قلمي وأنا
كنا رفاقاً،
لا نعرف المللَ ولا ندري ما هو السأمُ
كنا صديقين عزيزينِ،
نبتاع سعادتنا من دكان الأحلام
نتقاسم تفاحتنا،
كأس الشاي...
دمعتَنا،
وديوناً لا تنضبُ... بل تنمو
وتشق جراحاً في الجسد الأزرقْ
وتغورُ
ولا ترسو...
كنا رفاقاً...
وكان (الأفق) يهمس من بعيدْ
يهدي سلاماً للصحاب ولابتسامات الجديدْ
آهٍ وآه من الجديدْ
فلقد أسرّ القلبَ و استسقى السماءَ
وألهم الصبرَ العنيدْ
ثم ماتَ،
ومات قلبي مرتينِ
بلا عتابٍ
أو ندمْ
قلمي الحبيب،
ما عدتَ تشكو البؤس مني
أبداً ولا تخشى الظلامْ
ماذا دهاكْ؟
ماذا جرى؟
صرتَ تخاف أناملي!
وتعدو هارباً
حين أحدق في التقاءات الألمْ
حين أموت
حين أناشد ذلك النجم البعيدْ-
ذلك النجم الوحيدْ!
قلمي الحزين،
يا ليت أن الحزن ينساني وينسى من أكونْ
قد جفّ دمع الصائمينَ
وفاض ليل التائهينْ
أفلا تجيبُ
ألا تصلي
كلما قام ستار العتم بين الوردتينْ
كلما ذابت تحياتي الغبية
وارتأت ما يستحيلُ
لأنها
لا تستطيع الابتعادَ...
ولا تريد الابتعادَ-
لا تريد سوى الحياة!
قلمي،
قد كنت ترهقني إذا طال السهر
قد كنت ترقبني أسبّح للقمر
واليوم لا دمعك يهمي في السطورِ
ولا فؤاديَ يستريح!
تختال بين دفاتري
وتهزّني...
وتُريق أوجاعي،
وتمضي،
لا عناقَ
ولا دموعَ
ولا أملْ-
لا حياه
والآن يا قلمي،
إن كان في الترحال نرجسْ
إن كان فيه أقحوانٌ، فيه زنبقْ
لا أتردد
لن أتردد-
سوف أرحل!