حديث الشتاء
في الشتاء فوائد وعبر وتأملات وفكر ووقفات وهمسات وآيات وعظات هداية للسائرين ونوراً للمستبصرين وعبرة للموقنين وعظة للمعتبرين.
1 - فمن حكمة الله الباهرة وقدرته الظاهرة تعاقب الليالي والأيام وتوالي السنين والأعوام فيعقب الليل النهار ويخلف النهار الليل وتتنوع الظواهر الكونية وتتغير الفصول السنوية وتختلف الأحوال الجوية خلال هذه الأيام وتلك الليالي فهذا ربيع وذاك خريف وهذا صيف وذاك شتاء حتى تكون عبرة وعظة وموعظة وذكرى لأصحاب العقول النيرة والقلوب الخيرة والأبصار المتفكرة والأفئدة المتعظة المعتبرة يقول المولى جل وعلا مبيناً وموضحاً الحكمة من توالي الليالي وتعاقب الأيام (يقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) النور (44) قال الإمام البيضاوي في تفسيره (يقلب الله الليل والنهار) بالمعاقبة بينهما أو بنقص أحدهما وزيادة الآخر أو بتغيير أحوالهما بالحر والبرد والظلمة والنور أو بما يعم ذلك ( إن في ذلك ) فيما تقدم ذكره ( لعبرة لأولي الأبصار ) لدلالة على وجود الصانع القديم وكمال قدرته وإحاطة علمه ونفاذ مشيئته وتنزهه عن الحاجة وما يفضي إليها لمن يرجع إلى بصيرة ) ويقول الشيخ ابن سعدي ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) من حر إلى برد، ومن برد إلى حر، من ليل إلى نهار، ومن نهار إلى ليل، ويديل الأيام بين عباده، ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ ) أي: لذوي البصائر، والعقول النافذة للأمور المطلوبة منها، كما تنفذ الأبصار إلى الأمور المشاهدة الحسية. فالبصير ينظر إلى هذه المخلوقات نظر اعتبار وتفكر وتدبر لما أريد بها ومنها، والمعرض الجاهل نظره إليها نظر غفلة، بمنزلة نظر البهائم )............. ولمتابعة بقية الموضوع يرجى الدخول على الرابط التالي وتحميل الملف المرفق
[You must be registered and logged in to see this link.]