ليلة أمام أضلعي
- - - -
كانت ليلة باردة
مثل الشمال في تشرين
كانت النوار خافتة
والاقدار ضامرة
كنت جالسا قرب المدفأة
ارقب تطلع اللهب بعنقه نحو السماء
دون كلل أو تعب
كان وكأنه يصلي لله
كانت الافكار تهاجمني
تصفع خد الليل ... تؤرقني
ومعطف من الكرب
يغزل من كل ما يرقبني
كان السؤال الصعب يشرق
عند شروق السكون
بعد ان تحمر خدود السحب
وتشد الرحال نحو الاعشاش
وتلتقي الرموش في محطات المراقد
أيها الذي تلاحقني
عند كل شارع في اوردتي
كلعنة فرعونية
سافرت من اهرامات الزرقة
في البحر الميت
جاءت بها رياح الشمال الى نافذة البيت
عبر مسالك الخيزران
في ارض الجراح التي لا تنكسر
حاولت ان امشي ثم نظرت
ونظرت فتعثرت
حاولت الصبر وسرت
سرت على درب التبانة
لعلي اصل الى بعض نفسي
بين اشلاء الصير عند كل نجمة
خلف اقدام قطع النور الهاربة
من الظلام نحو العتمة
من الكلام الى احدى الخلجان في المدامع
أو في المضاجع
أو رقع اللغة المحالة
عند ضفاف البحر المرجاني
أو خليج المرجان في عيون معشوقتي
كان الصوت يخرج من قلب اعماقي
عبر دمي
يسري الى احدى الوسائد في البلدة
ثم يعود ليخبرني
أن الشمس قد نامت . . . نامت
مع احدى قطع الثلج من شمالي
واخرى من صحرائي
واخرى من قطيفة الحس
في شعاب الاحمر المتيم
كنت ادفع مع الدخان توجعي
وافرغ في السيجارة تقلعي
الحياة تبدأ عندي كل يوم
وتنتهي كل يوم
و الآخرة بعد هدوء الاجنحة
على شاطيء المخدة في المضجع
أنا اعيش لكل حياة حياتها
و أبدأ من الصفر عند كل مطلع
اذا ما عشنا العمر مرة واحدة
مرت الاعمار كسرب من السنونو
او كقطار لحظة مسرع
كلما كان السواد قاتما
فانه يصفى ويلمع
ولا يشقى في الحياة الا
من عن القناعة يتمنع