[size=16]غضب هو .,
أن تكون ضالاً . . . وسط أشعة النور .,
و أي ضال . . . فأنت مغضوبٌ عليك .,
الغضب هنا . . . تواجد بسبب ضلالك في " كون " نفسك .,
تائه في دروب هذا الكون .,
جاهل بمعالمه و نواحيه .,
يائس في أن تجد لسفن آمالك بر .,
و علي رغم ذلك تتجاهل حقائق واقعك .,
و تحاول النجاح في الواقع العام .,
فكيف لك أن تصيب في خارج عالمك .,
و أنت مخطأ في داخله .,
و فوق هذا . . . تغدو طبيعيا . . . تتمني و تحلم .,
أي أماني تتمناها .,
و أي أحلام تلك التي يروي عنها خيالك .,
لا أنكر انك إنسان .,
من حقه أن يتمني و يحلم .,
و لكن . . . أفتتمني السعادة و أنت غريق . . . فكيف .,
ما تمنيته لم و لن يصيب .,
فلا الوقت ولا المناسبة سوف يسمحان بذلك .,
حقاً . . . إنك الضال .,
لأنك كنت . . . ضال في نفسك .,
و لم تكلفك هي عناء الحصول علي الهداية فيها .,
و جئت لكون غيرك باحثاً عنها .,
الأكيد في الحالتين هو أنك لن تجدها أبدا .,
أو حتى تلمح أشعتها النورية بأطراف رموش عينك .,
و هذا لأنك لا تستحقها .,
و لكن و مع ذلك مازال . . . لك الأمل .,
إذا . . . كنت تملك القدرة علي إزالة الغمامة .,
الغمامة التي جعلتك في عز النور .,
توهم بأنك في مكان مظلم .,
و من ثم يعود النور لحدقة عينك المتسعة .,
التي ظلت علي حالتها فترة من الدهر .,
باحثه باتساعها عن أي بشير . . . لحفنة نور .,
فتضيق هي . . . و تدرك أنت . . . قدر جهلك .,
و يبدأ الندم في الإنبات . . . ثم التفرع داخل نفسك .,
و حينها تكون حقا أهل للأحقية .,
الأحقية التي سوف تجلب لك الهداية .,
علي طبق من ذهب .,
الهداية التي كانت محور حياتك . . . أيها الضال .,
كانت كذلك و تكون و سوف تكون .,
فأنت و هي إن كنتما علي خلاف أو اتفاق .,
فكل منكما لا يحيا و لا يبقي بدون الآخر .,
إذن فالحياة لك .,
و البقاء لها .,
و ما يبقي . . . هو الفناء .,
و سوف يكون من نصيب . . . الغضب .,
الذي تواجد في بداية الأمر .,
كان هذا الغضب صادر عن . . . النور ذاته .,
و كان لآثار صدوره هذا .,
انك أيها الضال قد تعرضت . . . لظلام النور .,
حقا . . . قد آسيت .,
لذلك كن دائما علي حذر من غضب الغاضب .,
و خاصة . . . إن كان هذا الغاضب . . . هو النور .,
لكل حي . . . روح .,
و لكل روح . . . نسبة من الغضب .,
تصدر تلك النسبة . . . أحياناً .,
فكي لا نكون عرضة .,
لتلقي أو إصدار نسبة مجهولة من الغضب .,
علينا ان نكون دائما .,
مشعلين لمصابيح الهداية .,
[/size]