يدخل المنتخب الغاني مباراته أمام أورجواي في ربع نهائي كأس العالم
(جنوب إفريقيا 2010) مساء الجمعة، وخلفه جميع قلوب الأفارقة وعشاق القارة
السمراء؛ لأن تأهل النجوم السوداء إلى دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخ
إفريقيا، يكتب تاريخا جديدا لمنتخبات البشرة السمراء في سجلات المونديال،
التي انطلقت في نسختها الأولى عام 1930، في أورجواي حاملة الكأس مرتين،
والساعية للصعود للمربع الذهبي بعد غياب 40 عاما، أملا في استعادة اللقب
الغائب منذ 1950.ويعتبر تأهل غانا لربع النهائي إنجازا للنجوم السوداء، لكن إفريقيا سبق لها
التواجد في هذا الدور، بعدما بلغته الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002.يتواجه فريقا غانا وأورجواي للمرة الأولى، وتبدو كفة الأخيرة راجحة نسبيّا،
بالنظر إلى خبرتها الكبيرة في البطولات الكبرى بينها 10 مرات في العرس
العالمي؛ حيث أحرزت اللقب عامي 1930 و1950 وبلغت دور الأربعة عامي 1954
و1970، وربع النهائي عام 1966، بينما تشارك غانا للمرة الثانية على التوالي
في النهائيات، بعد الأولى عام 2006، عندما خرجت من الدور الثاني على يد
البرازيل بالخسارة بثلاثية نظيفة.
أكد مدرب المنتخب الغاني الصربي ميلوفان راييفاتش، أن فريقه يملك
الإمكانيات لكتابة التاريخ، ويصبح أول منتخب قاري يبلغ دور الأربعة لكأس
العالم.وقال راييفاتش -في تصريح له في معسكر المنتخب الغاني في موجواسي-: "سنحاول
الاسترخاء، تواجدنا في دور ربع النهائي مهم جدًّا بالنسبة لنا، لسنا
مطالبين بتحقيق أيّة نتيجة، لكننا سنبذل قصارانا من أجل كتابة التاريخ".وأضاف راييفاتش -ظاهرة المونديال الحالي بعدما كان "مجهولا" قبل انطلاق
العرس العالمي-: "منتخب أورجواي كان مثيرا للإعجاب، يملك مجموعة من
اللاعبين في أفضل البطولات الأوروبية، لكن لا يجب أن ننسى أنه لدينا عديد
من اللاعبين الشباب الذين اكتسبوا الثقة، القوة الضاربة في منتخب غانا هي
وحدة صفوفه".وأبدى ثقته بأن العالم كله يدعم غانا وليس إفريقيا وحدها.واعترف مدرب أورجواي أوسكار تاباريز أن المباراة التي يخوضها فريقه أمام
غانا ستكون الأهم في العقود الأخيرة لكرة القدم في البلاد.وقال تاباريز: "لا أعرف ما إذا كانت المباراة الأهم في حياتي كمدرب، لكن هي
كذلك بالنسبة لكرة القدم في أوروجواي، إنها المباراة الأهم منذ فترة
طويلة؛ لأن تحقيق الفوز على غانا، سيعني الوصول إلى أشياء كنا نبحث عنها،
ليس الآن، وإنما منذ وقت طويل، مثل أن نعود من جديد بين أفضل أربعة منتخبات
في العالم".وأضاف: "عانينا من أوضاع صعبة في التصفيات، لكننا الآن في الطريق الذي كنا
نرغب في العودة إليها، أمام كوريا الجنوبية تعرض اللاعبون لضغط كبير في
أغلب فترات المباراة، لكنهم عادوا للظهور في ظروف صعبة، بعدما دخل مرمانا
هدف التعادل، هكذا أثبتنا أننا أحيانا نتسبب في المشكلات، لكن اللاعبين
يجدون المخرج. في تلك النوعية من المباريات لا بد من الظهور في الوقت
المناسب، ليس لدي يقين، لكنني أشعر بالاطمئنان قبل مباراة الجمعة".
- هذه المواجهة الأولى بين المنتخبين على صعيد الكبار، لكنهم تواجهوا
ثلاث مرات خلال كأس العالم (دون 20 سنة) ومرتين خلال كأس العالم (دون 17
سنة) ويتفوق المنتخب الإفريقي في هذه المواجهات بانتصارين، مقابل هزيمة
وتعادلين.-هذه المواجهة الثانية والعشرين بين منتخبين إفريقي وأمريكي جنوبي، في
نهائيات كأس العالم، وكانت الأفضلية لمنتخبات أمريكا الجنوبية بشكل واضح
بـ14 فوزا وتعادلين، مقابل ثلاث هزائم فقط. لكن أيّا من تلك المواجهات لم
تكن في مراحل متقدمة من البطولة.-تعود المواجهتان الأخيرتان بين منتخبين من القارتين إلى الدور الثاني من
مونديال 1990، عندما فازت الكاميرون على كولومبيا 2-1 بعد التمديد، والدور
الثاني من مونديال 2006 عندما فازت البرازيل على غانا 3-صفر عام 2006.- تدخل أورجواي إلى هذه المواجهة وهي تسعى إلى تحقيق فوزها الرابع على
التوالي، وتعود المرة الأخيرة التي حققت فيها أوروجواي ثلاثة انتصارات
متتالية في النهائيات إلى مونديال 1954.-لم تخسر أوروجواي في مواجهتيها السابقتين مع خصم إفريقي، فتغلبت على جنوب
إفريقيا بثلاثية في النسخة الحالية، وتعادلت مع السنغال (3-3) عام 2002،
بعدما كانت متخلفة أمام الأخيرة بثلاثية نظيفة.- ميلوفان راييفاتش هو المدرب الصربي الثاني الذي يقود منتخبا أجنبيا إلى
الدور ربع النهائي بعد بورا ميلوتينوفيتش الذي قاد المكسيك إلى هذا الدور
عام 1986.