وَجَـعِـي يَـمُـدُّ إلـى الهُـمُـومِ جُـسُـورا
و حُـسَـامُ صَـبري قَـد بَـدَا مَـكـسـورا
وسُـفُـوحُ حَـرفِـي سُـيّـرَت وتَصَفصَفَت
فـي قـاعِ صَـمْـتٍ كَـاللظى مَـسْـجُـورا
ولِـسَــانُ حَـالٍ لا يَــسُــرُّ أحِـبّـتِـي
اُخْـفِـي بِـهِ بَـيـنَ السُّـطُـور سُـطُـورا
أجْـتَـرّ حُـزنــاً قَـدْ تَـقَــادَمَ عَـهْـدُهُ
مَـلَـكَ الـفُـؤادَ فَـ زادَهُ تَـخْـسِـــيـرا
مَـلَـكَ العِـقـالَ فَـ سَـارَ لا يَـهْـتَـمُّ لِي
أنّـي أبِـيـتُ مُـقَـيّــداً وحَـسِـــيـرا
أنّـي أسَـامِـر لَـيـل أحـلامـي الـدّجِـي
لـيـلاً صَـمُـوتـاً لـم أجِـدهُ سَـمِـيــرا
قَـد أَحـسَـــنَ الـإِصـغَـاءَ إلـا إِنَّــهُ
لم يُـحـسِـنُ الـإِفـصـاح والـتـفـكِـيرا
صَـبـري يُـواجِـه جَـيـشَ يـأسـي أعزلاً
صَـمْـتُ الـصّـبُـورِ يَـزِيـدُهُ تَـصـبـيرا
أمـضَـيـتُـهُ رغْـمَ الـكـآبَـةِ والأســى
ما كُــنْـتُ إلا صَــامِـتـاً مَـقــهُـورا
وبِـداخِـلِـي رَوحٌ تَـضِـيـقُ بِـسَـجـنِـهَا
سِـجـنُ الـحَـيَـاة فَـ هَـل أبِـيـتُ أسـيرا
أَتَـحَـسّـسُ الـنّـورَ البَـعِـيـدَ مُـؤَمِّــلاً
عِـتْـقـاً قَرِيـبـاً يُـوجِـدُ الـتّـغـيِـيـرا
تَـتَـحَـرّرُ الآهـاتُ فِـيــهِ وتَـنْـجَـلِـي
ويَـتِـيـهُ قَـلْـبِـي فَـرْحَــةً وسُــرُورا
و تَـصِـيـرَ فـيـهِ الأمْـنِـيَـاتُ حَقِـيقَـةً
فَـ لَطَـالَـمَـا عِـشْـتُ العَـذَابَ شُـعُـورا
و لَطَـالَـمَـا بَـكَـت العُـيُـونُ بِـحُـرقـةٍ
لِـتَـزيـدَنِـي فَـوقَ السّـعِـيـر سَـعِـيـرا
ربّـاهُ أنـتَ المُـسْـتَـعَـانُ فَـ كُـن مَـعِي
كُـن لِي مُـعِـيـنـاً حَـافِـظـاً و مُـجـيرا
أنـتَ الـمُـيَـسِّـرُ والـمُـحَـقّـق غـايتي
لَـولَـاكَ مَـا كَـانَ الـيَـسِـيـرُ يَـسِـيـرا
هَـبْـنِـي فَـضَـاءً لَـا يَـضِـيـقُ بِعَـبرتي
هَـبْـنِـي فُـؤَاداً مُـؤمِـنــاً وَجَـسُــورا
إن الـمُـنَـى كُـل الـمُـنَـى يَـا خَـالِـقِي
أنْ تَــرتَـضـيـهـا أولـاً وأخِـــيــرا
سَـأكـون أسـعـدَ مـن يـعـيـشُ بـقـلبِهِ
شَـغَـفُ المـحـبّـةِ مُـوقَـداً مَـسـعـورا
حُـبُّ الـجِِـهَـادِ وحُـبُّ مَـن سَـاروا بِـهِ
مـا كـانَ حُلْـمِـي يـا رِفــاقُ حـقِـيـرا