..
( ولربما كانت نهايتها بداية جديدة لعهدٍ جديدْ ) .. مُرهقةٌ جداً ومرعبة .. عندما تُفكر في جانبها المُظلم ، حيث ُ(النهاية) و(البداية) و(العهد الجديد) غير معروفـــــين الماهية . بشـكل يجعلها تُدرك المعني الحقيقي وراء تلك القصاصة ..
ضجيج الحياة لم يلهيها عن سؤالها العالق بتجاعيد الذاكرة – قد يكون ذلك لانه لا هناك حياة لها ليكون هناك ضجيجاً أصلاً -... كيف ستخبر نفسها أنه لم يعدْ هناك شيئاً لتخبرها به ؟! هل حقاً ماحدث قد حدث فعلاً ؟ ام هو مجرد حُلم مُرعب لا يعدو كونه أضغاث أحلام لمراهقةٍ تضنيها مراحل نموها المفاجئ وتغيرها الفسيولوجى والإنفعالى .. لم تتوقفْ يوماً عن إقناع نفسها بأن كل شئ ٍ بخيرْ .. وأنه لن يتركها وحيدة وسط ظلماتِ الحياةْ بعدما أحبته وآمنته علي نفسها وعِرضها وأنه سيعود من سفره متلهفاً أن يُخبرَ والدها بأنه يُحبها كثيراً ولا يستطيع العيش بدونها ..
بنفس المكان حيثُ تقابلا لأولِ مرةْ والذي أضحى ملتقاهم الإعتيادى .. كانت تذهبُ آملةً أن تجدهْ جالساً منتظراً ببذلتِه السوداءِ وشعره الأسود الفاحم الناعم وبشرته البيضاء وابتسامته الخلابة وهذى الحسنة اللطيفة في خده الأيسر .. وتلك الزهرة التي كان يحملها إليها دائماً لمعرفته التامة بأنها أروع هدية قد يهديها إليها ( البنفسج ) .. وهذا العِطر الفرنسي الساحر ( غوتشي روش - Gushy Roch) يفوح من بذلته عندما يهب مستقبلاً إياها بتقنيات الإتيكيت الغربي فيتخلل انسجتها ليزج بها في عالم منسوجٍ من حب .. وبينا تخالجها تلك الذكرياتْ .. تولى وجها لوسادتها التي شهدت الكثير من دموعها وتلامس خدها الناعم بأطراف أصابعها لتتذكر إحساس أول نسمة حب لثمت خدها .. لتجدْ الواقع الذي يستأصلها من سماء الأحلام ويزرعها بأرض الحقيقة .. لم يسلم وجهها من عنفِ تجعيدٍ أو تخثرِ خليةْ .. .. انها علي مشارف عامها السبعين فاصلاً بينها وبين ذكرياتها البائسه برزخ قدره خمسين سنة أو أكثر .. تعيش وحيدة دون أولاد حتي أو زوج .. فقط تحتضن وسادتها المرقعة لتكتمَ أقوى صرخات الحسرة والضياع بأعماقها .. تستسلم .. تبتئس .. ( تنام ) !