Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.



 
HomeHome  Latest imagesLatest images  RegisterRegister  Log inLog in  

 

 قضية المرأة في عصر النهضة العربية

Go down 
AuthorMessage
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

قضية المرأة في عصر النهضة العربية Empty
PostSubject: قضية المرأة في عصر النهضة العربية   قضية المرأة في عصر النهضة العربية EmptyTue 17 Nov أƒ 1:50

<td width="100%" valign="top">


قضيّة المرأة في عصر النهضة العربيّة - د.نعيم اليافي
لم أختر هذا العنوان، وإنما ندبت للحديث عنه، فموضوعاتي المفضلة تنطلق من الواقع أو المستقبل لتسبر في ضوئهما الماضي وليس العكس، ومع ذلك فإن العنوان متسق مع عنوانات الأسبوع الثقافي ككل، والذين أشرفوا عليه وخططوا له قصدوا –فيما أظن- أن يتتبعوا قضايا المرأة عبر البعدين الزماني (الماضي) والمكاني (الواقع الراهن) استشرافاً للمستقبل، فكان نصيبي هو الماضي، ومن الماضي أقربه (عصر النهضة). سأحاول أن أتحدث عن هذا العصر القريب- البعيد، وأوازن بين ما طرحه حول المرأة وما يطرحه العصر الحاضر من قضايا لتتم إراءة التطور، ونتعرف مواقع خطانا في الطريق، وندرك أين كنا وأين أصبحنا اليوم.‏
في العنوان مصطلح أعده مفتاح الموضوع، هو "النهضة"، ماذا نقصد به مفهوماً وزماناً ومكاناً؟ حين يستعمل هذا المصطلح في الثقافة الغربية ينصرف الذهن مباشرة نحو القرن السادس عشر حين بدأت النهضة الأوروبية بالرجوع إلى التراث اليوناني وإحيائه، كما بدأت بالصراع الذي قام بين الكنيسة والدولة، وبالانكباب على العلم المادي والانصراف إليه أيضاً. وبعد القرن السادس عشر- أي بعد عصر النهضة- جاء عصر التنوير أو الأنوار (القرن الثامن عشر)، فعصر الحداثة (القرن التاسع عشر) ثم ما بعد الحداثة (القرن العشرون). هكذا تتباين المصطلحات وتتمايز وفق العصر وحركة الواقع دون أن تتداخل. أما في ثقافتنا العربية فإن المصطلح ليست له هذه الدقة في المفهوم والزمان والمكان. لقد ارتبط المصطلح لدينا –دلالياً- بالمؤثر الخارجي، أي بالثقافة الوافدة مع الحملة الفرنسية في بداية القرن التاسع عشر، ثم ارتبط بالعودة إلى الينابيع والجذر التراثي مع نهايته، ارتبط باليقظة وبالنهوض ومحاولة الاعتماد على الذات والإفادة من الآخر، وما تزال هذه العناصر والقضايا مطروحة على الساحة حتى الوقت الراهن، ومن هنا أزعم أن مصطلح عصر النهضة لدينا هو أقرب إلى أن يكون مفهوماً حضارياً ينحو نحو التطور والتغير، هو مشروع كبير للأمة العربية فيه جزء واقعي، وفيه أجزاء مستقبلية تصبو نحو التحقق، أو هي أحلام وهموم تنزع إلى أن تتحقق في المستقبل. ولعل استمرار النهضة حتى اليوم بما يسمى الحداثة أو النهضة الثانية لأكبر دليل على تداخل دلالات المصطلح أولاً، وعلى أنه مصطلح خلافي ثانياً، وعلى أنه مصطلح مفتوح باستمرار نحو المستقبل ثالثاً.‏
هذا عن مفهوم المصطلح فماذا عن زمانه؟ معظم الدارسين يجعلون النهضة العربية تبدأ مع أوائل القرن التاسع عشر بعيد الحملة الفرنسية على مصر، ويستمرون بها حتى نهايته، وغالباً ما يتركز الزمان حول نهاية القرن الماضي، ثم يفاجؤون بأن عوامل النهضة ودواعيها وأطروحاتها ما تزال موجودة بين الحربين العالميتين وحتى بعيد الحرب الثانية فيضطرون إلى إيجاد مصطلح ثان مميز لهذه الفترة الأخيرة فيقولون النهضة الثانية.‏
[size=12]وبغض النظر عن صحة هذا التحديد أو ذاك من الناحية الزمانية فإن الفترة التي سأتناول من خلالها أطروحات النهضة هي الفترة الممتدة ما بين العشر الأخير من القرن التاسع عشر وحتى ثلاثينيات القرن الحالي، فضمن هذا الحيز الزماني تبلورت في رأيي قضايا النهضة وبرز أهم أعلامها، وتلامحت غالباً قضاياها، أنه الزمان الذي شهد زخم النهضة وأرقى درجات وعيها المتيقظ من أجل التغيير والتحول.‏
[size=12]يبقى تحديد الإطار المكاني للنهضة، وهنا أيضاً نجد أغلب الدراسات تنصب حول مصر باعتبارها المهاد والمركز والمنطلق، أو بكلمة أدق البؤرة التي تمحور فيها عصر النهضة، ومع اعترافي بذلك وإقراره فإن هذا لا يمنع من أن نتوسع في الإطار المكاني للنهضة فنمده غرباً إلى تونس وشرقاً إلى سورية ولبنان، فهذه الأمكنة أو البيئات شهدت هي الأخرى مثل مصر عصراً نهضوياً، تأخر أو تقدم على عصر النهضة في مصر أو رافقه، ليس هذا بالمهم، فالمهم أن عصر النهضة وجد هنا كما وجد هناك، وعبر في كل البيئات والأمكنة عن طموحاته وأغراضه وقضاياه، ولعله من حسن حظ الدراسة حول قضية المرأة في فكر النهضة، أن هذه الأفكار الثلاثة (باعتبار سورية ولبنان كانتا قطراً واحداً) شهدت جميعها حوارات وتصورات وصراعات وربما معارك في وقت واحد تقريباً هو الوقت الذي اخترناه للدراسة.‏
[size=12]لقد تركزت محاور قضية المرأة في مصر في نهاية القرن التاسع عشر على يد قاسم أمين في كتبه التي خصصها لهذا الموضوع، في حين شهدت سورية ولبنان بين عامي 1926- 1928 أوج المعارك التي دارت في الصحف والمجلات حول قضايا المرأة، لاسيما قضية السفور والحجاب، كان من نتيجتها ظهور كتاب يحمل هذا العنوان وينسب إلى نظيرة زين الدين. أما في تونس فإن الطاهر الحداد –أحد تلامذة الأستاذ الإمام- كان وما يزال يُعد المعلم البارز في حلبة الصراع حين أصدر كتابه "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" عام 1930، وتجاوز في أطروحاته وأفاد في الوقت نفسه من كل ما قيل في المرأة حتى عصره، وسنجعل من هذه الكتب –النماذج مدار بحثنا في قضية المرأة في عصر النهضة معتمدين منهجاً تحليلياً يهتم بسيولوجية المعرفة، إلى جانب اهتمامه وتركيزه على الأفكار، لأن عرض الأفكار وحده لا يكفي ولا يعلل في آن، فالذي يفعل ذلك الظروف المحيطة المعرفية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية... الخ، وستكون خطتنا في الدراسة كما يلي: نتناول أول ما نتناول المؤثرات والعوامل، فالمنطلقات المشتركة للمؤلفات، وأبرز القضايا المشتركة ومحاور الطرح، ثم وجوه المتباينات وملاحظاتنا على أهم ما طرح، وأخيراً نوازن بين الخطاب النسوي في عصر النهضة والخطاب النسوي في الوقت الراهن.‏
[/size][/size][/size]
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

قضية المرأة في عصر النهضة العربية Empty
PostSubject: Re: قضية المرأة في عصر النهضة العربية   قضية المرأة في عصر النهضة العربية EmptyTue 17 Nov أƒ 1:54

أولاً- المؤثرات والعوامل:‏
ثلاثة مؤثرات أو عوامل شكلت عصر النهضة وتنازعت أفكاره، وعملت على صبغها بهذا اللون أو ذاك، وسيرها في هذا الطريق أو ذاك، أولها العالم الخارجي الوافد الممثل بحملة نابليون وما رافقها من مظاهر أو صحبها وكان نتيجة لها من مؤثرات كالبعثات العلمية والمطبعة وإرساليات التبشير وانتشار الصحف. وكان هذا العامل الحجرة الأولى التي ألقيت في مستنقع التخلف الراكد، وفجر أزمة ما زلنا نكابدها ونضع لها تسميات شتى، كالاحتكاك والمثاقفة والتناص والغزو الثقافي والتبعية. وثانيهما العامل التاريخي أو التراثي لأمة عريقة كان لها مجد وماض وحضارة، واعتدّت وما تزال بهذا المجد والماضي والحضارة. وهذا العامل كان أيضاً وما يزال كالخنجر له حدان، حد يشق طريق المستقبل اعتماداً على التراث، وحد يغلقه أو يسده بدءاً من التراث، فمن أعاد المستقبل إلى الماضي سدّه ومن نقل الماضي إلى المستقبل ووظفه من أجله فتحه إنه العامل الذي قسم الناس في عصر النهضة إلى فريقين، فريق المحافظين وفريق المجددين. العامل الثالث هو حركة الواقع وحركة المجتمع وما تتطلبه هاتان الحركتان من رؤية مغايرة لفعل العاملين الأولين، إن الأفكار هنا تنطلق من الواقع الحي المعيش ثم تنظر مرة إلى الماضي التراثي ومرة إلى الوافد الغربي لتأخذ من هنا وهناك ما ينفعها لفهم واقعها وتطويره، في حين أنها تبدأ بداية مخالفة في ذينك العاملين، تبدأ من التاريخ في العامل التراثي، وتبدأ من الجغرافية في العامل الوافد.‏
[size=12]وليس من شك في أن لكل عامل مدى من التأثير، وفاعلية محددة عظمى أو صغرى تختلف من فريق إلى فريق وربما من جيل إلى جيل، فالعامل الوافد كان المؤثر الأقوى لدى التغريبيين، والعامل التراثي كان الأقوى لدى المحافظين، والعامل الواقعي المعيش كان الأقوى لدى المجددين التطوريين، وقد اتخذت جميع العوامل لدى أصحابها حينئذ صورة المساجلة (أنا في مواجهة الآخر)، الغرب أو الشرق، الحضارة الغربية أو العروبة والإسلام، وبكلمات أخرى الذوبان في الآخر، أو التشبث بالكينونة المتميزة المتلامحة.‏
[size=12]وستظل هذه العوامل في خطوطها العامة والضيقة تعمل عملها حتى الوقت الحاضر مع ثلاث ملاحظات: أولاها أن النظرة إلى العوامل صارت أكثر تشابكاً وتعقداً وتداخلاً، وأخراها أن تأكيد الجانب الواقعي أو الانطلاق منه كان يبرز أكثر مع الزمان، والثالثة أن القضية لم تعد أناً في مواجهة الآخر، بل كيف أفهم الآخر وأفيد منه وأغايره وأحقق وجودي من خلال إبداعي الخاص الذي يعتمد القديم كما يعتمد الجديد.‏
[size=12]ثانياً-المنطلقات والمهمات:‏
[size=12]وضعت حركة النهضة الإصلاحية التنويرية لها بعض المنطلقات النظرية كما وضعت نصب عينيها العديد من المهمات والغايات، صحيح أنها هنا وهناك لم تقدم مقدمات نظرية حول الموضوع ولكن الدارس يستطيع أن يستشف ذلك ويفرزه من خلال المرجعية بوصفها منطلقات ومن خلال محاولات ومطالب التحديث بوصفها مقاصد وغايات، ويمكن أن نشمل الأمرين المنطلقات والغايات أو العكس –في النقاط الآتية:‏
[size=12]آ-إن الهدف الأساسي للحركة هو إصلاح المجتمع بعامة ومن جملة ذلك وضع المرأة بصفتها جزءاً من كل ويضع معاناتها المضاعفة المزدوجة في بؤرة القهر والتخلف.‏
[size=12]ب-حتى نصلح هذا الواقع المتردي علينا أن نتجاوزه، ونتجاوز معه كل التقاليد والأعراف البالية التي صنعته ونعود إلى الوراء، إلى النبع الأول –الإسلام، فالواقع شيء والإسلام شيء آخر.‏
[size=12]ج-كان السؤال المطروح على الجميع هو... هل يقبل الإسلام بالتطور والتغير والتحول، أو يرفض ذلك جملة وتفصيلاً، وكان جواب المحافظين لا، وكان جواب الإصلاحيين التنويريين نعم، وقالوا قولتهم الشهيرة على لسان (الطاهر الحداد) "التطور أو الموت"، وهي الصيحة نفسها التي هتف بها مفكر عربي آخر (زكي نجيب محمود) بعد خمسين عاماً من الصيحة الأولى "مجتمع جديد أو كارثة".‏
[size=12]د-حاول المصلحون جاهدين أن يثبتوا قبول الإسلام لهذا التطور أولاً وإمكانيته من خلاله ثانياً بالرجوع إلى النص الأول –القرآن-، ونص النبوة أو حياتها، وأشاروا إلى ما يثبت دعواهم في قوله تعالى "وخلقناكم أطواراً" وقوله "ولكل جعلنا شرعة ومنهاجاً". وقول الرسول عليه السلام "أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها". وقول بعض القواعد الفقهية "تتغير الأحكام بتغير الأزمان".‏
[size=12]هـ- وقد فرق هؤلاء في جملة ما فرقوا بين روح الإسلام وجوهره من جانب وبين الشكليات الخارجية أو أساليب التعبير عن هذه الروح من جانب آخر، وبكلمات أخرى فرقوا بين الأصول والفروع، فجعلوا الأصول ثابتة وأبقوا للفروع حريتها في التغير وفق العصور، وشبهوا الإسلام بالشجرة العظيمة جذرها ثابت، وفننها وأوراقها متحركة متجددة، وربطوا هذا التجدد بالمكان كما ربطوه بالزمان، واستشهدوا لهما من خلال وقائع الإسلام وانتهوا إلى أن موضوع المرأة وقضاياها من مسائل الفروع وليس من مسائل الأصول.‏
[size=12]و-وفيما يتعلق بالنص القرآني وبقضايا المرأة ومشكلاتها لجؤوا إلى الاجتهاد كما لجؤوا إلى التأويل محاولين التوفيق بين حركة الواقع ومتطلباته وبين إعادة فهم النص وإنتاجه وفق هذه الحركة إلا أنهم ولأسباب معرفية وظرفية لم يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصل إليه المجتهدون في الوقت الراهن في طبيعة القراءة وكيفيتها وطرائقها والنتائج الفقهية الحديثة المترتبة عليها.‏
[size=12]ثالثاً- محاور قضايا المرأة في عصر النهضة:‏
[size=12]طرحت قضايا المرأة في عصر النهضة، وأصر على هذه القضية أو تلك، ومنحت درجة الأولوية في العرض والتناول والمناقشة حسب الحاجات والضرورات الملحة. كان المجتمع في نهاية القرن الماضي يكابد أزمة اختناق أوصله إليها تراكم التخلف والتقاليد والأعراف بوصفها مسلمات يقينية، وكان في مقدمة هذه التقاليد مشكلات الزواج والطلاق والتعدد، أعقبتها مشكلات أخرى وقضايا عدت أقل أهمية، إما بسبب الحساسية الفائقة لها كمشكلة الحجاب، وإما لجدة طرحها كالتربية والتعليم، وسنقف عند محاور هذه القضايا جميعها مبتدئين بالمسائل الملحة ثم بالأقل إلحاحاً، وسنمسها كلها مساً رفيقاً تماماً كما كان الحال معها أيامها باعتبارها أموراً تمس الفروع ولا تمس الأصول.‏
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

قضية المرأة في عصر النهضة العربية Empty
PostSubject: Re: قضية المرأة في عصر النهضة العربية   قضية المرأة في عصر النهضة العربية EmptyTue 17 Nov أƒ 1:56

آ-الزواج:‏


كان يتم عقد الزواج بعيداً عن رغبة الفتاة، ودون اشتراط لسنها ولا تحديد لمهرها، وحاول النهضويون أن يربطوا بين صحة العقد والوقوف عند رغبة الأنثى رفضاً أو قبولاً، ولم يولوا اهتماماً كبيراً لأمر السن أو المهر.‏


[size=12]ب-تعدد الزوجات:‏


[size=12]ذهب الإمام محمد عبده تحت تأثير الصورة الشائهة الفاسدة التي انتهت إليها الرخصة القرآنية حول الموضوع إلى إلقائه إلقاء تاماً اعتماداً على مبدأ فقهي هو "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" ويبدو لي أن الإمام كان ينحو في ذلك منحى المعتزلة.‏


[size=12]ج-الطلاق:‏


[size=12]قيد الطلاق ضمن شروط وحدود منها مرض الزوجة الذي ليس له برء، وإخبارها بذلك حتى لا تصل إليها ورقة الطلاق وهي آخر من تعلم، ثم رأوا ألا يتم إلا بوجود شهود.‏


[size=12]د-التربية والتعليم:‏


[size=12]حُدد التعليم في إطار فقه الدين والتربية البيتية، وإعداد الفتاة لتكون زوجاً صالحة وأماً صالحة، وحددوا الشهادة بالابتدائية على الأكثر، والمناهج بما ينفع الفتاة في أسرتها، والمكان بما يلائم حجابها حتى لا ترى ولا تُرى، فالاختلاط لديهم أمر منكر، أو لم يحن أوانه.‏


[size=12]هـ-الحجاب:‏


[size=12]من المعروف أنه اصبح للحجاب ثلاث دلالات متشابكة حجاب البيت وحجاب الشارع أو الزي وحجاب الرأس والوجه، وقد رفض الجميع السفور الكامل وأسموه بالتبرج، ونادوا بالحجاب الشرعي، ومثلوا له بلباس الفلاحة.‏


[size=12]و-الحقوق:‏


[size=12]فيما يتعلق بالعمل أجازوا العمل الاجتماعي البسيط ورفضوا العمل السياسي والوظائف العامة، وذهب الطاهر الحداد وحده إلى أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع التساوي في الإرث، ورأوا جميعاً في المساواة بين الجنسين مبدأً قرآنياً، إلا أن رأيهم هذا ظل على مستوى التنظير أو الشعار، ولم يستطيعوا تحويله إلى مستوى الفعل والتطبيق، وكثيراً ما كانوا يحتجون للتباين بالفروق الطبيعية ومهمات الذكورة والأنوثة وبمفهوم القوامة والقدرة على الإنفاق.‏


[size=12]رابعاً- وجوه من المتباينات:‏


[size=12]في النماذج التي اخترناها للدراسة، وهي قاسم أمين ونظيرة زين الدين والطاهر الحداد، كممثلين لموقف عصر النهضة من قضية المرأة، نجد بعض المتباينات والاختلافات في وجهات النظر، تعود في معظمها إلى الإطار المعرفي للباحث، ومدى تأثره بهذا المنطلق أو ذاك، من التراث والوافد الغربي وحركة الواقع، كما تعود إلى الزمان الذي قيل فيه الرأي والمكان الذي ضمه.‏


[size=12]أولاً- قاسم أمين:‏


[size=12]ألف قاسم أمين ثلاثة كتب عرض فيها موقفه من قضية المرأة، والرأي الشائع عنه مأخوذ من كتابه الثاني تحرير المرأة، ويبدو أنه ليس رأيه في جميع الكتب، لقد تطور هذا الرأي عبرها حتى وصل إلى النقيض. في كتابه "المصريون" الذي ألفه بالفرنسية عام 1894، ولم يترجم إلى العربية إلا في عام 1976، وجاء رداً على كتاب الدوق الفرنسي داركور، الذي ربط فيه بين موقف الإسلام ووضع المرأة المشين. فدافع قاسم عن منزلة المرأة المسلمة، في مواجهة منزلة المرأة الغربية، ووازن وقارن وضعاً وسلوكاً وقيمة. وانتهى إلى آراء سيرفضها نفسه في كتابه الثالث، والتسويغ الوحيد المقبول لذلك أنه كان في موقف الدفاع عن الذات. فدافع دفاعاً عاطفياً إزاء قضايا غير مقبولة من الوجهة المنطقية أو الواقعية، لذلك ظلت آراؤه في هذا الكتاب مطموسة في اللغة التي كتب بها حتى ظهرت في الآونة الأخيرة.‏


[size=12]في كتاب تحرير المرأة الذي ظهر عام 1899 بدأت أفكار الإصلاح تسفر عن وجهها، وهي أفكار لا تخرج عن الإطار العام الذي تحدثنا عنه في محاور القضايا ولكن الشيء اللافت هنا أن الناس ادعوا أنها أفكار الأستاذ الإمام جاءت على لسان قاسم، ومهما يكن من صحة هذا الادعاء فإنه يدل على مبلغ الاتفاق حول موقف موحد بالنسبة إلى قضية المرأة، بحيث يمكن أن ينسب الرأي الواحد إلى هذا النهضوي أو ذاك. أما في الكتاب الثالث المرأة الجديدة الذي ظهر عام 1900- 1901 فإن قاسم أمين ينفلت من السرب ليتجه في حديثه عن المرأة وجهة أخرى تنقله إلى حيز التغريب والفكر الغربي، وفي هذا الكتاب يقف على النقيض من أطروحاته التي قدمها في كتابيه السابقين فهو يدافع عن الغرب وعن حضارته، ويعده الأنموذج الأوحد للتمدين والرقي، ويرى أن الدين ليس كل شيء في هذه الحياة، وينتهي إلى المطالبة بالسفور الكامل للمرأة ويزعم أنه الطريق السديد لإدخال المرأة في العصر.‏


[size=12]هذا التباين في المواقف إزاء وضع المرأة لا يمكن أن نعده مجرد تطور فالفاصل الزمني بين الكتب قليل وإنما يمكن أن نعده مجرد ردود فعل عاشها الرجل، فالكتاب الأول جاء رد فعل ضد اتهام داركور للإسلام، والكتاب الثاني جاء رد فعل ضد الوضع القائم الذي آل إليه وضع المرأة، والكتاب الثالث جاء رد فعل ضد الاتهامات التي كيلت له من المحافظين، إزاء ما طرحه من قضايا نسوية في كتابه الثاني، ولم يكن رد الفعل هذا لديه سوى التمادي في الدعوة إلى التحرير، واختار لهذا التحرير طريق التغريب وهو عكس ما اختاره في الكتاب الأول.‏


[size=12]ثانياً-نظيرة زين الدين:‏


[size=12]حتى ندرك أهمية الكتاب وصدى الفعل أو رد الفعل الذي لاقاه لابد أن نقف عند المرحلة التي صدر فيها وجو الصراع الفكري الذي كتب فيه عام 1928.‏


[size=12]شهدت السنوات الأخيرة من عشرينات القرن في القطرين السوري واللبناني على صفحات الجرائد والمجلات وفي أروقة المقاهي والمؤسسات والمنتديات وحتى في الشارع العام صراعاً بين القديم والجديد انعكس في صورتي صراع بين رمزين من اللباس لباس الرجل وكانت حدود الصراع فيه بين الطربوش والقبعة ولباس المرأة وكانت الحدود فيه بين السفور والحجاب، وكان من جراء هذا الصراع أن ألفت كتب ونسبت أحاديث قديمة أو جديدة إلى الرسول وارتفعت أقوال وأحكام فقهية وصدرت اتهامات مؤلمة عن هذا الطرف أو ذاك ضد السفور أو معه، فمن الكتب التي صدرت في مصر والشام نجد العناوين الآتية:‏


[size=12]السيف البارق في عنق المارق، تنبيه الغافلات من النساء المتبرجات، فصل الخطاب في أحكام المرأة ووجوب الحجاب، فصل الخطاب في تحرير المرأة ورفع الحجاب، السنة والكتاب في حكم التربية والحجاب، نزهة الطلاب في تعليم المرأة ورفع الحجاب، منافع الحجاب، بيان مشروعية الحجاب، الدفع المتين في الرد على قاسم أمين، الاحتجاب.‏


[size=12]ومن الأحاديث التي شاعت على الألسنة نستمع إلى مثل هذه الأقوال:‏


[size=12]احبسوا النساء في البيوت، ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء، المرأة عورة، النساء حبائل الشيطان... الخ.‏


[size=12]ومن الأحكام الققهية التي صيغت أو أعيدت صياغتها نعثر على هذه الآراء القاطعة: قلامة ظفر المرأة عورة يحرم النظر إليها، إذا قرع باب المرأة ينبغي ألا تجيب بصوتها الطبيعي بل تغلظه مخافة الفتنة وذلك بأن تجعل ظهر كفها على فمها وتجيب... الخ.‏


[size=12]ومن الاتهامات التي كيلت ضد السفوريين تصك آذاننا مثل هذه المسبات والشتائم: الحجاب مما امتاز به الإنسان على الحيوان، وخصت به المرأة دون الرجل، إن السفور يجلب الفرقة ويقطع النسل ويجلب العقم، من قبل السفور ضاع نسبه وتعدى اللئيم على عرضه، إن السفوريين يريدون أن يكونوا كلاباً، وأن تكون نساؤهم مشاعاً.‏


[size=12]في هذا الجو الملبد والمتفجر صدر كتاب نظيرة زين الدين "السفور والحجاب" وعنوانه الفرعي "تحرير المرأة والتحديد الاجتماعي" ليزيد دوائر البلبلة اتساعاً، فما أن قرئ الكتاب الذي كتبته هي حقاً أو نسب إليها حتى ذاعت الاتهامات.. الكتاب ليس لها وإنما صاغه قلم مستشرق في إحدى السفارات الأجنبية، كاتبة الدراسة لا تخرج عن كونها عميلة من عملاء الاستعمار، ومست الاتهامات العرض والشرف كما مست دين المرأة، وربما كانت المؤلفة –أو المؤلف- تتوقع ذلك فبينت في مقدمة كتابها أنها مسلمة سنية، ورددت الشهادتين غير مرة. وبغض النظر عن كون الكتاب لها أو لغيرها من المتدينين المستنيرين –فإن البحث يتتبع قضية السفور والحجاب عبر التاريخ، ويحدد حجج كل فريق، وينتهي إلى إيثار السفور ويأخذ حجته في ذلك من القرآن والعقل، ويقولها صريحة واضحة "أطالب بتحرير المرأة وبالسفور لأن السفور مقترن بالعلم وبالحرية أما الحجاب فمقترن بالجهل والعبودية".‏


[size=12]من هنا كان رد الفعل العنيف ضد الكتاب لأن كاتبته امرأة مسلمة ولأنه دافع عن السفور من خلال المرجعية التي يتخذها المحافظون سلاحاً لهم وسنداً، أجل فالقرآن أعطى هؤلاء فرصة للتمسك أو للتأويل فاتخذ كل فريق طريقة في الاجتهاد سدداً.‏

[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
[/size]
Back to top Go down
 
قضية المرأة في عصر النهضة العربية
Back to top 
Page 1 of 1
 Similar topics
-

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
 :: مواضيع ساخنة :: مواضيع عامة ونقاش جاد-
Jump to: