رِسَالَةُ مُحِبٍّ
أَلا فَلْتُعِيدِي الأمْسَ و لْتَصِلي البَرِي
مِنَ الهجْرِ والحبَّ الجمِيلَ تذَكَّـرِي
لَإنِّي كَقَيْسٍ في المحَبَّةِ و الهـوَى
كُثَيِّرُ عِشْقًا أوْ جمِيلُ بـنُ مَعْمَـرِ
إِذَا رُمْتُ سَتْـرًا للهُيَـامِ فَضَحتُـهُ
وَ مَا العَيْنُ عِنْدِي وَ اللِّسَانُ بِأَسْتَرِ
وَ كيْفَ يُدارِي ذُو الصَّبابَةِ مَا بَـدَا
وَ يحجُبُ عِطْرًا مِنْ أصَالَةِ عَنْبَـرِ
وَ كَائِنْ سَهِرْتُ الحَالِكَاتِ مِنَ الدُّجَى
يُجَاوِرُني طَيْـفٌ لحُزْنِـيَ يَـزْدَرِي
أُعَلِّـلُ نَفْسِـي بِالتَّخَيُّـلِ حَالِمًـا
بِفَيْضِ وِدَادٍ مِنْ فُـؤَادِك ِمُضْمَـرِ
وَ إِنْ ظَهَرَ البَدْرُ اشْـرَأَبَّ تَشَوُّقِـي
لِذِكْرَى حَبِيبٍ نَاعِسِ الطَّرْفِ أَزْهَرِ
لَهَا مِنْ جَمَـالٍ لا يَجِـفُّ مَعِينُـهُ
وَ نُورٍ تَلأْلَى فـي بَدِيـعِ مُصَـوَّرِ
مَتَى مَا أَرَاهَا أَسْتَقِي مِنْ رَوَائِهَـا
رَضِيتُ لِبُعْـدٍ مِـنْ زُلالٍ بِأَيْسَـرِ
أَيَا نجمَةً قَدْ لاحَ وَهْـجُ ضِيَائِهَـا
سَلِيهَا أَ مَا زَالَتْ بِحُبِّـيَ تَمْتَـرِي
أَيَـا غَيْمَـةً فَلْتُبْلِغِيـهَـا بِـأَنَّـهُ
نَـدَاكِ وِدَادِي إِنْ أَرَدْتِـهِ تُمْطَـرِي