امل الغد
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 323 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 2009-03-21
| Subject: خواطر مغتربة Tue 7 Apr أƒ 23:14 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
إحدى الأخوات هنا في أوروبا، شابة ذات خلق حسن و سلوك مشرف ، ولكنها غير محجبة استقلت إحدى الحافلات العامة في وقت الازدحام، فلاحظت سيدة أوروبية متقدمة في السن تتمسك بإحدى القضبان لعدم وجود مقاعد خالية ما كان من أختنا إلا أن قامت من مقعدها وعرضت على السيدة أن تجلس مكانها، ثم ساعدتها في ذلك شعرت السيدة بامتنان شديد، إذ لا يخفى عنكم ما يعاني منه كبار السن بشكل عام في الغرب من إهمال من قبل فلذات أكبادهم، فكيف بهذه الغريبة التي يتضح من ملامحها أنها ليست من أهل البلد توقرها بهذا الشكل، بل و تبديها على نفسها شكرتها و أثنت على حسن تربيتها وخلقها ثم قالت : هل لي أن أسألك من أين أنت يا ابنتي؟ فردت أختنا : من فلسطين قطبت السيدة جبينها ثم قالت : آه تقصدين من إسرائيل ردت الأخت بإصرار : بل من فلسطين. أنا فلسطينية يعني أنت مسلمة ؟؟ فردت الأخت بسرور و عزة : نعم مسلمة وهنا جاءت الصفعة: إذاً لماذا لا ترتدين زي المسلمات ؟
تقول الأخت : أقسم بالله لم أشعر بمثل ذاك الخجل و الارتباك بحياتي، شعرت أنني صغيرة جداً وبعد أيام قليلة من هذا الموقف وما سببه من صراع مع النفس، تحجبت الأخت، ثبتنا الله وإياها على درب الحق
: همسة على الهامش لاحظوا جزاء الإحسان صلوات ربي عليك يا رسول الله {لا تحقرن من المعروف شيئا} حديث صحيح معروف صغير قامت به الأخت، أودى بها إلى خيري الدنيا و الآخرة :
سردها لما حصل على مسمعي أعاد إلى ذاكرتي موقفاً من أيام الطفولة تزامن بداية حجابي والتزامي بالصلاة مع حرب أهلية ضارية كانت تضطرنا لامضاء أيام وليالي في ملاجئ جماعية تحت الأرض ملجؤنا كان يضم بضعة عشرة عائلة من ديانات وطوائف مختلفة، لم يلتزم بالصلاة من المسلمين بينهم إلا عائلتنا الصغيرة كانت والدتي تصعد إلى المنزل في أوقات الصلاة لتؤديها، ولكنها لا تسمح لي بمصاحبتها خوفاً علي (من قذيفة تنسف المنزل بمن يصلي فيه) فكنت أشعر بالحرج من تأدية الصلاة بمرأى من كل الجيران الذين تبحث أعينهم عما يسلي ضجرهم ثم هداني تفكيري إلى أن أطلب من أخي الذي يكبرني بسنين أن يقف أمامي ريثما أنهي صلاتي "بسرعة" فهم ما بي فقال : من عيوني، ولكن بعد الصلاة، انزعي الحجاب قليلا لكي تريحي نفسك فقلت بغضب : ماذا! هذا حجاب! كيف يعني أنزعه قليلا! قال : يعني أنت مقتنعة فيه ولا تتحرجين منه؟ لا طبعا وأنت تعرف تماما أنني اخترت لبسه بملئ إرادتي وأنا معتزة به إذا ما بالك تشعرين بحرج من الصلاة؟ من البديهي جداً أن المحجبة تصلي أذكر أني فكرت حينها : نعم صحيح ما هذا الغباء [You must be registered and logged in to see this image.] المحجبة تصلي، كيف فاتتني هذه! ثم قمت فصليت وأطلت الصلاة.
: هنا أيضاً وقفة جانبية كلمات بسيطة قالها أخي، شاء الله أن يكون لها عظيم الأثر في نفسي، فسلحتني بقوة احتجتها بشدة في كثير من المواقف في حياتي لاحقا كطفلة مسلمة في مجتمع غير ملتزم فله الأجر الجاري بإذن الله {إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات} حديث صحيح لا تمسكي كلمة طيبة، سواء كانت نصيحة أم تشجيعا أم غيره، لعل الله تعالى يجعلها مفتاحا لخير كثير :
عوداً على بدء نحن قوم أعزنا الله بالإسلام هذا لا ريب فيه، وهذا ما يجب أن يستشعره كل مسلم لكي يغدو مؤمنا ولكنني اليوم لا أود أن أتناول القضية من هذه الزاوية - رغم أهميتها بل أخاطب العقل والمنطق في المغتربات خاصة، أو كل من تعيش غريبة وسط مجتمع بعيد عن الدين عامة كل من تعيش في معركة مستمرة مع النفس والمجتمع، فتمر بحالات تخونها فيها العزة المغروسة فيها بسبب تقصير في تذويد الإيمان أو إدبار قلب - تعددت الأسباب والحالة واحدة : تشتت داخلي يورث ضعفا
عندما تشعرين أنك غريبة عندما يثقلك كونك حالة خاصة مد أحدهم يده مصافحاً كاد أن يفوت وقت الصلاة وأنت وسط محاضرة مغلقة اتفقوا على الاجتماع في مكان لا يليق بمحجبة قدمت إليك قطعة حلوى لست متأكدة من مكوناتها الكثير والكثير من المواقف التي تضطرك دائما للتصرف بشكل مختلف فتحرجك ،، ومع الوقت قد تتعبك تشعرين أن تحركاتك تحت المجهر، وتودين لو تشيح عنك الأنظار ولو للحظات
لن أقول ارفعي رأسك لأنك ابنة خير أمة - وأنتِ كذلك بالفعل ولكن في لحظة ضعف، تركن النفس إلى الدنيا في هذه اللحظات حاولي أن تخاطبيها بأسلوب مختلف، من زاوية ترضيها - الزاوية المقابلة
يا نفسي إنهم يتوقعون منكِ أن تكوني مختلفة، ومهما فعلتِ لن يعتبروك منهم. أنت غريبة والغريب متوقع منه أن يظهر ويتصرف بشكل مختلف بل إنك تكسبين احترامهم عندما تظهرين انتماءك والعزة بهويتك ذلك لأن العزة بالشيء تأتي عن الاقتناع فيه وبتميزه تمسكك بكامل تعاليم دينك تعني أنك تعيشين ما اخترتِ أنت لحياتك ولم يفرضه عليكِ أحد ولم تسلمي به كتحصيل حاصل عندما تأخذين ببعض تعاليم الإسلام وتغضين الطرف عن بعضها وتتساهلين بغيرها فإنك إلى جانب عدم الاستقرار النفسي الذي تعيشينه بسبب فقدانك للحاجة الفطرية للإنتماء، كالذي ما طال بلح الشام ولا عنب اليمن، لا أنتِ شرقية ولا غربية أنت أيضاً تعكسين صورة الإنسانة المشتتة، الضعيفة، المغلوبة على أمرها، التي فرض عليها ما لا تطيق تطبيقه ولا تقوى على التحرر منه لا كسبتِ رضى ربك و لا كسبتِ رضاهم إما أنك مسلمة باختيارك وعزيزة بذلك، بالتالي يتوقع منك أن تظهري إسلامك بكل فخر أو أنكِ كما يصلهم من أخبارنا، إحدى المقهورات المشتتات بين قيود أصلها والحضارة المقيمة في أحضانها
أختنا في موقف الحافلة لم تعرف بماذا ترد. كيف تجيب السائلة إن لم تكن تقوى على إجابة نفسها أساساً ألست أشعر أن هذا خير دين وأجد في نفسي حباً وفخراً بانتمائي له؟ نعم وربي إذاً لماذا أجزئه وأختار منه باقة تعاليم تناسبني هل لأني لست مقتنعة بما تركت؟ لا بل إنني والله مقتنعة بكل ما جاء فيه إذاً ماذا؟ هل أريد أن أكون مثلهم؟ ولكنني لست منهم وهم لن يعتبروني منهم حتى ولو حملت جنسيتهم، وأنا نفسي لي انتقادات واسعة على فكرهم وطريقة عيشهم أحب ديني ومقتنعة به، أين المشكلة إذا ؟ ضعف - وهذا بيت القصيد هذا الضعف ليس سراً تخفينه، بل هذا هو القالب الذي يرونك فيه
مسلمة باقتناع ؟ لماذا لا تلبسين الزي الإسلامي مسلمة باختيارك ؟ لماذا لا تقيمين صلاتك كما أمر الإسلام مسلمة بحب ؟ لماذا لا تقفين بقوة وسط التيار المعاكس من أجل هذا الحبيب
(بعض غير المسلمين يعرفون عنا أكثر مما نتوقع - على الأقل أنا واحدة من الذين يفترضون جهلهم التام بنا، وأفاجأ كثيرا بأسئلة : لماذا لا تقومين بكذا كما نرى على التلفاز، أو لماذا لا تلبسين مثل فلانة المسلمة، أو أليس مكتوبا عندكم كذا؟)
:
رسالتي إليكِ أختي، أنك بالتزامك الكامل في الأوساط البعيدة عن الدين قد تثيرين غضب بعض الحاقدين أو غيرة المقصرين الذين لا يقوون على وقوف موقفك، فيدارون ضعفهم في محاربتك - اللهم اجعل كيدهم في نحورهم ولكنك بالمقابل تثبتين أنك صاحبة مبدأ وتكسبين احترام من يؤمنون بالمبادئ، حتى ولو لم يؤمنوا بالدين أنتِ كبيرة في أعين ذوي الألباب منهم
أختي الحبيبة الإسلام ناقص أي من تعاليمه ليس إسلاماً، بل الإسلام دستور حياة متكامل، وحدة لا تتجزأ دين شرعه خالقك الذي أنشأكِ وكونكِ، ومن أدرى منه بحاجاتك وخلجات نفسك؟ شرعه لكِ أنتِ لكي يحميكِ ويعزك ففيم تحتارين ومم تتردين؟ سلمي أمرك له، بلا تردد بلا فرضيات خذي دينك بقوة يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ أنت بهذه الوحدة قوية عزيزة - كوني بالحق قوية
:
كثيراً ما أسمع : ليس الدين بالشكليات - من حجاب و لحية بأخلاقنا أو بانجازاتنا فقط نحببهم بالإسلام المهم أن نحافظ على الفرائض
سبحان الله، من قرر ذلك؟!
كنت أخبر بعض الأخوات مرة أنه تبين لي بعد البحث أن مبدأ الاحتفال بعيد ميلاد الطفل(على أساس أطفالنا في الغرب يحبون أن يكون لهم مثل غيرهم) مرفوض من جميع المشائخ ، وسطيين وغير وسطيين، لم يقره أحد. فهبت إحداهن غاضبة غضبا شديدا لا يتناسب مع الموضوع : كفاكم تحريما! قلت يا أختي من تقصدين بـ كفاكم؟ أنا احتفلت بعيد ابني في السابق، وأقول لك اليوم قرأت وتعلمت وأنوي التصحيح. هذا ليس رأيي ولا رأي الشيخ الفلاني، بل رأي قد أجمع عليه المشائخ من مختلف التيارات والتسميات. ففيم تجادلين؟ فردت : حتى وإن كان المبدأ غير إسلامي، الأمر ليس بكبيرة. صغائر الأمور هذه ليست مهمة هي قررت أن الأمر ليس مهما...
إن كان الله تعالى الذي شرع الدين، جعل فيه العبادات والمعاملات، الكبائر والصغائر، الواجب والمستحب بأي حق نأتي لنصنف هذا مهماً وذاك لا، هذا لا يناسب وهذا يكفي صحيح لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، و لكن من لم يكن في زيادة فهو في نقصان فهل أسعى فعلا لتطبيق كل ما تطيقه نفسي، أم أنني قررت أن هذا القدر المعين يكفي باعتبار ظروفي فهل أنا أعلم من خالقي بظروفي؟
لست أقول أنني أتوقع من الجميع أن يلتزم بكل صغيرة وكبيرة ولكن التقصير مع الاقرار أمر، والتقصير مع التبرير أمر عجيب، أرى فيه الجرأة الغريبة على الله تعالى
:
ثم زاوية أخرى : أطفالكِ، هل فكرتِ فيهم؟ هل تقدرين مدى تأثير تشتتك عليهم؟ نربيهم ونعلمهم أن هذا المجتمع مختلف، نحن مسلمون، فيعانون من الاختلاف أضعاف ما نعاني(وهذا موضوع الحديث فيه يطول) البيت هو المصدر الذي يستمدون منه العزم، فإن وجدوا فيه تناقضاً، ازدادوا حيرة وضياعا ونمى في أنفسهم نفور من هذا الدين الذي لا يرون فيه سوى منعا من الاندماج مع أصحابهم حتى إذا كبروا وعرفوا "حقوقهم" من حرية مزعومة وغيره، انقلبوا على الأهل وتعاليمهم التي أتوا بها من "هناك" وصراحة القول أجدهم محقين، فلم نوصل لهم الدين كما وصلنا، ولم يروا فينا صورة إسلام الطمأنينة والعزة والله المستعان
:
لا شك أن في الدين أولويات يجب أن تراعى أولاً - أولاً ليس كفاية - جمال ديننا الذي نتغنى به في شموله وتكامله فلنحاول أن نعتنقه كما أنزله الله تعالى لكي نستشعر حلاوته هذا الدين دينكِ، والقرار لكِ : إما تطبقين بعضاً منه كأحكام مفروضة، أو تعيشينه كله(قدر استطاعتك الفعلية) فتسعدي به في الدنيا قبل الآخرة كما وعدك ربك هل جربتِ مرة أن تعتذري دقائق لتقيمي صلاتك، ثم اتخذتِ ركناً مناسباً وأديتيها؟ لا تستبقي ردة الفعل، لا تحسبيها كثيراً ولا تتوهمي. لو بدأت بسرد مواقف العزة بالإسلام التي عشتها بنفسي أو سمعتها من أخوات حولي، لطال الموضوع إلى صفحات لن أحكيها الآن، بل أدعوكِ لتجربيها بنفسك وتري النتيجة والله عزة ما بعدها عزة، ورضا في النفس ما بعده حلاوة
أدعو كل أخت عاشت موقفاً من هذا القبيل أن تحدثنا به هنا لنشجع بعضنا بعضاً
:
أختي التي يجمعني بها أقوى رابط؛ رابط الإسلام العزيز ضعي يدك في يدي ولنأخذ إسلامنا بقوة لكي نقوى به، لكي يرقى بنا فإنما نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
اللهم اهدنا وثبت أقدامنا والحمدلله رب العالمين | |
|
الوردة البيضاء
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 2442 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-11-06
| Subject: Re: خواطر مغتربة Sun 12 Apr أƒ 3:17 | |
| | |
|
@DJAMEL@
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 591 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-09-24
| Subject: Re: خواطر مغتربة Sun 12 Apr أƒ 4:24 | |
| | |
|
امل الغد
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 323 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 2009-03-21
| Subject: Re: خواطر مغتربة Sun 12 Apr أƒ 17:56 | |
| تسلم اخي تشرفت بمروركم يا حلوين | |
|