عقوبة قاطع الرحم
قاطع الرحم ملعون في كتاب الله:
(اللعن : هو الطرد من رحمة الله)
قال الله تعالى:
“فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ”
سورة محمد: 22-23
قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين:
قال الله تعالى:
” وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ”
سورة البقرة: 26-27 .
قطعها قطع للوصل مع الله:
عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله»
(رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه)
قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا :
عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له
في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم»
(رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه)
قاطع الرحم لا يرفع له عمل ولا يقبله الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
« إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى
عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم»
رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
قطع الرحم سبب في المنع من دخول الجنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« لا يدخل الجنة قاطع رحم»
(رواه الترمذي)
وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال“
: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر“.
(رواه أحمد وابن حبان)
هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من صلة رحمها
وخصوصاً الوالدة والوالد؟
الجواب : صلة الرحم واجبة، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته منها؛
لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك؛
لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، بل تصل رحمها من مالها الخاص،
وتراسله وتزوره؛ إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج،
بأن يخشى أن قريبها يفسدها عليه؛ فله أن يمنعها من زيارته،
لكن تصله بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه.
الأمور المعينة على صلة الرحم:
التفكر في الآثار المترتبة على الصلة:
فإن معرفة ثمرات الأشياء وحسن عواقبها من
أكبر الدواعي إلى فعلها والسعي إليها.
النظر في عواقب القطيعة: وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة
من هم وغم وحسرة وندامة ونحو ذلك، فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها.
الاستعانة بالله: وذلك بسؤاله التوفيق والإعانة على صلة الأقارب.
مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان: فهذا مما يبقي على الود ويهون
على الإنسان ما يلقاه من إساءة أقاربه.
قبول أعذارهم إذا أخطؤوا واعتذروا، والصفح عنهم ونسيان معايبهم
حتى ولو لم يعتذروا: فهذا مما يدل على كرم النفس وعلو الهمة.
ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
تجنب الشدة في العتاب وتحمل عتاب الأقارب وحمله على أحسن المحامل.
الاعتدال في المزاح مع الأقارب مع مراعاة أحوالهم وتجنب المزاح مع من لا يتحمله.
المبادرة بالهدية إن حصل خلاف مع الأقارب :
فالهدية تجلب المودة، وتكذب سوء الظن، وتستل سخائم القلوب.
الحرص التام على تذكر الأقارب في المناسبات والولائم .
صندوق القرابة الذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم،
ويشرف عليه بعض الأفراد، فإذا ما احتاج أحد من الأسرة مالاً لزواج أو نازلة
أو غير ذلك بادروا إلى دراسة حاله وساعدوه، فهذا مما يولد المحبة وينمي المودة.
التغاضي والتغافل: فهو من أخلاق الأكابر وهو مما يعين على استبقاء المودة
وعلى وأد العداوة.
ولكن سيقول قائل :
مشاغل الدنيا كثيرة ،
وليس عندي من الوقت ما يكفي لأصل رحمي!
ويقال لمن يقول ذلك :
إليك خطة بسيطة لذلك.
اعقد العزم على صلة رحمك ، ولا تسوف.
حدد رحمك الذين يجب عليك برهم.
استعن بقريب لك ليبرهم معك.
ابدأ بصلة رحمك :
باتصال هاتفي أو هدية أو زيارة.
حدد يوما من كل شهر لتصل واحدا أواثنين من رحمك.
كرر زيارة هذا القريب بعد ثلاثة أوأربعة أشهر.
شجع غيرك على صلة رحمه حتى يترسخ ذلك عندك.
لا تفوت دعوات أو مناسبات ذوي رحمك.
خذ أولادك معك في هذه الزيارات ليتعلموا صلة الرحم.
همسة..أخيره
تذكر...
قوله صلى الله عليه وسلم :
"من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من
عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء،
ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر
من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء“
رواه مسلم..