كارثة ألف امرأة وامرأة
كارثة ألف امرأة وامرأة
عندما تتحدث عن إجراء يتخذ في حق ألف نسمة فأنت تتحدث عن ملايين النتائج، وإذا كان هذا
الإجراء يتعلق بحرمان ألف امرأة من مصدر دخلهن الوحيد فأنت تعلن عن حدوث كارثة اجتماعية
لا تحمد عقباها ولا يمكن التنبؤ بنتائجها على كافة الأصعدة .
وعندما يتعلق الأمر بكارثة اجتماعية خطيرة نتائجها شاملة وأبعادها غير محدودة وفوق قدرة فرد
واحد على التصور فإن القرار لا يجب أن يترك ليتخذه فرد واحد خصوصا إذا كان هذا الفرد امرأة
حديثة عهد باتخاذ القرار.
ما حدث لمعلمات محو الأمية مثال واضح لسوء الدبرة وقصر النظر لأبعاد اتخاذ القرار، فأنت حينما
تحرمين أكثر من ألف امرأة من دخل ثابت تعودن عليه لعدة سنوات فأنت إنما تهدمين ألف أسرة
وتفرخين قرابة خمسة آلاف ناقم قد يتحول عدد كبير منهم إلى مجرم وتجوعين حوالي ثلاثة آلاف
طفل وتضطرين ألف امرأة إلى البحث عن دخل يعوض ما حرمتهن إياه، فهل يعقل أن لا تشعر بهذا
الشعور الإنساني النسائي امرأة ؟! وهل نشك في الضمير أم الجنس أم العاطفة.
نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع بالعاطفة فقط ولا نلوم نائبة وزير التربية والتعليم، متناسين أنها
ليست وزيرة شؤون اجتماعية أو رئيسة جمعية خيرية، بل نتحدث ونحن ندرك هذا كله، لكننا ندرك
ما هو أهم منه وهو أن قرار الفصل أو عدم التجديد لعقد الوظيفة الحكومي لا يحدث لفرد سعودي
واحد، إلا إذا ارتكب جرما وصدر بحقه حكم شرعي أدانه، وخلاف ذلك فإنه لابد من إنذار مسبق
يكفل إيجاد البديل، بل إن إيجاد البديل شأن تكفلت به الدولة حفظها الله فحتى الشركات المشغلة لا
يحق لها تسريح عشرات الموظفين دون أن تضمن الدولة لهم عملا بديلا أو حلا وسطا يرضي
الطرفين.
ما بال المرأة عندنا إذا أرادت أن تثبت ذاتها تحرص على أن تؤكد على أنها لا تشعر بشعور ألف
امرأة ولا تنتمي إليهن؟!، مع أن الطموح لوضعها في هذا المكان مبني على أنها تفهمهن أكثر من
غيرها، هل هو هروب من المرأة كجنس أم المرأة كحس مرهف؟!.
حرمان ألف امرأة أو رجل لا يتم يا عزيزتي عبر إعلان النتائج فجرا في موقع إلكتروني فأنت
تتعاملين مع آلاف البشر وملايين الصدمات النفسية والنتائج الخطيرة التي لا يمكن التعاطي معها
فجأة مثل إعلان نتائج (اليانصيب) أو الفوز بسيارة، هذا القرار يجب أن يدرس وتفصل له الحلول
بما يتماشى مع إنسانية مملكة الإنسانية المعتادة والقائمة على شرع أساسه لا ضرر ولا ضرار.