شكّل فوز المنتخب الجزائري على نظيره المصري صدمة كبيرة على المصريين؛ ففيما فتحت وسائل الإعلام المصرية النار على طاقم التحكيم الذي أدار اللقاء بين ''الخضر'' والزامبيين، اجتهد مسؤولو الاتحاد المصري في البحث عن الحيل لإظهار للرأي العام المصري أن ''الفراعنة''، ما يزالون يحتفظون بنفس فرص الـتأهل مع ''الخضر'' إلى مونديال جنوب إفريقيا .2010 وترقّب الجميع أن تعطي زامبيا ''هدية'' للمصريين عن طريق تعطيل المنافس الوحيد الجزائري بملعبه، ولكن منتخب ''الخضر'' فوّت الفرصة على الجميع وحقق فوزاً مستحقاً على زامبيا اقتطع بفضله نصف تأشيرة المشاركة في المونديال القادم.
ولم تتسامح وسائل الإعلام المصرية مع الحكم الموريسي الذي أدار اللقاء الذي سجل فيه ''الخضر'' فوزا مريحا وثمينا، حيث شنت هجوما عنيفا ضد طاقم التحكيم، ووصفته إحدى الصحف بالفاجر، لكون حكم التماس صرف النظر عن الهدف الذي سجله الزامبيون. وقالت الصحيفة عن اللاعب الذي سجل الهدف، إنه لم يكن في وضعية تسلل، معتبرة أن الفوز الذي أحرزه الجزائريون جاء بمباركة الحكم. من جهتها، أجمعت جرائد ''الأخبار'' و''الأهرام'' و''المساء''، على القول إن ''الخضر'' ما كانوا ليفوزوا على منتخب زامبيا لولا تخوف الحكم من ضغط جمهور ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ورغم الحملة التي شنتها الصحافة المصرية على الحكم الموريسي، إلا أنها لم تخف بين السطور أن فوز ''الخضر''، يعد خطوة نحو الصعود إلى المونديال، وفي نفس الوقت، لم تقلل من فرص تأهل المصريين إلى نفس المونديال، مثلما جاء في صحيفتي ''الشروق'' و''شووت''. وقد زاد الضغط على الطاقم الفني ومسؤولي الاتحاد المصري من طرف الجماهير، بعدما قطعت بعض الوجوه الإعلامية أمل وصول منتخب ''أم الدنيا'' إلى المونديال، لأسباب موضوعية، حيث أجمعت أن الفريق الجزائري أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى كأس العالم. وحاول رئيس الاتحاد المصري، سمير زاهر، احتواء الضغط الإعلامي والجماهيري، حين أطلق تصريحا فاجأ به حتى أعضاء مكتبه، وقال وقتها إن الاتحادية الدولية تعتمد فارق الأهداف الخاص في حال تساوي النقاط بين منتخبين في نهاية التصفيات. وقد بدا زاهر أنه أراد تجاهل القوانين ومغالطة المصريين، في الوقت الذي تبدو فيه قوانين الفيفا واضحة في هذا الخصوص، وهي القوانين التي تعتمد على فارق الأهداف العام الذي سيكون الورقة الرابحة لأشبال الشيخ سعدان.
وبدا واضحا أن زاهر يحتكم في حساباته على القوانين السابقة، ورغم أن كل الاتحاديات الوطنية أشعرت بالتغيير رسميا، إلا أن ذات المسؤول بدا متمسكا بقوله وراح يطمئن لاعبيه ويجمع لهم الأموال لتحفيزهم على الفوز في المقابلتين القادمتين أمام منتخبي زامبيا والجزائر. ولأنه رجح عدم احترام مبادئ أخلاقيات الرياضة، طالب رئيس الاتحاد المصري الفيفا بتوحيد موعد المقابلات الأربعة للمجموعة الثالثة في الجولتين القادمتين في إطار التصفيات في آخر خطوة له، يمكن إطلاق عليها آخر حيل زاهر، لأن بعدها سيكون رئيس الاتحاد المصري قد استنفد كل الحيل المتاحة.