اليسا
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 463 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-09-28
| Subject: طباع النفوس لا تتغير Sat 11 Apr أƒ 21:25 | |
| [size=21]لا يولد أحد بلا رذائل، والكامل من لا يدعها تهيمن عليه" "ما من بشر دائم الاتزان في كل حين" "توجد العيوب ما وجد البشر" تلك هي أمثال حكيمة، وحكمتها في صدق مضمونها من خلال وصفها لطبيعة البشر وكما قيل في المثل الشائع "الطبع يغلب التطبع" أي أن الغريزة تغلب العادة لأنها أصيلة.
وصدق مارك توين في قوله "الطبيعة لا تعرف القباحات والفضائع، فهما من عمل الإنسان" وقد حلل ذلك بدقة جمال الدين الأفغاني في قوله "من الغرائب في طبائع الإنسان أنه إذا رضي استحسن القبيح، واستسهل الصعب، وإذا غضب عكس الأمر. فيستقبح الحسن، ويستصعب السهل، فلو مزج الإنسان ساعة رضاه في ساعة غضبه لوقع على الهيئة المتوسطة وفاز بالفضيلة" وكان انطلاق تفسيره لحقيقة ثابتة ذكرها القرآن الكريم حين قال الله تعالى للمسلمين "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" "البقرة آية 143".
فكما قيل عن طبيعة البشر "ليس منا من لا يقصر" لأن الواقع أثبت أنه "لا تجتمع الكافة على حب الشيء ذاته أو الإعجاب به" فقد قيل "العجائب كثيرة ولا أعجب من الإنسان" ومن نوادر شريك النخعي قوله "من العجائب: عمياء متنقبة، وسوداء مختضبة، وخصي له امرأة، ومخنث يؤم قوما، وشيعي أشعري، ونخعي مرجي، وعربي أشقر، ثم قال: من المحال أن يكون العربي أشقر" ومن المفارقات والتناقضات "من الأشياء ما كان فيما مضى رذيلة، فأصبح سنة مألوفة".
ومهما كان الأمر والحال لعل حكم "طاغور" يهدئ الأعصاب، ويعود بنا على الاعتدال والوسطية في قوله "البشر قساة، لكن الإنسان طيب" وهذا يتلاءم ويتآلف مع أقوال عديدة حول الوسط والاعتدال، يقول "باسكال" "الخروج من الاعتدال انتهاك لحرمة الإنسانية. وإنما تعرف عظمة النفس الإنسانية بقدرتها على الاعتدال، لا قدرتها على التجاوز".
كان من المنطق، والعقلانية، في عصرنا هذا، أن يهتدي أهله، بنفس الهداية التي اهتدى بها "باسكال" من مضمون الآية القرآنية الداعية إلى الوسطية والاعتدال ومن قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم "خير الأمور أوسطها" ومن الحكمة العربية "لا تكن لينا فتعصر، ولا يابسا فتكسر" لكن من طبيعة البشر كما قيل "الإنسان أميل إلى رد الإساءة منه إلى رد الحسنى لأن الثأر في ظنه غنم ومكافأة الحسنى غرم".
وعلى هذا الأساس يقول ابن الجوزي "إن طباع النفوس لا تتغير، إنما المجاهدة تكف عملها، فمن ادعى تغير الطباع ادعى المحال" واليوم أصبح الإنسان كما قال جبران خليل جبران "الإنسان يخترع الآلات ويسيرها ثم تسيره، وهكذا يصير السيد عبدا لعبده" وكما قيل في المثل الشائع "من شب على شيء شاب عليه" والحكمة تقول "يحكم الإنسان اثنان: عقله وهواه، أما الهوى فعاطفة يثيرها الحب، والحب يعمي ويصم، وكثيرا ما يكون مانعا من مشاهدته الحقيقية، وأما العقل فيرشد إلى الحقيقة حيث ترتاح النفس ويطمئن البال" فلا نستغرب ممن قال "كل يتبع جرثومة طبيعته" أي يكون خلقه وقدره طبقا للعناصر الطبيعية المولودة فيه. وهذا ما أكده القرآن الكريم في قول الله تعالى مخاطبا الرسول عليه الصلاة والسلام "قل كل يعمل على شته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا" "الإسراء آية 84".
وما نلاحظه ثابتا منذ بدء الخليقة إلى نهاية الكون أن "كل ما يولد يموت وما ينمو يهرم" وهذا ما أكده القرآن في قول رب العالمين "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأي آلاء ربكما تكذبان" "الرحمن آيات 26[You must be registered and logged in to see this image.]28" وفي قوله عز وجل "ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" "الأعراف آية 34".
فلا جدال في أن "الطبيعة لا تأتي عبثا" أو لا تصدر عن عبث، وقد أشار الله تعالى في كتابه العزيز منبها الغافلين، الضالين، "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون" "المؤمنون آية 115" ويجيب خالقنا جميعا وخالق الكون وما حوى مؤكدا على المهمة التي كلفنا بها في هذه الحياة الدنيا، ونحاسب عليها حسب أفعالنا وأعمالنا "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" "الذاريات آية 56" لا شك أن "للطبيعة دائما قوة تفوق قوة التربية" كما ذكر المثل الأنكليزي و"حفظ الذات أول قوانين الطبيعة" وفي مجمع الأمثال للميداني "مال الأرض يبقى بالأرض".
يقول فرانسيس بيكون "كي تتحكم الطبيعة ينبغي أن تطيعها" ويقول هوراس "ليس هناك أحد متوحش لا يمكن أن يتحضر، إذا هو أعار أذنا صاغية للثقافة" ويقول روستن "كل شخص أرهقته حياة المدنية يحب العودة إلى الطبيعة ولكن سيرا على الأقدام".
إذا "لا جدوى من عمل يناهض الطبيعة" و"الإفراط في الثقة يجر كبير المصائب" ولهذا كان من الأفضل الالتزام بمنهج الاعتدال في هذه الحياة، وكما قال علي بن أبي طالب "من رضي عن نفسه كثر السخط عليه" وقد قال عبد الله بن المقفع "رضى الناس غاية لا تدرك"...
ومن النصائح النافعة الحكيمة "لا تطلب المفقود حتى لا تفقد الموجود" وأيضا "حب التناهي شطط خير الأمور الوسط" وقد نهى أهل الخبرة والكفاءة بقولهم "إياك ومفارقة الاعتدال فإن المسرف مثل المقصر في الخروج عن الحد" ومن طبيعة البشر التي تلازمه طيلة حياته ما ذكره الشريف الرضي:
"إذا قل مالي قل صحبي، وإن نـما قلبي في جميع الناس أهل ومـرحب".[/size] | |
|
βye 4evєR
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1924 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-10-28
| Subject: Re: طباع النفوس لا تتغير Sat 11 Apr أƒ 21:32 | |
| | |
|
اليسا
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 463 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-09-28
| Subject: Re: طباع النفوس لا تتغير Sat 11 Apr أƒ 21:51 | |
| تسلم على مرورك العطر نورت الصفحة | |
|