يصطدم المنتخبان البرازيلي ونظيره الهولندي في ربع نهائي كأس العالم
(جنوب إفريقيا 2010)، يوم الجمعة على ملعب "نلسون مانديلا باي" في بورت
إليزابيث، وهي مباراة تجمع طرفين -صاحبي جماهيرية كبيرة على مستوى العالم-
وفيها يبحث راقصو السامبا عن مواصلة المشوار لتحقيق اللقب العالمي السادس،
أما هولندا، فتحاول الوصول لأبعد الحدود في تلك البطولة، أملا في الوقوف
على منصة التتويج لأول مرة.يمكن القول أن الفائز في هذه الموقعة سيضمن بشكل كبير بطاقته إلى المباراة
النهائية؛ لأن الخصم المقبل في دور الأربعة، سيكون الفائز من مواجهة غانا
وأوروجواي، ما يعني أن الطريق ممهدة أمام أيّ من المنتخبين، من أجل التواجد
على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرج لخوض المباراة النهائية في الـ11 من
يوليو/تموز الحالي.وستكون المواجهة بين البرازيل وهولندا إعادة لنصف نهائي مونديال 1998 عندما
فاز المنتخب البرازيلي بركلات الترجيح بعد تعادلهما (1-1) في الوقتين
الأصلي والإضافي في طريقه إلى النهائي؛ حيث خسر أمام فرنسا المضيفة (0-3)،
وربع نهائي 1994 عندما فاز راقصو السامبا أيضًا (3-2) في طريقه للفوز
باللقب على حساب إيطاليا.كما تواجه الطرفان في الدور الثاني لمونديال 1974، وخرج الهولنديون حينها
فائزين (2-0)، بهدفين ليوهان نيسكنز ويوهان كرويف، في طريقهم إلى المباراة
النهائية للمرة الأولى في تاريخهم، قبل أن يخسروا أمام ألمانيا الغربية
المضيفة (1-2)، ثم تكرر المشهد بعد أربعة أعوام، وهذه المرة خسر المنتخب
البرتقالي في النهائي أمام الأرجنتين المضيفة حينها (1-3) بعد التمديد.
وأكد مدرب البرازيل دونجا أنه واثق بقدرة منتخبه الناضج والموهوب في
تخطي الامتحان الهولندي، وهو يعتبر بأن مستوى فريقه في تطور مستمر، وقال في
هذا الصدد: "إذا نظرنا إلى النوعية المتواجدة في صفوف المنتخب، نجد بأن
التطلعات عالية جدًّا، لكنك لا تفوز بكأس العالم بمجرد أنك مرشح للفوز
بها".وأضاف: "قلت دائما بأننا نحاول أن نلعب بطريقة مفتوحة، وهذا ما فعلناه ضد
شيلي".وتابع: "ندرك تماما بأن المنتخب الهولندي صعب المراس، ويتمتع لاعبوه بفنيات
عالية ويلعبون بنفس أسلوب أمريكا الجنوبية".وأوضح: "يملك المنتخب الهولندي تاريخا جيدا في نهائيات كأس العالم، ويتعين
علينا أن نكون حذرين من لاعبيه الموهوبين".وكشف: "النوعية المتواجدة في صفوف المنتخب البرازيلي، تسمح لي بالمحافظة
على هدوئي، خاصة أننا بدأنا عملية بناء هذا المنتخب قبل ثلاث سنوات، وجميع
اللاعبين يدركون المهمة المطلوبة منهم، لقد أصبحوا ناضجين، ولا داعي
بالنسبة لي إلى توجيههم كثيرا".وعن كيفية مقاربة المباراة ضد هولندا، قال دونجا: "كما فعلنا مع شيلي، يجب
أن نلعب بسرعة، نعرف جيدا بأن هولندا فريق يصعب مواجهته، يملك لاعبين
يتمتعون بمهارات فردية كبيرة، وأسلوبهم يشبه إلى حدّ بعيد أسلوب الكرة
الأمريكية الجنوبية، يتعين علينا أن نكون في كامل استعدادنا لمواجهته".
بينما لخص المدرب فان مارفييك أسلوب فريقه بالقول: "يتعين على اللاعبين
أن يفهموا أمرا واحدا، فحواه أن الفوز هو الأهم".ولم يدخل مرمى هولندا منذ بداية البطولة سوى هدفين من ركلتي جزاء، علما أن
النقاد المحليين كانوا قد اعتبروا أن خط الدفاع هو نقطة الضعف في المنتخب
الهولندي قبل انطلاق العرس الكروي.ويدافع فان مارفييك عن خط دفاعه بالقول: "لم يدخل مرمانا سوى هدفين كانا من
ركلتي جزاء ضد الكاميرون وسلوفاكيا، وبالتالي فخط دفاعي ليس سيئا كما
يروجون".وكان لسان حال اللاعبين مماثلا ويقول روبن: "المباراة التي خسرناها أمام
روسيا 1-3) ) في كأس أوروبا 2008 كانت نقطة تحول بالنسبة إلينا، لا شك أننا
كنا أقوى بكثير من المنتخب الروسي، لكن من الناحية التكتيكية كنا ساذجين،
هذا الأمر لن يتكرر في المستقبل".وأضاف: "الناس وأنصار المنتخب ينتظرون منا أن نقدم استعراضا في الملعب، لكن
هذا الأمر أصبح من الماضي؛ لأن الأولوية بالنسبة إلينا هي النتيجة".
أرقام وإحصاءات
- ستكون المواجهة العاشرة بين البرازيل وهولندا، ففازت الأولى ثلاث
مرات في السابق والثانية مرتين، بينما انتهت المواجهات الأربع الأخرى
بالتعادل. لم يتغلب المنتخب الأوروبي على نظيره الأمريكي الجنوبي، منذ أن
فاز عليه عامي 1963 و1974.- واجه مدرب البرازيل الحالي كارلوس دونجا المنتخب الهولندي في ثلاث
مناسبات عندما كان لاعبا، وساهم القائد في فوز منتخب بلاده بهدف وديا في
روتردام، قبل أن يقود أيضًا بلاده للفوز (3-2) في ربع نهائي مونديال 1994.
والمفارقة أن دونجا كان آخر لاعب نفذ ركلة الترجيح الرابعة الأخيرة خلال
الدور نصف النهائي من مونديال 1998 ليقود بلاده إلى المباراة النهائية.- سيتواجه البرازيليان جوليو سيزار ومايكون، مع الهولندي ويسلي سنايدر،
زميلهما في إنتر ميلان الإيطالي الذي توج خلال الموسم المنصرم بثلاثية
الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا، كما ستجمع هذه المواجهة
بين تياجو سيلفا ويان كلاس هونتيلار، اللذين لعبا جنبا إلى جنب الموسم
الماضي في ميلان الإيطالي، كما الحال بالنسبة لصانعي ألعاب البرازيل كاكا
وهولندا رافايل فان در فارت، اللذين يلعبان معا في ريال مدريد الإسباني.