مرآة مولانا ..... المبجلِ تخدعهْ و تُريهِ ما لا تستسيغُ مشاعرهْ
فيرى بها ....... سجناً كبيراً موصداً و يرى بها ...... طفلاً صغيراً يكرههْ و يرى بها ...... أطيافَ شعبٍ جائعٍ و اللصُ ..... في تلكَ الخبيثةِ حاجبهْ يأتي على ..... برِ البلادِ و بحرها و تشيرُ نحو العالياتِ أصابعهْ و يرى بها ...... جيشاً مجيداً ... أحولاً يرمي العدوَ و في الديارِ ...... إصابتهْ ما ذاقَ عِزَ النصرْ إلا ...... يومَ أن زحفتْ على أهلِ البلادِ جحافلهْ و يرى بها ...... وطناً يهاجرُ شطرهُ خوفاً من الجلادِ يوماً ...... يوثقهْ
• • • •
في الأمسِ ... فاضَ الكيلُ لما أبصرتْ عينا جلالتهِ جديداً .... أفزعهْ فرأى ...... بمرآةِ العمالةِ دمعةً تجري على خديهِ تُلهبُ .... وجنتهْ فأصابهُ وجلٌ و أسرعَ خائفاً يبغي الطبيبَ و يستشيرُ ... بطانتهْ
• • • •
عبسَ الطبيبُ و قد تغيرَ ... وجههُ و البحثُ في هذي البليةِ حيرهْ و أجابَ بعدَ تَفكرٍ يا سيديْ هي علةٌ .. في القلبِ كادت .... تُهلكهْ أو ربما ... ورمٌ بعينكَ سيدي و الرأيُ كلُ الرأيِ أن ..... نستأصلهْ لكن حاجِبَهُ ... النبيهَ بطبعهِ و المستشارُ ... بكلِ أمرٍ أعجزهْ يرنو إليهِ ... مهدئاً و يُجيبهُ مِرآةُ .... مولانا المبجلِ تخدَعُهْ