أنا وسيجارتك!!
كم أشتاقك هذه الليلة
وأشتاق منظر السيجارة في يسارك
وأنا في يمينك
هي تتساقط رمادًا
وأنا أتساقط حبًا!
مجنونتك هذه الليلة تشبه رماد سيجارتك
فـ كلانا يتناثر من الاحتراق
لكنّها أوفر حظًا مني
لأنها تتناثر من بين أصابع أنفاسك
وأنا أتناثر من بين أصابع الغربة
تلعب بأشلائي رياح الحنين
وزمهرير يجمّد فراشات الشوق على جسدي
المُلقى على صفيح من لهبٍ
لا يشعر به إلا من أتى الحب بقلبٍ سليم!!
أنثاك هذه الليلة ترتدي ثوب حرمانها
تقف على مرآةٍ مكسورة
تشطر ملامحها
وأشواقها
وكتاباتٍ كتبتها لك
بأحمر شفاه من دمها
الذي تمرّد على أوردة الصمت!!
وأشعلت شموعًا بنار شوقها
وحرضتها على البقاء مشتعلة مادامت والأشواق حية !
طفلتك هذه الليلة تختبئ في دولاب ملابسك
تستنشق رائحة الأمان من بين خيوطها
وترتمي على كتف إحداها
وتلتحف بآخر يهتف لها
لـ تنفس بقايا من رائحة عطرك وسجائرك
وتغفو حبيسة الخوف والشوق والحاجة إلى حمايتك
من جفاف العمر وجوع المشاعر!
سجائرك كُتب على سبورتها
تحذير صحّي عن معاقرتها
وأنا كُتب عليّ تحذير قدري لـ حرمانك منّي
وجعل الطريق بيننا معربد
بوجوه لا نعرفها
وظروفٍ لا ذنب لنا بها
وحدود ترفض توقيع جوازات حبنا
ودخان سجائر مقلّدة
وبراكين فتنة
ومصير مكبّل بأيدي مجهولة!
ويأس ينام في مقلتينا
تصحّيه أمطار حلم لم ينتهي
وحب لم يمت على سرير الفراق
فما زال في أنثاك جنون لم يترمّد
لا ينقصه إلا إشعال سيجارة الوصل
التي ستتحول بعد لهفة ونصف من يسارك
إلى تحت قدم أنوثتي بعد شهيقي لنفس طويل منها
وزفيره في أذنك ليردد لك:
بأني سيجارتك التي لا تترمّد
حتى وإن هطلت عليها أمطار الفراق !!