آملا أن تحوز على رضاكم
سلي الرماح العوالي عن معالينا ... واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
وسلي العرب والأتراك ما فعلت ... في أرض قبر عبيد الله أيدينا
لما سعينا فما رقت عزائمنا ... عما نروم ولا خابت مساعينا
يا يوم وقعة زوراء العراق وقد ... دنى الأعادي كما كانوا يدينونا
بضمر ما ربطناها مسومة ... الا لنغزو بها من بات يغزونا
وفتية عن نقل أصغوا مسامعهم ... لقولنا إن أو دعوناهم أجابونا
قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة ... يوماً وإن حكموا كانوا موازينا
تدرعوا العقل جلباباً فإن حميت ... نار الوغى خلتهم فيها مجانينا
إذا ادعوا جاءت الدنيا مصدقة ... وإن دعوا قالت الأيام آمينا
إن الزرازير لما قام قائمها ... ظنت تأني البزاة الشهب عن جزع
توهمت أنها صارت شواهينا ... ومادرت أنه قد كان تهوينا
بيادق ظفرت أيدي الرخاخ بها ... ولو تركناهم صادوا فرازينا
ذلوا بأسيافنا طول الزمان فمذ ... تحكموا أظهروا أحقادهم فينا
لم يغنهم مالُنا عن نهب أنفسنا ... كأنهم في أمان من تقاضينا
أخلوا المساجد من أشياخنا وبغوا ... حتى حملنا فأخلينا الدواوينا
ثم أنثنينا وقد ظلت صوارمنا ... تميس عجباً ويهتز القنا لينا
وللدماء على اثوابنا علق ... بنشره عن عبير المسك يغنينا
فيا لها دعوة في الأرض سائرة ... قد أصبحت في فم الأيام تلقينا
إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً ... أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا ... خضر مرابعنا حمر مواضينا
لايظهر العَجر منا دون نيل منى ... ولو رأينا المنايا في أمانينا
ما اعوزتنا فرامين نصول بها ... إلا جعلنا مواضينا فرامينا
إذا جرينا إلى سبق العلى طلقا ... إن لم نكن سبقا كنا مصلينا
تدافع القدر المحتوم همتنا ... عنا ونخصم صرف الدهر لوشئنا
نغشى الخطوب بأيدينا فندفعها ... وإن دهتنا دفعناها بأيدينا
ملك إذا فوقت نبل العدو لنا ... رمت عزائمه من بات يرمينا
عزائم كالنجوم الشهب ثاقبة ... مازال يحرق منهم الشياطينا
أعطى فلاج جوده قد كان من غلط ... منه ولا أجره قد كان ممنونا
كم من عدوة لنا أمسى بسطوته ... يبدي الخضوع لنا ختلا وتسكينا
كالصل يظهر لَيناً عند ملمسه ... حق يصادف في الأعضاء تمكينا
يطوي لنا الغدر في نصح يشير به ... ويمزج السم في شهد ويسقينا
وقد نغض ونغضي عن قبائحه ... ولم يكن عجزا عنه تغاضينا
لكن تركناه إذ بتنا على ثقة ... أنّ أمير يكافيه فيكفينا