همسة حائرة
لحظة....لحظتان....هنا....وهناك
ألغام في كل مكان يسألون وأسأل ولا مجيـب.....؟
نفس الحيران
جراح...وجراح ... ولاتفسير...لاتفسير... ! كل شيء مبهم أمامي, كـل شيء صورة لحقيقة حجبها عنّا ظلم الظالمين .
فكيف....كيف
أسير....وأي درب أهيم في أحضانه بحثا عن حلم شنقوه, عـن لسـان لجّموه,عن قلب
ذبحوه, عن قلم كسّروه .... ؟
وكيف...كيف أعدّ أيام
وسنين من باع الأمل ليشتري الألم ....؟ هنا ....وهناك هـدروا
دماءنا....هنا....وهناك
سجنوا تنهيدات حرقتنا بأيديهم انكوينا ...فانطوينا على أوجاعنا
وانزوينا....انزوينا
نجتر أحلى أيامنا وبقينا في لعل وعسى وبكينا لأننا ما أذنبنا لكنـهم في حقنا قد
أذنبوا و لقالوا هم ولا قلنا نحن...فعلا ....علا صوت الصبر مناديا:
زهرة الصبّار خانتها
الأيام وها هي اليوم بيننا تبحث في توهان عن قطرة صـبر فـمن يلملم جرحها الأكبر
وقد سكنت مدينة الأحزان لتعيش في عالم النسيان
فهل تمـوت...؟
هل تموت في قلوب الأنام
...؟ بعد أن تـاه عنها طريق الصبر, وتاه عـنها من يـلملم جرحـها....مـن يقـرأ
قصيدة أحزانها....ومن يسمع همسات حنينها...؟ من يحررها من ذكريات قد كبلتها وقد
تأرجحت بين عنوانين .... !
بين نفس كانت في يوم حقيقـة وبين قلب صار اليوم حقيقة.تفـوهت بكلمات جرح أكيد
....كتبت أشعار وأشعار سطور أبياتها نظمت من دماء عيون بكت وقلوب شكـت ,وتـاه
...تاه ديوان أشعارها بين كل الدواوين لأنه دفن في خندق الأحزان , لا قارئ إذن ولا
مقروء , لا كاتب ولا مـكتوب ربما هو النصيب وبقينا في ربما ...وربما.. !
و من هنا ...من هنا
غادرت كل الأصوات المكان وبقي صوت من أصبحوا رمادا وما كانوا يوما نارا بل كانوا
بلسما لكل الجراح .
هي الحقيقة إذن ولا مفر
ضاع ديوان أشعارك مثلما ضاع حلم أيامك وبقي عنوان وحيد لضياعك تشهد عليه دموعك فمن
..؟ من شيّد قضبان وحدتك ؟من تلذذ بعذابك وأنـت تتململين في قفص جراحك ...؟
ردك لن يكون عسيرا ولا
أسيرا من شيّد قضبان وحدتك لم يحبّك يوما ولم يكرهك يوما ولكنه تحداك , عاهد نفسه
أن يراك أسيرة ...أن يراك يوما كسيرة , تنظرين إلى اليمين
ولا أثر لسفينة الأمان
و تنظرين إلى اليسار فتقعين من جديد في غيبوبة النسيان لتطوى كل الصفحات وتؤد
معاني كلمات قلبك الحزين وسرعان ما ينتهي حزنك ....ربما ينتهي فيولد إنسان بلا قلب
في عالمك وتكون البداية هي النهاية ولن ينتهي المشوار و مـن جديد ستقولين :
سئمت ...سئمت الركض
وراء كذبة تقمصت كل المفاهيم وسكنت بين أضلعي...فكيف
كيف ...أنام وقد طال
سهري من شدة وجعي .
سئمت ...سئمت رؤية
أيديكم تتلاعب في عـمق جرحي تبني جسر الألم بلا نـدم .. !
فكيف ...كيف أصرخ من
ضجري وقد تمزقت حبال صوتي ...لن أصرخ ولن أقول شيئا
فرجاءا...رجاءا امحوا
من ذاكرتكم كل كلماتي ...لا تحترموا قراراتي , مزقوا أحـلامي كما شئـتم ....بعثروا
أوراقي , أحرقوا صوري , حطموا كـل الأماني...أكتـبوا رجاءا النهاية فلا مفر
...لامفر من ذلك هي مجرد كلمات فحرروها ...حرروها وانطـقوها بـلا مبالاة...بلا
رحمة وبلا شفقة...انطقوها... أنت ولا شيء..وأعيدوها أنت ولاشيء
أنت ماذا ...؟ أنت
حقيقة ...!
حقيقة قد أعدموها
...أنت مشاعر بريئة دفنوها ...أنت همسة حائرة كتموها , أنت دقة قلب نطقت يوما فأخرسوها
ليسير في دربك القاضي والجلاد ووراء نعش جنازتك سيدتي تنتهي الحكاية وتكـتب
النـهايـة.