[size=18]لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافيةَ
والدمع تذرفه في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها
واصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت افجعها والفقر أوجعها
والهم انحلها والغم أضناما
فمنظر ألحزن مشهود بمنظرها
والبؤس مرآة مقرون بمرآها
كرً الجديدين قد أبلى عباءتها
فانشق أسفلها وانشق أعلاها
ومزق الدهر، ويل الدهر، مئزرها
حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشى بأطمارها والبرد يلسعها
كأن عقرب شالت زباناها
حتى بدا جسمها بالبرد مرتجفا
كالغصن في الريح واصطكت ثناياها
تمشي وتحمل باليسر وليدتها
حملا على الصد مدعوما بيمناها
قد قمطتها بالهدام ممزقة
في العين منشرها سمج ومطواها
ما أنس لا أنس أني كنت اسمعها
تشكو إلى ربها اوصاب دنياها
تقول يا رب! لا تترك بلا لبن
هذى الرضيعة وارحمني وإياها
يا رب! ما حيلتي وقد ذبلت
كزهرة الروض فقد الغيث أضماها
ما بالها وهي طوال الليل باكية
والأم ساهرة تبكي لمبكاها
يكاد ينقد قلبي حين أنظرها
تبكي وتفتح لي من جوعها فاها
ويلمها طفلة باتت مروعة
وبت من حولها في الليل أرعها
تبكي لتشكو من داء ألم بها
ولست افهم منها كنهَ شكواها
كانت مصيبتها بالفقر واحدةً
وموت والدها باليتم ثانيها
انشاء الله راح تعجبكم القصيدة
تحيااااااااااااتي FlowerStar