اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال و جهك و عظيم سلطانك
بهذه الكلمات ختم محمد سعدون الكواري مقدم الجزيرة الرياضية فقرته في التقديم من لندن و بهذا الحمد بدأنا استقبالنا للخبر السعيد
اليومالإنتخابي كان هو الأطول كما قال سعادة عبد الله بن حمد العطية نائب رئيسالوزراء القطري فقد تلاعبت بنا الأصوات الإنتخابية للجنة التنفيذية و كلمااقترب الموعد زاد التوتر و ما زاده أكثر عدم كشف بلاتر لنتيجة التصويتأمام أعضاء اللجنة التنفيذية بل لجأ إلى أسلوب جديد حيث كشف عن البلدينالفائزين أمام محامية سويسرية محلفة و أمام مندوب من شركة تدقيق و أمامالأمين العام للفيفا جيروم فالكه و كانت هذه الخطوة مثار جدل في استديوالجزيرة و المجلس و لكن اليوم تمخضت النتائج و تبين العدد لذلك لنحللعملية التصويت جولة بجولة
عملية التصويت
الدور الأول : استراليا صوت واحد – اليابان 3 أصوات – كوريا الجنوبية 4 أصوات – قطر 11 صوت – أمريكا 3 أصوات
التحليلو النتيجة : خروج استراليا و هي التي كانت مرشحة بين آخر ثلاثة و قد يكونالإعلان الترويجي السيء الذي أنتجوه سبباً في ذلك و كذلك فارق التوقيت وبعد المسافة كلها و عدم إظهار الشغف الجماهيري باللعبة كذلكمن الأمور المستنتجة أن قطر من الجولة الأولى كان ينقصها صوتين فقط و كذلكحصلت على أصوات أكثر لم تتوقعها خاصة أن 9 أصوات كانت في جيبها حسبما ذكرالعميد فاروق بوظو .
الدور الثاني : اليابان صوتان – كوريا الجنوبية 5 أصوات – قطر 10 أصوات – أمريكا 5 أصوات
التحليلو النتيجة : خروج اليابان و خسارة صوت قطري اتوقع أن يكون ذهب لأمريكا وكذلك من الطبيعي ذهاب الصوت الإسترالي لأمريكا بينما فقدت اليابان صوتلحساب كوريا الجنوبية حسب تحليلي و خروج اليابان كان متوقع بسبب قربالفترة التي نظمت فيها المونديال مناصفة مع كوريا و كذلك لأن الملف لميقدم أي جديد سوى اعتمادها على الإبهار التكنولوجي .
الدور الثالث : كوريا الجنوبية 5 أصوات – قطر 11 صوت – الولايات المتحدة 6 أصوات
التحليلو النتيجة : خروج كوريا الجنوبية و ذهاب صوتي ملف اليابان إلى كلٍ من قطرو أمريكا بواقع صوت واحد و خروج الملف الكوري متوقع بما أن البلد استضافالبطولة قبل أقل من عشر سنين و كذلك حالة التوتر التي تعيشها شبه الجزيرةالكورية هذه الأيام رغم حديث الوفد الكوري الجنوبي عن نيت كوريا الجنوبيةمنح كوريا الشمالية حق استضافة بعض المباريات لتوطيد العلاقات و لكنها لمتكن أسباب مقنعة للجنة .
الدور الرابع و الأخير : قطر 14 صوت و أمريكا 8 أصوات
التحليلو النتيجة : فوز قطر بعد حصولها على الأكثرة نلاحظ هنا أن ثلاثة أصواتداعمة للملف الكوري اختارت أن تدعم ملف القارة الآسيوية فذهبت أصواتهالقطر على اعتبار أنها المرشح الآسيوي الوحيد في الدور النهائي و الصوتينالآخريين ذهبا لملف أمريكا فكان الفوز القطري مستحقاً على اعتبار أن قطر والشرق الأوسط لم يسبق لهم تنظيم البطولة و كذلك لأن المباريات في أمريكاستقام في عز الظهر بسبب حقوق النقل و نسبة المشاهدة حول العالم و هو ماأجبر الأمريكان على لعب المباريات فترة الظهيرة في مونديال 94 أضف إلى ذلكأن الشعب الأمريكي ليس لديه ذلك الحماس الزائد لهذه اللعبة و هذه التظاهرةو لذلك فضل المصوتون منح حق التنظيم لبلد متعطش للكرة و قريب منن القارةالأوربية مهد الكرة .
لحظات ما قبل التصويت
فيهذه الأثناء و منذ الظهيرة كنت أتابع التغطية للعملية الإنتخابية و قبلالإعلان بلحظات تحيّرت بين قناتي الكاس و قناة الجزيرة الرياضية فالأولىكان متواجد بها صانعوا القرار أمثال نائب رئيس الوزراء القطري و السركال وحافظ المدلج و غيرهم و كذلك لا أنسى السبب الرئيس لمتابعتي للمجلس أسامةالشيخ العارف بخبايا الفيفا و أكد ذلك بقوله ستكون روسيا المفاجأة و كانتبالفعل كذلك أما الجزيرة فقد تميزت بشبكة مراسليها و لكنها لم توفق للضيوفمن استديو زيوريخ حيث اقتصر التواجد على ديبور و التمياط رفقة الأخضربالريش و لذلك كنت أقلب تارة هنا و تارة هناك .
وبدا على وجوه ضيوف المجلس التوتر عقب الإعلان عن تأخير الإعلان عن البلدينالمنظيمن لمدة نصف ساعة و في الأثناء جاءت رسالة لخالد جاسم تفيد بتقبيلمحمد بن همام لسمو الامير حمد و هي الإشارة التي تم فهمها على أن قطر حصلتعلى التنظيم و لكن حتى اللحظة كان كل ذلك في إطار التأويلات و عند بدءالحفل و دخول بلاتر للقاعة اخترت الجزيرة الإخبارية لتميز مترجمها ولتقسيمها الشاشة لجزأين جزء من زيوريخ و آخر من الدوحة لينقل ردود الفعلبعد الإعلان و عند فوز روسيا توقعت أن تذهب لقطر لأن الفيفا يبدو أنه يريدأن يوسع نطاق التنظيم مثلم فعل مع قارة إفريقيا و لكن التوتر يبقى موجوداًو عند الإعلان عن فوز قطر تداخلت المشاعر في جميع أنحاء العالم من مؤيديالملف القطري فرأينا البكاء و ليس الدموع فحينها تذكرت قول الشاعر :
يا عين صار الدمع عندك عادةً *** تبكين في فرحٍ و في أحزانِ
لنأنسى لقطة الشاب القطري و هو يبكي قبل الإعلان عن التصويت بدقائق فقد كانبكائه معبراً و مؤثراً وكان يدعو أن لا يخيب الله تعبهم و عند الإعلان عنفوز قطر جرى حول المكان كعداء سباق 100 متر و أخذ الجميع يحضن بعضهم البعض
ردود الفعل على فوز قطر و روسيا
الرئيسالأمريكي وصف اختيار قطر بانه قرار خاطئ حيث قال : ( أعتقد أن قرار الفيفابمنح قطر التنظيم قرار خاطئ ) و كذلك اعتبر الدولي البلجيكي السابق ماركفيلموتس : " أن الرياضة ضاعت بإختيار روسيا و قطر لتنظيم مونديالي 2018 و2022 و أن هذا يدل على أن الفيفا لا يعتمد معايير رياضية ، أنا لا أتذكرمن مونديال 94 سوى أننا لعبنا تحت درجة حرارة بلغت 42 درجة مئوية و كان منالصعب جداً أن نجري سيكون الوضع مماثلاً في قطر إننا نلعب بصحة اللاعبيندون النظر إلى الفائدة الرياضية اقيل لي إن الملاعب ستبرد إنها كرة القدمفي فقاعات مبردة " )
عجيبأمرك فخامة الرئيس الأمريكي بالأمس تلقون علينا المواعظ صباح مساء عنضرورة الإنفتاح على جميع الحضارات و الأديان و اليوم تقول بان القرار خاطئأتستكثر على المنطقة أن تنظم بطولة و أنت تأخذ النفط و الغاز من هذهالمنطقة ثم ما هي المميزات التي لديكم ، شعبكم لا يحب كرة القدم فارقالتوقيت كبير جداً المسافة طويلة بالنسبة للمسافرين من شرق العالم والتنقل بين ولاية و أخرى في بعض الأحيان يتطلب خمس ساعات مما يصيباللاعبين و المسافرين بالإرهاق و هذه المسافة تعادل المسافة المقطوعة منقطر إلى ميونيخ !! فبأي عقل تتحدث هذا عدا عن أنكم نظمتم المونديال سابقاًثم لا تنسى أن بلادكم تكون مهدة بين الحين و الآخر و لذلك لن نأمن علىالجماهير في بلدكم هذا عدا عن تعنتكم في منح التأشيرات للقادمين من الدولالعربية بدون سبب وجيه سوى سوء الظن بالإسلام و المسلمين .
أماأنت أيها المارك فمالي أراك تهذري بما لا تدري فالملاعب و محيطها سيتمتبريدها و لماذا لم تحتج على الملف الأمريكي لأن المباريات ستقام في عزالظهيرة لإرضاء مئات ملايين المشاهدين حول العالم وشركات التسويق و لماذالم تحتجوا على جنوب إفريقيا التي لُعبت فيها مباريات بدرجة حرارة – 8 تحتالصفر و لماذا لم تعترض على البرودة الشديدة التي صاحبت مباريات كأسالإتحاد الأوروبي لهذا الأسبوع و لم لم نرى لكم صوتاً للأسف يتبين منتصريحه بأن الكثيرين من غرب العالم لا يعرفون الكثير عن شرقه و الشرقالأوسط خاصة و ذلك يستدعي حملة كبيرة من قطر لتحسين صورتها و الدعايةلنفسها أمام العالم .
مميزات الملف
الملفالقطري يتمتع بالأمن الفطري و الصناعي حسب قول سعادة عبد الله العطية وكذلك موقعه في وسط العالم فيسهل الوصول إليها من جميع القارات عدا عن أنهامن الدول القليلة التي التي بإمكان سكان الدول المحيطة بها التوجه لهامباشرة و التعامل معه سكان قطر بنفس اللغة فموقعها ضمن نطاق محيط كبيريتحدث لغة واحدة و دينه واحد و لديه عادات و تقاليد متشابه لحد كبير فهذهكلها أمور تدعو لتأكيد جدارة الملف القطري و أضف لذلك الدعم الحكومي والشعبي الذي تلقاه استضاف البطلوة و كم كان منظر العائلة الحاكمة جميلاً وهم يحتفلون سوياً كأسرة واحدة و الملايين خلفهم في قطر و ما جاورها كانوايحتفلون بالفوز كعائلة واحدة و لأول مرة في تاريخ تنظيم المونديال أرىأعلام لدول أخرى ترفرف في ساحة البلد المنظم و هذا إن دل فإنما يدل علىالترابط الشعبي الوثيق بين دول المنطقة فرأينا أعلام السعودية و لبنان والعراق و سوريا و مصر و تونس و غيرها من الدول العربية بل عن البعض أتىإلى الدوحة خصيصاً ليشهد لحظات الإعلان عن الدولة الفائزة بالتنظيم ورأينا العديد من المقيمين يفرحون و يبدون استعدادهم للعمل كمتطوعين طيلةأيام المونديال أضف إلى ذلك أنه الملف الوحيد الذي ستمتد آثاره لتشملدولاً أخرى و ذلك بالتبرع لها بالمقاعد الخاصة بمدرجات المونديال حيث سيتمتفكيكها بعد البطولة و إرسالها للدول النامية عدا عن أن قطر ستطلق مفهومالملاعب لصديقة للبيئة ليدخل العالم عصراً جديداً بثورة قطرية .
الملفالقطري عرف من أين تؤكل الكتف و وكّل سفراء على مستوى عالمي كروياً فزيدانأشهر لاعبي العالم و الوحيد الذي تمت مقارنته ببيليه و مارادونا و ساميالجابر الأسطورة العربية و أحد القلائل الذين أحرزوا هدفين يفصل بينهما 12سنة و كذلك الهولندي فرانك دي بور و الأرجنتيني باتستوتا و المدرب العجيبالرهيب بيب غوارديولا و كلهاأسماء لها ثقلها في الساحة الدولية ما ميزالملف القطري روح الشباب المتمثلة في مؤسس الفكرة سمو الشيخ جاسم بن حمدآل ثاني شيخ الشباب و الشيخ محمد بن حمد آل ثاني و بدعم من ولي العهدالشيخ تميم بن حمد و كلهم شباب سيحصدون ما زرعوا اليوم في 2022 فيحق لقطرأن تفخر بابنائها و رجالها و نسائها و لنحتفل اليوم و نبدأ العمل من الغد
و في الختام أخيتم بأبيات للشاعر القطري محمد بين فطيس المرّي و التي يقول فيها :
مدام ان ديرتي دار التميمي ,, فانا ماظنتي يحجب شعاعي
تربينا على حب الطليعه ,, وندعس للوطن روس الافاعي
نعيش لرفعته ونعيش لاجله ,, ونموت لعزته موتن جماعي