" اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
أيام قلائل وتمضي
فيها من جاهد نفسه وعمل ليوم الحساب
وفيها من غفل
أيام قلائل
ويطل علينا الشهر الكريم
مظللاً رأس كل مؤمن موحد بالله بإحساس المساوة
محركاً في نفسه مشاعر التعاطف والرحمة والمحبة والخير
وان كانت جميعا مستقرة في قلب المؤمن
الا ان الايمان بالله أقوى محرك لها
شهر رمضان شهر الصوم شهر استسلام لعوامل الخير والمحبة
فهو شهر يتفرغ فيه المسلم لنفسه يكتشفها ويقيمها
ويحدد مكامن الصحة والقوة فيها
ومكامن الضعف
شهر الطاعة
فيه يداوي المسلم نفسه
ويبحث عن نفسه
التى تكون قد أضاعتها منه الاشهر الاخرى في زحمة الحياة
فالصوم ينقي الروح من جميع الشوائب
لابد ان يكون شهر رمضان شهر مميز لنا جميعا
فنعاهد أنفسنا على العبادة الحقة
وندعو الله على الاعانة
ولنبدأ بالدعاء من الان
وفي هذا الشهر
فلا نغفل ونكتب من الغافلين
ولنعقد النية ونعزم على تغير انفسنا للأفضل
فالله معنا يثبتنا ويقوينا
نحاول تغير انفسنا ونطلب العون من الله
ربما تتفتح أبواب قلوبنا الاهية بسبب دمعة صادقة في جوف الليل
و تنقذ نفسنا من الجحيم بسبب صدقة خفية نقدمها
لقد كانوا الصحابة رضوان الله عليهم
بعد كل رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم
ويدعون الله ستة أشهر بعدها ان يبلغهم رمضان
حقا عرفوا قيمة رمضان بينما غفلنا عنه نحن
هاهو شهر الرحمة يقترب
وهو ايام لا نملك مثلها
و فرصة لا نملك مثلها كثير
فليكن هذا الشهر نقطة انطلاق وتحول
ولنكثر من الصلاة والدعاء واعمال الخير
ولنكن فيها محبين ومخلصين عاشقين متفانين لله
ولتكن عباداتنا
لحظات تضيء أنفسنا ايمانا كاملا
وروحنا يقينا صادقا
وجداننا حبا وعشقا مخلصا
ولندعي الله ونتضرع اليه
أن يغفر لنا ساعات ابتعادنا عنه
وتهاوننا في ذكره
وان يغفر لنا
لحظات ضعفنا وعجزنا في مساعدة اخواننا
ويمليئ أنفسنا بضياء الامل في رحمته
ويهئ لنا السبيل إلى لقاء يحبه ويرضاه
اللهم بلغنا رمضان
واعنا فيه على الصيام والقيام
وكل عام وانتم بخير