βye 4evєR
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1924 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 28/10/2008
| Subject: حل واحد لمشكلات كثيرة سببها ( خرافة الحب الكبرى ) Sat 17 Jan أƒ 21:53 | |
| السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد خرافة الحب الكبرى
مشكلات كثيرة كنت أفكر فيها وحاولت أياما وليالي أن اجد ذلك الخيط الذي يربطها معا..
مشكلة تقول " ظاهري أفضل من باطني "
وأخرى " لا أتقبل النقد "
وآخر يشكو من " حب من طرف واحد "
وأخرى تشكو من أن " لا أحد يحبني .."
ترى ما السبب ؟
فكرت .. وفكرت ..
وشعرت أنها كلها تعود إلى نفس السبب ..
الذي اخترت أن أسميه " خرافة الحب الكبرى " ..
- - - - - - - - - - - - - - - - -
أخذت أفكر كثيرا في معنى ذلك العنوان الذي استوقفني من أحدهم متحدثا عن مشكلته..
" ظاهري أفضل من باطني .. أتصنع أشياء ليست بي .. ولا أدري لماذا ؟ "
ترى لماذا؟ لماذا نجعل ظاهرنا أفضل من باطننا ؟ لماذا لا نكون ذواتنا فحسب ؟
حقيقة قد تغيب أحيانا أو كثيرا عن الأذهان..
" إن الذين يتقبلونك يتقبلونك كما أنت .. ولا يريدون منك أن تكون رائعا في كل شيء .."
لكننا لا شك وقعنا في فخ نسيان هذه الحقيقة البسيطة.. ربما لأنها مثل غيرها من الحقائق.. تجرح بعض الشيء !
فأصبحنا نتقن فن إخفاء الحقائق .. وفن الزيف.. والتصنع .. ربما لأن الحقيقة السيئة قد تشعرنا بعدم الأمان .. ربما لأن الصورة السلبية قد تحرمنا اهتمام الآخرين وحبهم وتقديرهم ..
عزيزي القارئ.. " إن الذين يتقبلونك يتقبلونك كما أنت .. ولا يريدون منك أن تكون رائعا في كل شيء .."
ليس مطلوبا منك أن تكون الأول في تخصصك .. ليس مطلوبا منك ان تحمل شهادة الدكتوراة .. أو أن تركب أفخم سيارة.. وأن تتحدث خمس لغات بطلاقة .. وأن.. وأن ..
إن الذين يتقبلونك يتقبلونك لأنك أنت فحسب.. دون قيد أو شرط .. !
نكذب .. فيقبلنا الآخرون.. نكذب لتكون صورتنا أجمل في عيونهم .. وعيوننا .. نكذب لأننا نخشى أن نفقد الآخرين بسبب الحقيقة التي قد تؤذيهم .. أو تغضبهم..
لذلك نلجأ إلى الكذب.. لنحمي أنفسنا من أن نخسر الآخرين .. أو أن نخسر صورتنا الرائعة أمامهم .. أو أمام أنفسنا..
من أين جاء ذلك؟ بظني أن جذور ذلك تعود لمرحلة الطفولة..
" حبيبتي بنتي ..أصلا هي أشطر بنت في الدنيا !!! "
شيئا فشيئا .. يرتبط في ذهن ذلك الطفل وتلك الطفلة أن عليه أن يكون " أشطر واحد في الدنيا " .. لكي يصبح " حبيب بابا " أو " حبيب ماما " .. وحين يخسر الطفل بسبب أخطائه شيئا من تقدير والديه وحبهم ..ويتلقى شيئا من التوبيخ بسبب الأخطاء..وربما الصفعات والركلات .. وأحيانا يتعرض للاهمال .. والمقارنة ببقية الأطفال المتفوقين.. ويبدأ يتكون في ذهنه أن عليه أن يبدع ويتفوق في كل شيء .. حتى يحصل على مزيد من حب والديه وتقديرهم.. ويظن أنه بمزيد من التفوق والمثالية..بمزيد من إرضائهم .. سيحصل على مزيد من حبهم وتقديرهم..
هذا الأمر ليس سوى " خرافة طفولية ".. لكنها تكبر.. وتصبح "خرافة الحب الكبرى" المسيطرة على الجميع..
ويزداد الأمر سوءا إذا كان أحد الوالدين او كلاهما يربي طفله على أن عليه أن يكون مثاليا في كل شيء .. ويحرمه من الحب والاهتمام إلا إذا فعل ما يريد..
ولنكن صادقين .. مهما تلقى الإنسان من مشاعر الحب من والديه .. فهذا لا يكفي لأن يقبل ذاته كما هي ..
لذك نكبر ونظن أن أي عيب فينا .. سيؤثر في مشاعر الأمان والحب والتقدير التي نتلقاها من الآخرين..
نكبر وتبقى نفس الفكرة معنا أينما ذهبنا.. " علي أن أبدع أكثر وأتميز أكثر حتى احصل على تقدير الذات وقبول الآخرين وحبهم .. وعلي أن أخفي عيوبي.. لأنه إذا اكتشف الناس أن لي عيوبا سوف ينسحبون من حياتي .. "
لذلك نخفي العيوب.. نحسن الصورة .. ندعي ما ليس فينا أحيانا.. نجادل.. نكره من يواجهوننا بعيوبنا.. نوقع أنفسنا في حب أشخاص يؤذوننا .. نفعل أشياء لا نريدها في الحقيقة إلا من أجل أن نحظى بقبول الآخرين وإعجابهم.. كل هذا فقط من أجل أن نحصل على " قبول أنفسنا.. "
عذرا عزيزي القارئ ..
إذا شعرت ان هذا الكلام ينطبق عليك .. فلا تشعر بكثير من الألم..
معظمنا – إن لم يكن الكل - تعرض ويتعرض لأمور مثل هذه .. ربما لأن أحدا لم يخبرنا بأمر بسيط :
" الناس لا يحبوننا لذاتنا ولا لإنجازاتنا .. إنهم يحبوننا فقط حين نساعدهم على أن يحبوا ذاتهم هم.. "
تقصيرالطفل في الدراسة يغضب الوالدين لأنه يجعلهما يشعران بأنهما لم يقضيا معه وقتا كافيا ليكون أكثر تفوقا .. إن فشل الطفل يحسس الوالدان بالذنب .. ويسبب ذلك الألم للوالدين.. لأن فشل الابن .. يشعر الأب أنه فشل في دوره كأب.. ويتحول الفشل إلى ألم ..والألم إلى غضب ..
غضب من فكرة " أن أبناء غيري سيصبحون أفضل من أبنائي .. أي أني فاشل بالنسبة لغيري.."
ومن أين يا ترى حصل الوالدان على هذه الفكرة أصلا ؟ ببساطة .. لأنهما ذات يوم .. كانا طفلين أيضا ..
يؤمنان بذات الخرافة الطفولية .. " خرافة الحب الكبرى" !!
يكبرالإنسان ويكبر في ذهنه أشياء مثل : "صورتي الجميلة .." "الإنجازات الرائعة التي تجعلني أفخر أمام الناس.."
"حب الآخرين لي بسبب تفوقي.."
يكبر الطفل وتكبر ذات الفكرة معه .. ومع الوقت .. تعود الدورة من جديد.. في الجيل الجديد..
فما الحل ؟ باختصار .. أن تدرك أنه " ليس مطلوبا منك أن تكون سوى ذاتك حتى تكون سعيدا وجديرا بالحب.."
حصولك على التقدير والاهتمام والحب والأمان حق من حقوق الولادة .. منحك الله إياه لأنه هو خالقك .. إذا وصلت لهذه الفكرة ..فتكون هي البداية الحقيقية للنجاح والتفوق.. وعندها يمكن لك أن تحسن من ذاتك ما تشاء .. ولا حدود لما يمكن أن تكون عليه من نجاح أو تميز .. لكنه تميز ونجاح حقيقي.. الحب والتقدير والسعادة ليست مكافئات الانجاز.. إنها من مكوناته الضرورية ..
إن السعادة هي وقود رحلة الحياة .. وليست جائزتها !!
أنت الأداة والوسيلة ..
وليكن دوما رضا الله هو الهدف .. وليس إرضاء الناس..
لذلك لا داعي لادعاء أي صورة غير حقيقية.. فكل إدعاء غير حقيقي .. سيمنعك ان تكون ذاتك الحقيقية ..
* * *
جانب آخر لنفس الرغبة في الاحساس بالأمان .. السيناريو يتبدل .. لكنه متشابه غالبا ..
قصص الحب من طرفين .. وطرف واحد .. وقصص الحب منعدمة الأطراف..
ترى ما الاحساس التلقائي الذي يولده الحب ؟ أليس هو الأمان .. والقبول؟ هل نخشى الاعتراف بأن من يحبوننا يمنحوننا إحساسا بقبول ذاتنا .. ومنهم من يدرك ذلك جيدا وباحتراف .. فيبدأ بابتزازنا بكل طريقة .. حتى ننال رضاه .. والأمان؟
إنهم يدركون حاجتنا للأمان .. فيمنحوننا الأمان بشروط .. لعلمهم أن الأمان حاجة انسانية أساسية ..
وغياب الأمان والقبول يشعرنا بالقلق.. نريد الأمان .. فإما أن يحصل عليه الفرد ذاتيا .. أو أن يحاول أن يتلقاه من الآخرين.. والآخرون يريدون منك ان تكون مثاليا ومطيعا لرغباتهم.. وأن تضحي من أجلهم وأن تصغي لهم وأن .. وأن ..
وهنا ندخل ذات الدوامة مرة أخرى ..
نتألم ونكذب ..
لماذا كل هذا الكذب .. أليس من اجل أن نحصل على حقنا الطبيعي ؟
أليس من يلجأ للكذب .. يفعل ذلك ظنا منه أن الكذب يحميه ويمنحه الأمان ..
ولكن .. لنواجه الحقيقة قليلا .. فالكذب يؤلم الآخرين أكثر بكثير من الحقيقة الجارحة .. مهما كانت قاسية..
عزيزي القارئ.. لو علمت أن قولك للحقيقة لن يجعلك تخسر الأمان والحب والتقدير..
فهل كنت ستكذب ؟ لا أظن ..
إن الذين يطلبون منك أن تكون إنسانا آخر ليرضوا عنك .. لن يرضوا عنك حتى لو أصبحت كما يريدون ..
وعندما تفعل كل شيء من أجلهم .. سيطالبونك بالمزيد.. وطبعا ستنتظر منهم أن يتذكروا تضحياتك من أجلهم ..
بالتأكيد.. سوف يتذكرونها ..
سيتذكرونها عندما يحتاجونك مرة أخرى..!!
وإذا قررت يوما أن تعتذر .. أن تقول ما في نفسك فعلا.. عليك أن تتحمل سيل الغضب الذي سببته لهم لأنك خذلتهم !!
* * *
أنت البداية .. وأنت الأداة والوسيلة .. وأنت الهدف..
ولكنك لست أنت الطريق ..
فالطريق إلى الحق يسير في خط مستقيم نحو الهدف الأسمى من وراء كل شيء.. والحق الذي أقصد .. هو رضا الله ..
يقول تعالي في الحديث القدسي ( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ..وما زال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه)
لتكن المعادلة صحيحة .. الله .. ثم أنت .. ثم الناس ..
والله هو أقصر وأجمل الطرق نحو حب ذاتك.. وحب الآخرين لك .. فإذا أحبك الله .. وأحببت ذاتك.. لن تكون مضطرا لترديد عبارة ( لا أحد يحبني ) .. فالله يحبك .. إذا تقربت إليه.. وأنت تحب ذاتك .. إذا قبلتها ..
* * *
اللهم اجعل سرنا خيرا من علانيتنا ..وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل صالح يقربنا إليك.. | |
|
اليسا
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 463 مزاج : تاريخ التسجيل : 28/09/2008
| Subject: Re: حل واحد لمشكلات كثيرة سببها ( خرافة الحب الكبرى ) Sun 18 Jan أƒ 0:41 | |
| واااااو روعة يا ياسين تسلم جزاك الله خيرا | |
|
~*khadija*~
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 2763 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 07/01/2009
| |
βye 4evєR
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1924 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 28/10/2008
| Subject: Re: حل واحد لمشكلات كثيرة سببها ( خرافة الحب الكبرى ) Sun 18 Jan أƒ 2:18 | |
| | |
|
SARA~*Z*~
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 709 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 04/05/2008
| |
βye 4evєR
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1924 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 28/10/2008
| Subject: Re: حل واحد لمشكلات كثيرة سببها ( خرافة الحب الكبرى ) Sun 18 Jan أƒ 2:36 | |
| | |
|
@DJAMEL@
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 591 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| Subject: Re: حل واحد لمشكلات كثيرة سببها ( خرافة الحب الكبرى ) Fri 27 Feb أƒ 18:03 | |
| | |
|