mamidou68 المدير العام
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 12173 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 19/12/2008
| Subject: نبذة عن اليحاة العقلية في العصر الحاهلي Sat 16 Apr أƒ 1:36 | |
| *تمهيد: يجدر بنا قبل دراسة بعض نماذج الأدب الجاهلي من (الشعر والنثر) وإن كانالنثر قليلا جدا مقارنةبالشعر أن نقدم بهذهاللمحة عنبيئة الأدب، ومظاهرالحياةالعربية المختلفة من سياسية،واجتماعية،ودينية وعقلية فالأدب صورة للحياة وللنفس وللبيئة الطبيعية والاجتماعية. *ويطلق الأدب الجاهلي على أدب تلك الفترةالتي سبقت الإسلام بنحومائة وثلاثين عامقبل الهجرة.وقدشب هذا الأدب وترعرعفيبلادالعرب، يستمد موضوعاته ومعانيه، ويستلهم نظراته وعواطفه من بيئتهاالطبيعية والاجتماعية والفكرية، ويحدد لنابشعره ونثره فكرة صادقة عن تلك البيئة.ممايعين الدارس علىفهم أدب ذلك العصر، واستنتاجخصائصه التي تميزه عن سائر العصور الأدبية التي جاءت بعده مع أن الكثير منه مجهوللضياع أثاره ولا نعرف عنه إلا القليل. لغةالعرب: *اللغة العربية هي إحدى اللغات الساميةالتي نشأت عن أصل واحد، وهي الاشورية والعبرية والسريانيةوالحبشية)، وتقتصر اللغات العربيةفيكتابتهاعلى الحروف دون الحركات، ويزيد حروفهاعناللغات الآريةمع كثرة الاشتقاقفيصيغهاوقد مرت اللغة العربية بأطوار غابت عنهامراحلها الأولى، ولكن مؤرخي العربيةاتفقوا على أن للعرب منذ القديم لغتين: جنوبية أو قحطانية، ولها حروف تخالف الحروف المعروفة،وشمالية أو عدنانية، وهي أحدث من لغة الجنوب وكل ما وصلنا من شعرجاهلي فهو بلغة الشمال،لأن الشعراء الذين وصلتنا أشعارهم إما من قبيلة ربيعة أومضر، وهما منا القبائل العدنانية،أو من قبائليمنية رحلت إلىالشمال، كطيئ وكندةو تنوخ، وقد تقاربتاللغتانعلىمر الأيام بسبب الاتصال عن طريق الحروب والتجارةوالأسواقالأدبية كسوق عكاظ قربالطائف،وذي المجاز و مجنة قرب مكة. وبذلكتغلبت اللغة العدنانية علىالقحطانية، وحين نزل القرانالكريم بلغة قريش،تمت السيادة للغة العدنانية، وأصبحت معروفة باللغة الفصحى. وقد كان لنزول القران بها اثرفيرقيهاوحفظها وإثرائها بكمية هائلة من الألفاظ و التعبيرات و المعاني مما أعان على بسطنفوذها، واستمرار الارتقاء بهافيالمجالات العلمية والأدبية إلى عصرناالحالي. *حياةالعربالعقلية: *العلم نتيجة الحضارة،وفي مثل الظروفالاجتماعية التي عاشهاالعرب، لا يكون علم منظم، ولا علماءيتوافرون على العلم، يدونون قواعده و يوضحونمناهجه إذ أن وسائل العيش لاتتوافر، ولذلكفإن كثيرامنهم لا يجدون من وقتهم ما يمكنهممن التفرع للعلم،والبحثفينظرياته وقضاياه. *وإذا كانت حياةالعربلم تساعدهم على تحقيق تقدمفيمجال الكتب والعملالمنظم، فهناك الطبيعة المفتوحةبين أيديهم، وتجاربالحياةالعمليةوما يهديهم إليه العقلالفطري، وهذا ما كانفيالجاهلية، فقد عرفواكثيرا من النجوم ومواقعها، والأنواء وأوقاتها، واهتدوا إلى نوع من الطبتوارثوه جيلا بعد جيل، وكان لهم سبقفيعلم الأنساب والفراسة،إلى جانب درايتهمالقيافة والكهانة، كما كانت لهم نظراتفيالحياة. *أما الفلسفة بمفهومها العلميالمنظم، فلم يصل إليهاالعربفيجاهليتهم ، وإن كانت لهم خطرات فلسفية لا تتطلب إلاالتفات الذهن إلى معنى يتعلق بأصول الكون، من غير بحث منظم وتدليل وتفنيد، من مثل قولزهير: رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومنتخطئ يعمر فيهرم *واكبر ما يتميز بهالعربالذكاء وحضورالبديهة وفصاحة القول لذلك كان أكبرمظاهرحياتهم الفكرية: لغتهم وشعرهم وخطبهمووصاياهم و أمثالهم أغراض الشعر الجاهلي:
وأغراض الشعر الجاهلي التينريد بسط القول فيها هي: المدح، الجاء، الرثاء، الفخر، الوصف، الغزل،الاعتذار، الحكمة، مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من الأغراض؛فهي تبدأ بالغزل ثم يصف الشاعر الصحراء التي قطعها ويتبع ذلك بوصف ناقته،ثم يشرعفيالغرض الذي أنشأ القصيدة من أجله من فخر أو حماسة أو مدح أو رثاء أو اعتذار، ويأتي بالحكمةفيثنايا شعره فهو لا يخصص لها جزءاً من القصيدة. ومن أهم أغراض الشعر الجاهلي المدح فلنبدأ به: الهجـاء: سبيل الشاعر إلى غرض الهجاء وهدفه منه: تجريد المهجو من المُثًلالعليا التي تتحلى بها القبيلة، فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً،ومن الكرم فيصفه بالبخل، ويلحق به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن الأخذبالثأر بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليلاً بسبب هجائه، ويؤثرالهجاءفيالأشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرهافيالجاهليةولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر عظيم وهذا هو السر الذييجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون الأموال الطائلة للشعراء اتقاءلشرهم. وممن خاف من الهجاء الحارث بن ورقاء الأسدي؛ فقد أخذ إبلاً لزهير ابن أبيسلمى الشاعر المشهور، وأسر راعي الإبل أيضاً فقال فيه زهير أبياتاً منها: لَيَأتِيَنّـكَ منِّي مَنْـطِقٌقَـذعٌ باقٍ كما دَنَّسَ القَبْـطِيَّة الوَدكُ فاردُدْ يَسَاراً ولا تَعْنُفْ عَلَيْهِ وَلاَ تَمْعَكْ بِعِرْضِكَ إن الغَادِرَ المعِكُ فلما سمع الحارث بن ورقاء الأبيات رد على زهير ما أخذ منه الرثــاء: هو إظهار الحزن والأسى والحرقة، وتبرز جودة الرثاء إِذا كانفيابن أو أخ أو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة لأخيه عبد الله من أجود الرثاء، ورثاء الخنساء يعتبر من الرثاء المؤثرفيالنفوس، وكانت تشهد عكاظاً وتدورفيالسوق وهي :
فيهودج على جمل وقد وضعت علامة على هودجها ثم تقوم بإنشاد الشعر فتؤثرفيمن تمر به. وقد تكون اللوعة باديةفيالرثاء وإن لم يكنفيقريب نجد ذلكفيرثاء أوس بن حَجَر لفَضَالَة
بن كَلَدة حيث يقول: أَيَّتُهَا النّفْسُ أَجْمـِلِي جَزَعـَا إنّ الذي تَحْذَرين قد وَقَـعا إنَّ الذي جَمَّعَ السَّمَاحةَ والنَّــجْدَةَ والحَزْمَ والقُوَى جُمَعَا | |
|