أظهرت أغلب الأبحاث المهتمة بتربية الأطفال أن ضرب الأطفال مسألة خاطئة وغير سليمة في تربية الطفل، لأن ضرب الطفل يؤثر سلباً على نفسيته حيث يدفعهم ذلك الأمر لممارسة سلوك الضرب مع الأطفال الأصغر سنا منهم سواء كانوا من أقرانهم بالمدرسة أو إخوتهم بالبيت.
لماذا يلجأ الآباء والأمهات لضرب الأطفال؟
يلجأ الأب أو الأم لضرب الطفل للأسباب التالية:
- تأديب الطفل وتعليمه القواعد والسلوكيات السليمة.
- تغيير سلوك خاطئ يمارسه الطفل.
كيف يؤثر الضرب على الطفل؟
للضرب أثار سلبية على الأطفال ومنها:
- يتعلم الأطفال من ضرب الوالدين لهم أن الضرب بمثابة وسيلة للتنفيس عن الغضب والإحباط، مما يدفع الطفل لانتهاج هذا السلوك مع أقرانه وإخوته، ظناً منه أن الأقوى والأكبر يقوم بضرب الأصغر.
- يتسبب الضرب في حدوث مشاكل نفسية للطفل، وقد يعرضه في بعض الأحيان للاكتئاب ونبذ الأسرة والوالدين.
- يحدث الضرب في الكثير من الأحيان ألاما جسدية للطفل.
- يدفع ضرب الأب أو الأم للطفل بأن يفقد ثقته بنفسه وكذلك في والديه.
- يؤثر الضرب على مستوى الطفل في التحصيل الدراسي والتعليم.
ما هي الطرق التي يمكن إتباعها لتأديب الطفل؟
هذه مجموعة من النصائح لتأديب الطفل بعيداً عن الضرب:
- الجلوس مع الطفل عند ارتكابه خطأ ما وتعليمه أن هذا السلوك غير مقبول.
- تجنب التركيز على كافة السلوكيات الطفل، فإهمال قيام الطفل ببعض السلوكيات الغير مرغوب فيها تجعل الطفل يقلع عنها.
- الابتعاد عن الانسياق وراء الغضب الذي يدفع في كثير من الأحيان لضرب الطفل بقسوة مما يؤدي إلى إيذاء جسدي له.
- مكافأة الطفل حينما يقوم بسلوك صالح، حتى يداوم على القيام بهذا السلوك
توبيخ الطفل لا يقل عن ضربه
إن توبيخ الطفل بالألفاظ إذا أساء التصرف أو أصدر سلوكاً سيئاً يعتبر وسيلة خاطئة من وسائل تربية الطفل، حيث أكدت العديد من الدراسات البحثية أن مسألة توبيخ الطفل لا تقل عن ضربه. فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن توبيخ الطفل بالكلام لا يقل ضررا عن العقاب بالضرب؛ لأنه يترك نفس الآثار الضارة التي يتسبب فيها الضرب في نفسية الطفل.
وقد يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى عقاب الأطفال عند الوقوع في خطأ ما بالتوبيخ أو بالكلمات الجارحة اعتقاداً منهم أن هذا الأسلوب أفضل من الضرب بالنسبة لنفسية الطفل. ولكن أوضحت الدراسات أن احترام الطفل لذاته يتضرر كثيراً عند التعرض للعقاب بوسيلة أو بأخرى لأن عند عقاب الأطفال فإننا نعطي لهولاء الأطفال إحساس بأن لا قيمة لهم، وأنهم مهملون.
فالتنشئة الاجتماعية للأطفال تعتمد بشكل كبير على أساليب الدعم والتشجيع أو المنع أو الأذى الذي يوجهه الوالدين إلى الأطفال، فسلوك الطفل الذي يجد تشجيعاً وترحيباً وتدعيماً من الكبار سيكرره الطفل ويعتاد عليه، أما سلوك الطفل الذي يقابله استنكار أو إهمال أو عقاب فسيكف الطفل عنه.
ومن هنا يتبين أنه من المفترض أن يتعامل الوالدين مع الطفل على أنه إنسان عاقل يفهم ويستوعب ويشعر كي يمكن التعامل معه بشكل فعال وناجح