دست في نظراتها سما عذاف لتقذف بمشاعر الحقد و
الكراهية المعششة في صدرها منذ سنين...لقد كانت ذكية في اختيار الفرصة
المناسبة لتعبر عن صدق إحساسها و تبرير اهاناتها السابقة لي...أعمدتني قلة
حيلتي و ضعف حالتي، نظرت لها مودعة بكل الأشواق ما كان يخصني عندها، ثم
ابتسمت متجهة نحو الباب...نحو مصيري المجهول، و عانقت بنظراتي ما حملته
تلك الجدران من ذكرياتي الدافئة ، تعض قدمي في التراب و اقتلعها اقتلاعا
كأنها تأبى الرحيل... اندفعت ! خرجت أخيرا معلنة نصر المهزومين...ترقرقت
الدموع الفضية حاجبة مساري المجهول...اعتلجت أفكاري و تراطمت، هل استسلمت
فعلا؟ هل قصرت؟ الم اصمد؟ ا كان بإمكاني الصبر؟...هل دخلت ساحة الندم....؟
كلاّ !! أنت الرابحة ! كم قاسيت و عانيت في صمت رهيب ، الآن ظروفك هي من
حتمت أن تكون نهاية القصة هكذا ، لما الندم؟...حقا ! ضحيت كثيرا من اجل
الاستمرار آملة أن يكون الغد أفضل من البارحة لكنني في النهاية لم احضى
بأقل شيء يستحق الذكر...سوى الحرمان ، أليست هذه عين الخسارة؟ كيف لا اندب
أيامي الجميلة التي ضاعت و براءتي التي صارت مصحوبة ب"مزيفة" ؟ كيف أعيدها
؟ زهرة حياتي ذبلت و ماتت قبل إزهارها و تفتحها...صمت...-اقنعت نفسي بأنني
استحق الخسارة -...تسلل لصور الماضي، طفولة عذبة، لعب،مرح،أمل ...،صور
متسلسلة الاحداث حفرت و نقشت في لب ذاكرتي المحتقرة ، رقة الاحساس دوما
مقابل قسوة العالم ، مقايضة عادلة في حق فتاة لم تلحق بعد حولها
العشرين... جاء زمن الوحدة و الألم و الأشجان...كيف لي ان اغادر هذا
المكان الذي يعتلجني الشوق اليه قبل مغادرته، حتى و ان طعنت بفقدان من
شاركوني هذا الاحساس بالشوق و الحنين لا استطيع الرحيل، فكرير الذكريات
انسي الوحيد رغم ازدياد الحزن و الحسرة ،نعم الانيس بعدكم يا احبائي
...ويا ندمي على اغلى ما فقدت !
تنثرت روحها البريئة بقوة لفك
قيد الجسد ، ابية دوما حتى ترضي بالاحتقار لكنك في النهاية وضعت نقط الحرف
لتوقعي على الوثيقة...كنت ذات إحساس مرهف مستنزف و غبي...وثيقتك نهايتك
انت من كتبها بأكاذيبك و ألاعيبك التافهة فهنيئا لك بموتك...