من قالها ..؟ ومن يجرؤ حتّى ..
لا أحد .. حتى عيني ستنكر نفسها لو تذرف على رحيله دمعه ..
ألم أقل أنني لن آسف .. وأبداً لن أبكي ..
حتى على نكهة الليمون .. ورائحة الهيل.. وطعم القهوه.. وبقايا زجاجات العطر
..
وقصة الخبزة الممضوغة المختبئة في ثنايا الذاكره ..
والصورة الكارثه - الثوب بزرّ واحد فقط -
وبعض أنفاس نائمه ..
وحروفي التي تخونني دائماً .. لن أبكي أبداً ..
على ملامح صوت يرفض المغادره ..
أو ومضة أمل تعصر قلب مثخن فينزف بلا هواده ..
ولا حتى على كبرياء يقتلني وصمتك يجيد التصويب عن بعد .. كعادته.
حتى على أحاديث الطفولة والصِّبا .. وأمنيات اللقاء العابر لن أبكي ..
كل ما مرّ على دروب أحلامي معك مذ سعيت لأخبئه عن الدنيا .. لن أبكيها تلك
الدروب أبداً
ولا جنوني حين أشتقتك مرّة وتمنيت قتلك .. لن أبكيه ..
كل مشاعري الـ بثذلت كأن لم تكن من قبل لـ تحب / لن أبكيها
ولا حتّى صوت الطفلة تقول - هلا - عالق في روحي .. لن أبكيه
أو ضحكاتها وهي تتعلق برقبة أبيها ( ريحتك حلوه يابابا .. صباح الورد ) لن
أبكيها
حدّك الفاصل ذاك بين أن نحب ونكون لواحد فقط - لن أبكيه
مرآة مشاعري تلك الّتي كانت معك وعذّبتني بها وفرّقت أنّا كيف نحب وكيف
نعشق وكيف نفي ثم ترحل بهدوء منكرا كل شيء وأنا أرقبك .. لن أذرف على كل
هذا دمعه ..
أتذكر - تلك الّتي كانت تقول - أحبك - لن تبكي ,
من قال أنني سأبكي .. ؟
ربما .. أنت فقط تجرأت وقلتها ..
وأنا ربما أنكرت نفسي وفعلت