يوجد حمقى فى جميع طوائف البشر , حتى الشعراء يكون منهم مغفلون وحمقى , فتعالوا لنرى هؤلاء المغفلين وما صنعوه .....
فقد عقد ابن الجوزى فصلا فى كتابه أخبار الحمقى والمغفلين بعنوان ( الحمقى من الشعراء ) وكان منه ما يأتى :
أنشد بعض الحمقى:
عن المبرد قال: قال الجاحظ: أنشدني بعض الحمقى: مجزوء الرمل:
إن داء الحب سقمٌ & ليس يهنيه القرار
ونجا من كان لا يعـ & شق من تلك المخازي
فقلت: إن القافية الأولى راء والثاني زاي؟ فقال: لا تنقط شيئاً، فقلت: إن الأولى مرفوعة
والثانية مكسورة، فقال: أنا أقول تنقط وهو يشكل.
ألجاته ضرورة الشعر إلى الطلاق:
وحكى بعضهم: قال: اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى طيهاثا فشربنا يومنا،ثم قلنا: ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا
فقلت:
نلنا لذيذ العيش في طيهاثا
، فقال الثاني:
لما احتثثنا القدح احتثاثا
فارتج على الثالث فقال:
امرأتى طالق ثلاثا
ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه.
الأمير كسنور وأعداؤه كالفئران:
عن أبي الحسن علي بن منصور الحلبي قال: كنت أحضر مجلس سيف الدولة فحضرته
وقد انصرف من غزو عدو له ظفر به، فدخل الشعراء ليهنئوه فدخل رجل وأنشد: الطويل:
وكانوا كفأرٍ وسوسوا خلف حائطٍ & وكنت كسنورٍ عليهم تسلقا
فأمر سيف الدولة بإخراجه، فقام على الباب يبكي، فأخبر سيف الدولة ببكائه فأمر برده
فقال: ما لك تبكي؟ فقال: قصدت مولانا بكل ما أقدر عليه فلما خاب أملي وقابلني
بالهوان ذلت نفسي فبكيت، فقال له سيف الدولة: ويلك من يكون له مثل هذا النثر يكونله ذلك النظم! فكم أملت؟
قال: خمس مائة درهم فأمر له بألف درهم.
شعر تستحق أم قائله الطلاق:
عن الصولي، قال : كان لمحمد بن الحسن ابن فقال له: إني قد قلت شعراً، قال: أنشدنيه، قال: فإن
أجدت تهب لي جاريةً أو غلاماً؟ قال: أجمعهما لك. فأنشده: مجزوء الكامل:
إن الديار طيفا & هيجن حزناً قد عفا
أبكينني لشقاوتي & وجعلن رأسي كالقفا
فقال: يا بني، والله ما تستاهل جاريةً ولا غلاماً، ولكن أمك مني طالق ثلاثاً إذا ولدت
مثلك.
منا الوزير ومنا الأمير ومنا أنا:
قال أبو سجادة الفقيه في شعر له: المتقارب:
ومنا الوزير ومنا الأمير & ومنا المشير ومنا أنا
يقع التغفيل من فطناء الشعراء:
وقد وقع شيء يشبه التغفيل من فطناء الشعراء، قال: فإن البحتري دخل على بعض من
يمدحه فأنشده:
لك الويل من ليل تطاول آخره
فقال الممدوح: لك الويل والحرب ..