™Armina
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1666 العمر : 32 مزاج : تاريخ التسجيل : 15/03/2009
| Subject: :::أسباب الثبات على طلب العلم::: Mon 8 Jun أƒ 16:01 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين؛
أما بعد:
هذه بداية للدروس التي سبق أن بدأناها في العام الماضي أسأل الله جلّ و علا أن ينفعنا بما مضى و أن ينفعنا بما سيأتي و أن يُثَبِّته في قلوبنا، و أن يمُنّ علينا بالعمل بما علَّمنا و أن لا يَكِلَنا إلى أنفسنا طَرْفة عَيْن و أسأله بأسمائه الحسنى و صفاته العُلى العظيمةِ الجليلةِ و أن يمُنّ علينا بالبصيرة في كلّ ما نأتي و ما نذر و أن يُجنبنا سلوك غير سبيل سلف هذه الأمة في كل أحوالنا إنّه جواد كريم.
و بمناسبة هذه البداية نذكر بشأن العلم و ما ينبغي أن يستحضره طالب العلم و هو يعاني العلم و يعاني حمله و يسير في طريقه لأنّ العلم ليس بالطريق الهيّن و كما قيل, العلمُ طريقُه طويل قد قال بعض السلف ((اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)) و قد قيل للإمام أحمد و قد ظهر الشَّيْب فيه ((إلى متى و أنت مع المحبرة)) يعني كانت معه أدوات العلم ورقٌ و محبرةٌ فقال كلمة مشهورة ((مع المحبرة إلى المقبرة)) يعني أنّه مواصل في هذا لا ينقطع و سبب الإنقطاع في من انقطع عن العلم يرجع إلى أسباب من تلك الأسباب:
1- أنّه لم يَعِ حقيقةَ معنى العلم و لماذا يطلب العلم.
2- أنّه ربما كانت النية في أصلها ضعيفة لأنه بقوة النية في طلب العلم يكون الاستمرار و الحرص عليه.
3- أن يكون المرء متعجلا يريد أن يكون طالب علم أو أن يكون عالمامحصلا عارفا بأكثر المسائل في سنوات قليلة هذا لا يحصل أبدا بل العلم طريقه طويل و قد يكون السبب راجعا إلى ضعف بصيرته في شأن العلم و يظن أن العلم نفعه قليل و أن غيره من الطرق التي ربما يغشاها بعض المستقيمين أو الذين ظاهرهم الالتزام أنها أسرع في تحصيل المقصود, أن بها يحصل المرء على ما يتمنى من رجوع الخلق إلى ربهم جلّ و علا و هذا من أسباب الانقطاع عن العلم يقول ماذا فعل العلماء ماذا حصلنا من العلم. و لكن هناك طرق أخرى كذا و كذا هذه بها يكون المرء أكثر تأثيرا وي كون محقا للحق و مبطلا للباطل فتنصرف نفسه عن العلم و في الحقيقة فاته أنّ العلم كالماء الذي يثبت في الأرض فينفع الله جلّ و علا به من يأتي بعد كما مثل ذلك النبي عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح الذي قال فيه (( إن مثل ما بعثني الله به عز و جل من الهدى و العلم كمثل غيث أصاب أرضا . فكانت منه طائفة طيبة . قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وكان منها أجادب أمسكت الماء . فنفع الله بها الناس . فشربوا منها و سقوا و رعوا . وأصاب طائفة منها أخرى . إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ . فذلك مثل من فقه في دين الله ، ونفعه بما بعثني الله به ، فعلم وعلم . ومثل من لم يرفع بذلك رأسا . ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به </SPAN>)) مسلم 2282.
فالعلم الشرعي غيث و هذا الغيث نافع و من فوائد الفروق اللغوية في التفسير أنّ أكثر ما يستعمل الغيث في الكتاب و السنة فيما ينفع من الماء و المطر، أما المطر فأكثر ما يستعمل فيما يضر مما ينزل من السماء، { فأمطرنا عليهم مطر فساء مطر المنذرين</SPAN>} الشعراء (آية:173) .
فالنّبي عليه الصلاة و السّلام مثل لنا العلم بالغيث و هذا فيه مع تتمة الحديث بأنّه أصاب أنواعا من الأرض فكانت منها أرض قبلت العلم فارتوى الناس منه و أنبتت الكلأ و العشب الكثير و فيه أيضا تسميته بالغيث و الغيث يغيث الأبدان و يغيث القلوب و هكذا العلم فإنه بهذه المثابة.
من أسباب الانقطاع عن العلم التي لمسناها في الشباب في السنين الماضية و دائما تتجدد أنهم لا تكون صلتهم بالعلم و أهل العلم مستمرة بل عهدهم بالعلم و أهل العلم في الدروس فقط و ما عدا ذلك فهم يصاحبون الناس من أصناف شتى فلا تكون النفس دائما متحركة بالعلم بل تكون تتحرك بالعلم في وقت قليل في وقت الدرس و ما بعد ذلك فأكثر الحديث الذي يتحدث به ليس في العلم هذا يجعله غير متعلق بالعلم، و العلم يحتاج إلى أن يتعلق به طالبه دائما (نفسه معه في كل حال) قد كان بعض أهل العلم ينصرف عن ملذات الدنيا لأجل العلم الملذات المباحة من مال و من زوجة أو من النظر المباح أو أنس من أجل العلم و لانشغاله به, و قد قال بعض الشعراء في ذلك من العلماءحيث أتته جارية و لم يلتفت و قد كانت حسنة الخلق و الخلق فقال فيها أبيات فقال:
فإنّني شغلت بتحصيل العلوم و كشفها **** غنى عن غناء الغانيات و عرفها فقلت ذريني و اتركيني و لي **** في طلاب العلم و الفضل و التقى</SPAN>
يعني أنّه مشغول بشيء أعظم غلب على نفسه و هذا متى يكون إذا كان المرء دائما مع العلم قراءة في صحبة من يتكلمون في العلم في تبليغ العلم في الكلام في العلم في رؤية العلماء في الحديث معهم في سماع كلامهم تجد النفس تنشغل به و يكون العلم طبعا له أولا يكون تطبع يأتي بشيء من الكلفة ثم يكون طبعا له حتى إذا تحدث حدّث بالعلم إذا أرشد أرشد بالعلم إذا بيّن بالعلم فيكون في ذلك الأنس له و لا شك أنّ هذا يحتاج إلى جهاد . فالجهل هو ضد العلم و الجهل داء كما قال ابن القيم داء قاتل يقتل صاحبه من حيث لا يشعر يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته:
أمران في الترتيب متفقان ** و طبيب ذاك العالم الرباني و الجهل داء قاتل و شفاؤه ** علم من القرآن أو من سنة | |
|
همسة براءة نائب مدير العام
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 10062 العمر : 32 مزاج : تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| Subject: Re: :::أسباب الثبات على طلب العلم::: Mon 8 Jun أƒ 17:45 | |
| | |
|
™Armina
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1666 العمر : 32 مزاج : تاريخ التسجيل : 15/03/2009
| Subject: Re: :::أسباب الثبات على طلب العلم::: Wed 10 Jun أƒ 18:59 | |
| العفو نجمة منار سلملي علىxp-10 | |
|
همسة براءة نائب مدير العام
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 10062 العمر : 32 مزاج : تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| Subject: Re: :::أسباب الثبات على طلب العلم::: Wed 10 Jun أƒ 19:08 | |
| | |
|
الاستاذ كمال المدير العام
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| |