:شسيشسيشسب:
عندما طغت المادة تحجرت القلوب وضاعت قيم واختفت همم واشتد الصراع واحتدم بين أهل المصالح
فتصارعوا من أجل ماديات وملأت البغضاء قلوبهم تجاه بعضهم وتناسوا
أنهم إخوان جمع بينهم الإسلام وألف بين قلوبهم فاشتكت أنفسهم قسوة الحياة وبغضها
وألمها ووحدتها وهمها ونكدها ولم يجدوا
من يخفف عنهم لأن حب المصالح ينتهي
مع انتهاء المصلحة
في خضم تلك الحياة البائسة الصاخبة
التي تدور بنا كطاحونة الرحى تطحن جلّ
أوقاتنا فيما لايفيد
ومن بين ذلك الظلام المادي الذي طغى على الأنفس
تنير أنوار المحبة والأخوة في الله
تهب كنسائم بااااردة في جو حار
الأخوة في الله
الأخوة في الله جنة لا يشعر بها إلا المتحابون في الله الأخوة في الله نبع معطاء
ودعاء صادق يخترق السماء ونجوم تشع نورا وضياء
أخوة لا يجمعها حب الدنيا ولا حب المصالح
محبة عنوانها التناصح والتذكير بالله وشحذ الهمم للوصول لغايات سامية إلى جنة عالية
قطوفها دانية
أخوة ومحبة لو شعر بها أصحاب الأموال
لاشتروها ولو عرفها أصحاب القصور لهجروا
قصورهم وسعوا إليها
أخوة يجمعهم حب الله وفي الله ليس للمصالح الدنيوية نصيب في قاموس حياتهم
كل منهم حريص على الآخر حرصه على نفسه
كما قيل :
أخوك الحق من كان معك
ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك
شتت فيه شمله ليجمعك
قال تعالى عنهم :
(( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ[47]}[سورة الحجر].
وذكر صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم
الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: [... وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا
عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ...] رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث القدسي:
[قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ]رواه الترمذي وأحمد.
وفي الحديث القدسي الآخر يقول: [حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ
فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ
فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ] رواه مالك وأحمد.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرةألا تسمع إلى قول أهل النار:
" فما لنا من شافعين ولا صديق حميم".
إلى من عرفناهم واحببناهم وعشنا معهم
سعادة الأخوة الصادقة والمحبة
في الله
::::
لئن نأت بنا الأجساد فالأرواحُ تتصلُ ***** ففي الدنيا تلاقينا وفي الأخرى لنا أمل
فنسألُ ربنا المولى وفي الأسحار نبتهلُ ***** بأن نلقاكم في فرح بدار ما بها مللُ
بجنات وروضات بها الأنهار والحلل ***** بها الأحباب قاطبة كذا الأصحاب والرُسُلُ
أسأل الله أن يجمعنا في جنة قطوفها دانية كما جمعنا في دنيا فانية