي العظيم.
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ.10.
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ11.
رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ.12.
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ.13.
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ.14.
إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ.15.
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ.16.
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ.17.الدخان.صدق الله العلي العظيم.
كل الرسالات السماوية تحدثت عن الغيب وما ينتظر وقوعه لتلك الأمة التي جاءتها الرسالة .
كما أنذر الأنبياء والمرسلون أتباعهم إن هم ضلوا السبيل بفتن أو كوارث أو عذاب يمس الظالمين منهم
وقد تحدث الإسلام عن كثير من الأشياء التي ستصيب هذه الأمة من خير وشر أي من وعد أو وعيد.
من أهم هذه الأحداث ما ورد في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
- اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟
" قالوا : نذكر الساعة . قال " إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات " .
فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى
ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج . وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق
، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب . وآخر ذلك نار تخرج من اليمن ، تطرد
الناس إلى محشرهم " .
الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2901
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
زمن هذا الحديث نعلم أن الدخان لم يأتي وبعد وهو إحدى علامات الساعة .
ولنعود إلى الآية التي يقول فيها فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ.10.
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ11..أي أن الدخان هو الذي يغشى
الناس وهذا هو العذاب الأليم .لقوله هذا عذاب أليم يعني الدخان .ولم يسبق
أن جاء دخان إلى الأرض فكان عذابا على الناس.
وما ذهب إليه بعض الرواة من الحديث الذي ينسب الدخان عند جوع الناس في مكة
غير صحيح البتة.لأن الله يقول أن العذاب يتمثل في الدخان وليس من
الجوع.وقد جاء في حديث آخر يصف ذلك الدخان بأنه يأخذ المؤمن كالزكام ويأخذ
الكافر فينتفخ.
62 - إن ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر
فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه ، والثانية الدابة ، والثالثة الدجال
الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 7/235
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد.
كما ورد في حديث آخر ذكر أول العلامات منها نزول عيسى عليه الصلاة والسلام والدجال ووصف الدخان وكم يمكث.
أول الآيات الدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق
الناس إلى المحشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان ، قال حذيفة : يا رسول
الله ! وما الدخان ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية : ?يوم تأتي
السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم? يملأ ما بين المشرق
والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام ،
وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره.
وفي الحقيقة هو أكثر من ذلك وسيكشفه الله .وهذا الحديث يوحي كأن الدخان
سببه الكوكب الطارق أو المذنب كما جاء في الحديث والكتب الأخرى.
- عن عبد الله بن أبي مليكة قال : غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات
يوم فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت ، قلت : لم ؟ قال : قالوا : طلع
الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت
الراوي: ابن جريج عبدالملك بن عبدالعزيز المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 7/235
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
كما أن الآية تقول تأتي السماء بدخان مبين .أي أن الدخان يجيء كالسحاب تحمله السماء.
غير أن هنالك حديث آخر يبين أنه سيخرج من الأرض.
جاء رجل إلى عبد الله فقال إن قاصا يقص يقول إنه يخرج من الأرض الدخان
فيأخذ بمسامع الكفار ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام قال فغضب وكان متكئا فجلس
ثم قال إذا سئل أحدكم عما يعلم فليقل به قال منصور فليجز به وإذا سئل عما
لا يعلم فليقل الله أعلم فإن من علم الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول
الله أعلم فإن الله قال لنبيه قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من
المتكلفين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه
قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فأحصت كل شيء حتى أكلوا
الجلود والميتة وقال أحدهما العظام قال وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان
قال فأتاه أبو سفيان فقال إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قال فهذا لقوله
يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم قال منصور هذا لقوله
ربنا اكشف عنا العذاب فهل يكشف عذاب الآخرة قال : قد مضى البطشة واللزام
والدخان و قال أحدهم القمر وقال الآخر الروم .
الراوي: مسروق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3254
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ومن هنا نفهم أن الدخان سيخرج من الأرض ثم يصعد في السماء ليكون سحابة تحملها الريح للعرب .
وهذا أقرب للحقيقة لأن العذاب وعد به العرب دون غيرهم .أو إنه يكون في أرض العرب.
لقول الله تبارك وتعالى . أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ.14.
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ.15.الدخان.
هنا الرسول هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم والذين تولوا عنه هم العرب .
وإذا كان النجم هو الذي يخرج منه الدخان لبقي القول هذا عذاب للناس من دون أن يبين من هم هؤلاء الناس.
كما أن المذنب سيكون عذابه حسب الكتب السماوية الأخرى شمال الكرة الأرضية وليس جنوبها .
كما أن الله ضمن لهذه الأمة أن لا يعذبها بكارثة من السماء.قال الله العلي العظيم.
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.21.السجدة.
والسؤال المطروح ما هو هذا العذاب الذي هو دخان ويخرج من الأرض وتحمله السماء أو تأتي به السماء للأرض ثم تحمله السماء
كالسحاب يضر الناس ؟
لم يسبق على مر القرون أن عذب الله الكافرين بعذاب نعت بالدخان .والذي هو الممكن أن يكون هذا العذاب من جراء قنبلة نووية
تفجر في فلسطين من جراء ضرب أحد المنشآت النووية الإسرائيلية أو من جراء اعتراض لصاروخ نووي إسرائيلي موجه لإيران
لذلك لا يفرح العرب كثيرا بضرب إيران ولا يجعلون بلادهم عرضة لمثل هذه
الحروب . وقد أمرنا الله العلي القدير أن نقاتل الذين يقاتلوننا كافة كما
يقاتلوننا كافة.قال الله العلي العظيم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ
تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُّبِينٌ.208.البقرة.