بركة ماء
ندورُ حولها..
اغطس إصبعي...
تتصبب منه قطرات علقت..
أتأملها..
فأتمناها أن تكون أحزاني..
تقطر مني..
حتى تتركني بسلام..
أعود من جديد..
انظر إلى الأعماق..
الفوضى تعج المكان..
أتربة وقطع ثياب بالية..
تجرد منها إنسانٌ كان..
كان هنا..
يرقب مجيئي..
تذكَّرْتهُ..
وتذكرت الأحبة والخذلان..
فأخذت بقطعة حلوى..
حتى أكون بحالة سُكران..
أتخبط يمنة ويسرة..
لعلي أثأر من ذاك الحِرمان..
تأتيني الدموع بالحنين..
ابكي بحرقة..
فأتذكر كسرة خبزي ..
نسيتها عند باب الجيران..
أردت إطعام طفلٍ..
كان بائتاً جوعان..
سمعوا بهمسي أهل الدار..
فكأني جئتُ ارتجي السؤلان...
فباتوا يصنعون لي هدية النكران..
آه من جحد الإنســان..
آه من ذاك الألم...
أشربُ الشاي..
وأبات كالسهران..
الا أني في غارقة في عالم مليء بالأشجان..
أتساءل..
وأتنكر للإجابة..
فهي واضحة وضوح البرهان..
أصارع..
وأتصارع..
مع من يسكنون تحت سقفي..
ومع من يأكلون من خبزي..
مياه مالحة أصبحت تجري على الوجنتان..
ترتجي من أحبتي الحنان...
ترتجي الغفران من الرحمان..
ترتجي العرفان لا النكران...
صخر..
تفتته أمواج البحر..
وقلبي يموت من أمواج الأيام..
انكسارات..
على روح واحدة..
على جسد واحد..
عليَّ أنــَا...
تأسرني..
تضطَّرُني إلى الهروب...
إلى الشُّرود...
إلى صنع هدية...
لنفسي..
تحت عنوان...
كبسولة الموت..
بإحدى الأركان..
أنتظر ارتشافها..
مع كوب من ماء الحياة..
أو مع قلب ذاك الإنسان الذي كان...