مقدمــة
عقد الزعماء الصهيونيون ثلاثة وعشرون مؤتمراً منذ سنة 1897 وكان آخرها المؤتمر الذي انعقد في القدس لأول مرة في 14 أغسطس 1951 ليبحث في الظاهر مسألة الهجرة إلى إسرائيل ومسألة حدودها وكان الغرض من هذه المؤتمرات جميعاً هو دراسة الخطط التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية .
اجتمع في المؤتمر الأخير ثلاثمائة من أعتى حكماء صهيون كانوا يمثلون خمسين جمعية يهودية وقرروا فيه خطتهم السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود وذلك من خلال :
* القبض على زمام الصيرفة في العالم .
* إشاعة الفوضى والإباحية بين شعوبه .
* تسليط المذاهب الفاسدة والدعوات المنكرة على عقول أبنائه .
* تقويض كل دعائم الدين والوطنية والخلق القويم .
يقول الدكتور أوسكار ليفي :
نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه وجلاديه .
ويقول الصحفي الإنجليزي شيسترتون :
لسان الحال أصدق من المقال وأن مشيخة صهيون قد يكون لهم وجوداً صحيحاً أو يكونون جميعاً من خلق التصور والخيال ، فإذا كانت البروتوكولات من الناحية التاريخية محل بحث فإن السيطرة الخفية بتلك البروتوكولات أو بغير تلك البروتوكولات والنفوذ الذي يحاولونه ويصلون إليه قائم وملموس الوقائع والآثار .
ويقول عباس محمود العقاد :
لقد توهمنا أن مجمعاً من أعتى الأبالسة الأِشرار قد انعقد ليباري أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين في ابتكار أجرم خطة لتدمير العالم واستعباده إذن لما تفتق عقل أشر هؤلاء الأبالسة إجراماً وخسة وعنفاً عن مؤامرة شر من هذه المؤامرة التي تمخض عنها المؤتمر الأول لحكماء صهيون سنة 1897 وفيه درس المؤتمرون خطة إجرامية لتمكين اليهود من استعباد العالم وإذلاله .
بعض عناصر المؤامرة
* وضع اليهود خطة للسيطرة على العالم يقودها حكماؤهم حسب الأحوال وهذه الخطة منبثقة من حقدهم على الأديان .
* يسعى اليهود لهدم الحكومات وذلك بإغراء الملوك باضطهاد الشعوب وإغراء الشعوب بالتمرد على الملوك وذلك بنشر مبادئ الحرية والمساواة ونحوها مع تفسيرها تفسيراً خاصاً يستحيل تحقيقه .
* نشر الفوضوية والإباحية عن طريق الجمعيات السرية والدينية والفنية والرياضية والمحافل الماسونية .
* يري اليهود أن طرق الحكم الحاضرة في العالم جميعاً فاسدة والواجب زيادة إفسادها في تدرج إلى أن يحين الوقت لقيام المملكة اليهودية على العالم .
* يجب أن يساس الناس كما تساس البهائم وأن يكون التعامل مع غيرهم أي : مع غير اليهود حتى من الحكام الممتازين كقطع شطرنج في أيدي اليهود يسهل استمالتهم واستعبادهم بالمال أو النساء أو إغرائهم بالمناصب ونحوها .
* كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح ودورها والسينما ودورها وفنون الغواية والمضاربات وغيرها يجب أن توضع تحت أيدي اليهود .
* الاقتصاد العالمي يجب أن يكون على أساس أن الذهب الذي يحتكره اليهود أقوى من قوة العمل والإنتاج والثروات الأخرى .
* وضع أسس الاقتصاد العالمي على أساس أن الذهب الذي يحتكره اليهود أقوي من قوة العمل والإنتاج والثروات الأخرى .
* وضع أسس الاقتصاد العالمي على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود حتى يكون ذلك الذهب أقوي الأسلحة في إفساد الشبان والقضاء على الضمائر والأديان والقوميات ونظام الأسرة وإثارة الرأي العام وإغراء الناس بالشهوات البهيمية الضارة .
* ضرورة إحداث الأزمات الاقتصادية العالمية على الدوام كي لا يرتاح العالم أبداً ويرضخ في النهاية للسيطرة اليهودية .
قرارات المؤتمر الأول واختلاس البروتوكولات
* استطاعت سيدة فرنسية أثناء اجتماعها بزعيم من أكابر اليهود في وكر من أوكار الماسونية السرية في فرنسا اختلاس تلك البروتوكولات والفرار بها .
* وصلت هذه الوثائق إلي إليكس نيقولا ننيفتش كبير جماعة أعيان روسيا الشرقية في عهد القيصرية والذي دفع بها إلى العالم الروسي سيرجي نيلوس الذي درسها بدقة وقارن بينها وبين أحداث السياسية الجارية يومئذ واستطاع من جراء ذلك أن يتنبأ بكثير من الأحداث الخطيرة التي وقعت بعد ذلك بسنوات مثل :
1- التنبؤ بسقوط الخلافة الإسلامية العثمانية على أيدي اليهود قبل تأسيس دولة إسرائيل .
2- التنبؤ بإثارة حروب عالمية لأول مرة في التاريخ يخسر فيها الغالب والمغلوب معاً ولا يظفر بمغانمها إلا اليهود .
3- التنبؤ بسقوط الملكيات في أوروبا وقد زالت الملكيات فعلاً في ألمانيا والنمسا ورومانيا وأسبانيا وإيطاليا .
4- التنبؤ بنشر الفتن والقلاقل والأزمات الاقتصادية دولياً ، وبنيان الاقتصاد على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود وغير ذلك من التنبؤات كثير . وهو ما أكدته الأحداث عبر السنين التي تلت عصر العالم الروسي سيرجي نيلوس مثل ستقوم روسيا القيصرية ونشر الشيوعية فيها وحكمها حكماً استبدادياً غاشماً واتخاذها مركزاً لنشر المؤامرات والقلاقل في العالم .
5- عندما نشرت هذه البروتوكولات ذعر اليهود ذعراً شديداً مما جعل زعيمهم هرتزل يصدر عدة نشرات صرح فيها أنه قد سرقت من قدس الأقداس بعض الوثائق السرية التي قصد إخفاؤها على غير أهلها حتى ولو كانوا من أعظم أعاظم اليهود وأن ذيوعها قبل الأوان يعرض اليهود في العالم لشر النكبات . "
استمرار المعارك حول البروتوكولات وعقاب معارضيها
قامت العصابات الإسرائيلية بقتل اللورد " موين" الوزير البريطاني في مصر خلال الحرب العالمية الثانية لرفضه لتطرف تلك العصابات ومطالبها الفاضحة الجامحة . ذلك أن اليهود اعتنقوا عقيدة تدعو إلى القتل غيلة تصوراً منهم أن نبيهم موسى عليه السلام قد فعل ذلك بادعائهم أن موسى عليه السلام قد التفت يميناً وشمالاً فلما لم يجد أحد قتل المصري الذي تشاجر مع يهودي . كما أنهم يعتقدون أن الله منحهم الصورة البشرية أصلاً تكريماً لهم وأن عنصرهم من عنصره وأنهم وحدهم أبناؤه الأطهار جوهراً على حين أنه خلق غيرهم " الجويم" من طينة شيطانية أو حيوانية نجسة ولم يخلق الجويم إلا لخدمة اليهود .
وقد ورد هذا الاعتقاد في القرآن الكريم في سورة آل عمران ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ) أي: لسنا ملزمين بمراعاة أي شريعة كريمة مع الأمميين غير اليهود .
مقارنة البروتوكولات بكتبهم المقدسة وأقوال ربانيهم وزعمائهم
* على اليهودي أن يستحل في معاملة غيره وسيلة قبيحة كالسرقة والخداع والظلم والغش والربا
* قتل الأممي في اعتقادهم أنه قربان إلى الله يرضيه ويثيب عليه .
* الأمميين كما يقول ربانيهم بهائم وأنجاس ولا حرمة في قتلهم بأي وسيلة ، وقد صرح بهذا المنطق رئيس وزراء بريطانيا في توصيته بمعاملة شعوب المستعمرات بأنه لا بأس من الغدر والكذب والوقيعة إذا كانت هي طريق النجاح .
* جاء في التلمود " أن اليهود أحب إلى الله من الملائكة وأنهم من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه ومن يصفع اليهود كمن يصفع الله والموت جزاء الأممي إذا ضرب اليهودي ولولا اليهود لارتفعت البركة من الأرض واحتجبت الشمس وانقطع المطر . واليهود مفضلون على الأمميين كما الإنسان مفضل علي البهيمة . والأمميون جميعاً كلاب وخنازير وبيوتهم كحظائر البهائم نجسة ويحرم على اليهودي العطف على الأممي لأنه عدوه وعدو الله فالتقية أو المداراة جائرة تجنباً لأذاه . وكل خير يصنعه يهودي على أممي فهو خطيئة عظمي وكل شر يفعله معه هو قربان الله يثيبه عليه والربا الفاحش جائز مع غير اليهود والربا غير الفاحش جائز مع اليهودي كما شرع لهم موسى وصموئيل في " رأيهم " وكل ما علي الأرض ملك اليهود فما تحت أيدي الأميين مغتصب من اليهود وعليهم استرداده منهم بكل الوسائل .
* اليهود في انتظار مسيحاً يخلصهم من الخضوع للأممين على شرط آلا يكون في صورة قديس كما ظهر عيسي إبن مريم كي يخلصهم من الخطايا كما تقول التوراة " سيقوم الرب ويقيس الأرض فيجعل عبدة الأوثان الأمميين تحت يد إسرائيل ويسلم جميع ممتلكاتهم إلى اليهود ".
وفي سفر المزامير " الزبور " : " ليفرح إسرائيل بخالقه وليبتهج بنو صهيون بملكهم كي ينزلوا نقمتهم بالأمم وتأديباتهم بالشعوب ويأسروا ملوكهم بقيود وأشرافهم بأغلال من حديد وينفذوا فيهم الحكم المكتوب " .
* سرقة اليهودي أخاه حرام لكنها جائرة بل واجبة مع الأممي إن كل خيرات العالم خلقت لليهود فهي حق لهم وعليهم تملكها بأي طريقة وإذا وجد اليهودي لقطة الأممي يحرم ردها لأن في ردها إليه تقوية لكافر ضد اليهود .
* حب اليهودي للأممي وثناؤه عليه وإعجابه به إلا لضرورة يعتبر خطيئة عظيمة.
* إذا انتصر اليهود في موقعة وجب عليهم استئصال عدوهم بالكلية وعن أخرهم ومن يخالف ذلك فقد خالف الشريعة وعصى الله .
* اليهودي غير مطالب بالوفاء بالقسم والبر به لغير اليهودي ، ذلك أن صفات إله اليهود " يهوه " كما تصوره كتبهم ليست له إلا صفات شيطان ، حتى أن المانويين صدقوا نبوة عيسى ورفضوا نبوة موسى لأسباب منها : أن الإله " يهوه " كما وصفته التوراة شيطان متوحش شغوف بالخراب والفساد وإراقة الدماء مفرط في الحقد والكراهية لأعدائه ينتقم لأتفه الأسباب ، كما أنه مخلوق جبان ينكص عن محاربة بعض أعدائه وأعدائهم أي " اليهود لأن للأعداء في الحرب عجلات قوية ، وغيرها كثير من الفروض المستحيلة التي لا يستطيع العقل أن يحتفظ بوحدته معها ، ويكاد ينسحق تحت وطأتها لذلك تري نظرة اليهود البدائية للعالم فهم معتزلون يعتزلون العالم رغم اتصالهم به ولا ينظرون إليه إلا نظرتهم إلي عدو يخضعون له إذا كان أقوي منهم ويستعبدونه إذا كانوا أقوي منه ، معبئون دائماً لشن غارة أو لصد غارة أو كما تقول تواراتهم " يدهم على كل أحد ويد كل أحد عليهم ".
شواهد للتوقف على خطر البروتوكولات
الذين يقصرون الخطر اليهودي أو خطر الدولة اليهودية على هذه الرقعة في فلسطين أو في الشرق الأوسط ، لا يفهمون أحداث التاريخ وتياراته وروحه ، ولا يفطنون إلى نظم الاجتماع البشري ، ولا يعرفون الكفاية عن الروح المالية لليهود وخير لهم ولبلادهم أن لا ينشغلوا بسياستها وتوجهاتها فهم في ذلك كالأنعام بل هم أضل سبيلاً وإن كانوا في غير السياسة من العباقرة .
* اليهودية تعبث بالأديان والثقافات لمصلحتها فنري مثلاً حركة الاستشراق التي تقوم علي بعث الكتب القديمة وهي في العربية تزحم مكاتبنا بأتفه الكتب التي لا تفيد علماً ولا تؤدب خلقاً ، فكأنما تأسس المكاتب لتكون متاحف لهذه الموميات الخالية من الحياة والتي لا يمكن أن تحيي عقلاً أو قلباً أو ذوقاً بل تغري الإنسان لتفاهة محتوياتها وكثرتها وتفككها بالنفور منها إذا كان سليم الطبع والعقل أو تحمله على التمسك بتفاهتها فتورثه الغرور والغباء والكبرياء ، وبمثل ذلك يروج اليهود كل المصارف التافهة الشهوانية والإلحادية .
* من الغباء القول بأن اليهود القائمون بكل هذه الحركات السياسية والفكرية الاقتصادية فبعضها من عملهم وعمل صنائعهم ، وبعضها من عمل غيرهم إنسانياً وطبيعياً ولكنهم كالملاح الماهر ينتفع لتسيير سفينته بكل تيار وكل ربح مهما يكن اتجاهه ويسخره لمصلحته سواء كان موافقاً أو معاكساً.
* من أهم الشواهد وأربها أن يتنبأ الأستاذ سيرجى نيلوس بانهيار روسيا القيصرية بعد قراءته لوثائق حكماء صهيون التي تم سرقتها عن طريق فتاة فرنسية في اللقاءات الماسونية مع زعيم من كبرائهم ويصيح في قومه صرخ المسيح : إن اللحظة التاريخية المقبلة أعظم وعيداً وأن الأحداث المقتربة وهي مليئة بالغيوم الكثيفة أشد هولاً فيجب أن يضرب الروس ذوو القلوب الجريئة الباسلة بشجاعة عظيمة وتصميم جبار وينبغي أن يعقدوا أيديهم بشجاعة حول لواء كنيستهم المقدس وحول عرش إمبراطور هم طالما الروح تحيا والقلب يخفق في الصدر فلا مكان لطيف اليأس القائل ولكننا نعتمد على أنفسنا وعلى ولائنا وإيماننا لنظفر برحمة الله القادر ولنؤجل ساعة انهيار روسيا . كانت هذه الصرخة سنة 1900 وانهارت روسيا فعلاً بعد سبعة عشر عاماً من هذا التاريخ .