" اللهمّ من جاءني يَشْغَلُني عنك ، فاشغَلهُ بِكَ عني "
قال أبو إسحاق الجبيلي: قدمت على علي بن عبدالحميد الغضائري، فوجدته أفضل خلق الله عبادة، وأكثرهم مجاهدة، وكان لا يتفرّغ من صلاته آناء ليله ونهاره، فانتظرت فراغه. فلم أصبه ولا وجدته.
فقلت له: إنّا قد تركنا الآباء والأمهات والأهلين والأوطان والبنين والبنات بالراحلة إليك، فلو تفرّغت ساعة تحدّثنا بما آتاك الله من العلم.
فقال: أدركني دعاء الشيخ الصالح سريّ السّقطي رضي الله عنه،
جئت إليه وقرعت عليه الباب،
فسمعته يقول قبل أن يخرج إلي مناجياً:
" اللهم من جاءني يشغلني عن مناجاتك، فأشغله بك عني" ،
فما رجعت من عنده، حتى حُبّبت اليّ الصلاة والشغل بذكر الله تعالى،
فلا أتفرّغ الى شيء سواه، ببركة ذلك الشيخ.