لمحتُك عنوةً و البابُ موصودٌ
تدنو منها هائماً تاركاً مرقدي..
و تطلق الوعود!
لمحتك تصوِّر ليلها بـ أنامل مرسومة و تضع البنود
و تطلق يداً خلف خاصرتها ممشوقة لتتناسى محبساً موؤود
حتى إذا رأت بريقه أخبرتها أنهُ لحبِّك المنشود
مابالك اليوم تداعب اسمها الذي بهِ دعوتَني
و ردائها قرمزي بات بـ مقعدي ظننت بأنه لي فألبستني
حتى منديل أحمرها في جيبك لفّقتني
و عطرٌ في ردائكَ حائراً و بين راحتيك يشدّني
فتقولُ ماهذا الذي به قذفتني!
و تسلكُ درب الخطيئةِ تائهاً..و تنسى درباً به أسلكتَني
ستغدو كما غدوتُ اليوم..و تشربُ كأسك الذي جرعتني
ستثملُ بالقليل من معسولك ..أو كثيره كما أثملتني..
و أراك تداعب ضفائرها كما بالأمسِ قد داعبتني
و تتخذ من حجركَ مرقدا..ذات الذي به أرقدتني
ثم تغض الطرف عنها جاحداً..كما اليوم الذي جحدتني
لازلتُ أرى أمساً فيه هجرتها..و أخذتني
أنا لم أكبِّد عناء ذاكرتي حين خُنْتَها..لكنني نزفتُ دماً حين خنتني
تذكرتُ يوماً حين ذرفتْ دمعها قائلة:هذا مضجعي الذي رقدتما اليوم
و غداً سيكون مضجعها..فأخرستَني!
كنت أرقبُها تتلوى من الأسى و تقول غادري,و أبعدتَني
أنا لم أكن أعلم بأنها إمرأتك الصهباء حين أحببتَني
و حين سألتك ما بالها .. تمتمتَ بما لم أفهم..و عانقتني
و قلتَ اغفلي يا صغيرتي دهراً فالحبُّ ميدانٌ و بهِ فوّزتني
و اليوم أرقبك و أعرف آنفاً ماذا ستقول لها إذا رأيتَني
ستعود إلى وكرك هانئاً و تقبِّلها كما بالأمسِ إذ قبَلتني
و تمسحُ بمنديلك دمعها..و تنسى بأنك أبكيتني
و بحنانٍ ماذا دهاكِ..ستسألها..و كنت بالأمسِ قد سألتني..
لستُ أسكبُ الكأس غدراً في طريقك كما سكبتني..
لكنني أطبعُ في سمائك قبلة..مثل التي بالأمسِ قد طبعتني..
و أتركُ لك العناقيد مودعةً وكرك الذي فيه أسكتني
سأتركها للغدِ الذي تلقنها فيه الدرس كما لقنتني
و تكون زوجتك الودود
ستلمحك عنوة و الباب موصود
تدنو من أخرى تاركاً مرقدها و تطلق الوعود
ستلمحك تصوِّر ليلها بـ أنامل مرسومة و تضع البنود
و تطلق يداً خلف خاصرتها و تتناسى محبساً موؤود
حتى إذا رأت بريقه أخبرتها أنهُ لحبِّك المنشود