رسالة إلى خائن زوجته
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
أما بعد،،،
فأنا في هذه العجالة، لا أتكلم عن الذي يزني،ويفعل ما يفعل مع نساء ليس لهن حظ من الشرف، وليس لهن ذرة من أخلاق، فيتدنى إلى مرتبة البهيمية، فذلك مفروغ منه، وإنما كلامي عن من يخون زوجته بالميل إلى غيرها، وتعمد النظر إلى سواها، وتكوين علاقات مع أخريات، وتلمس الأماكن التي فيها الفتيات،،،
فإلى مثل هذا أقول:
أخي الكريم،،،
اسمح لي أن أكون صريحا معك، واسمح لي أن أخبرك بأنك على خطأ جسيم، وخطر عظيم،
وخطأك جليّ بيّن، والخطر الذي يحدق بك ليس بالأمر الهين،
وهذا تفصيل لما أجملت، وهذا بيان لما قلت:
إن كلمة << زوجة >> تطلق على المعقود عليها، وعلى التي تسكن معك في بيتك، وعلى أم أولادك، وعلى رفيقة دربك، وعلى وعلى...
فنبدأ أولا بالمرأة التي عقدت عليها وما زالت في بيت أبيها؛ نعم إنها زوجتك، وتتبعك للنساء، واللهث خلفهن صباح مساء، يعتبر خيانة بلا امتراء، ويعتبر تعدّ عليها عند كل العقلاء،
وإن كنت تريد التأكد من صدق قولي، فما عليك إلا أن تقلب الميزان لتكيل على نفسك؛ هب أنها هي التي تلاحق الرجال، وتركض خلفهم كلما سمح المجال، هل أنت سترضى بمثل هذه الأفعال؟ أم أنك تكيل بأكثر من مكيال؟؟؟
اجلس مع نفسك جلسة مصارحة، نعم اجلس مع نفسك التي بين جنبيك، حدث نفسك بكل صراحة، وإنك لن تجد من هو أصدق معك من نفسك، وسلها سؤالا صريحا:
لماذا تأمرينني بخيانة زوجتي؟؟؟
لماذا تأمرينني بمعصية ربي؟؟؟
أمن أجل ساقطة، أغضب ربي؟؟؟
أمن أجل فاسقة، أخون امرأة قررت أن تقاسمني الحلو والمر؟؟؟
أمن أجل طائشة، أخون من ستترك بيتها وأهلها لتلحق بي أينما يمّمت؟؟؟
من أجل من؟؟؟
من أجل فتاة تنكرت للبيت، فلم تعد قادرة على القرار فيه؟؟؟
أمن أجل فتاة خلعت لباس الحشمة وتبرجت للذئاب؟؟؟
من أجل من جعلت من التسكع في الشوارع مهنة؟؟؟
من أجل من تتخبط في بحر المعاصي والآثام؟؟؟
من أجل من؟؟؟
من أجل اللا شيء.
نعم إنك تغضب ربّك بعدم غض البصر، وربما الكلام، وربما أكثر من ذاك وذلك،،،
من أجل اللا شيء.
أخبر نفسك أنها تطلب منك خسارة رضا الرحمن، وظلم من أعطتك الأمان من أجل اللا شيء.
فإني أناشد فيك عقلك، أفق من غفلتك، وانهض من رقدتك، وحافظ على سلامة بيتك، ولا تهدمه من قبل أن تبنيه.
وقل مثل ذلك، بل وأكثر من ذلك، في حق من زوجته في كنفه، تبيت بين ذراعيه وهو يفكر في سواها، تصبح وتمسي أمام عينيه وهو يتطلع إلى سواها، يطالبها بحقه، ولا يعلم لها حقّا.
تكنس المسكينة وتطبخ، وتغسل الملابس، ولا يأبه لذلك البتّة، كأنها خادمة ستأخذ راتبها في آخر الشهر !!!
في بيته كأنه أسد شرس، وإذا رأى الأخريات اللواتي يجب عليه غض البصر عنهن، وعدم التعرض إليهن، إذا هو حمل وديع، إن لم نقل صبيّ رضيع؛ ابتسامات عريضة، وكلمات رنانة، وشرود ذهن، فإذا أوى إلى بيته الهادئ، وإلى زوجته العفيفة، التي جعلت من بيتها مملكة، ومن زوجها أميرا، ثار وعبس، وصرخ وتغطرس، إن لم نقل ضرب وشتم، وسبّب لزوجته الأسى والألم.
إلى أين؟؟؟
إلى أين؟؟؟
ألا ترى أنك تلج الدار من غير بابها؟؟؟
ألا ترى أنك تبحث عن السعادة في بستان الشقاء؟؟؟
تزرع الشوك، وتريد أن تقطف من ثمره العنب!!!
اعلم أنه ما في النار للظمآن ماء، وأن السعادة كل السعادة، في بيتك الذي هو رأس مالك، فتنبه لعمرك الذي تشتته بين هته وتلك، بين فاسقة وطائشة، وبين متبرجة وضائعة، بين من لم تتربّ على الإسلام، ومن لم تنشّأ على تعاليم الدين الحنيف، الذي يأمر بكل فضيلة وينهى عن كل سبيل نحو الرذيلة.
دعوة لإصلاح ما فسد...
أخي الكريم...
إنني أدعوك إلى تصحيح الخطأ، وأن تعود إلى من يطلق عليها اسم << زوجة >> ، فانظر إلى اسمها، إنه مشتق من الزوج، وهو يدل على الاتحاد والتضامن، والتكاتف والتآزر، ويدل على التعاون على كل أمر يرمي إلى إصلاح ذات البين...
فعد إلى زوجتك، وأصلح معها ما قد أفسدته بتلك الأخلاق التي هي من واد غير واد الإسلام الطاهر، ابتسم في وجهها، وقل لها كلمات عذبة، وخذ لها هدية مهما كان ثمنها بسيطا، فغالب النساء لا تنظر لسعر الهدية، بل كل ما يهمها أنها من عند زوجها، والمرأة حتى لو كانت بركانا ثائرا، فمجرد ابتسامة، وكلمات رقيقة، تجعلها تهدأ في أقل من دقيقة.
هذا، ولا أنسى أن للمرأة الدور الفعال، في تقريب زوجها منها، أوإبعاده عنها، وسأتحدث عن ذلك في القريب العاجل، بإذن الله جل وعلا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول