لا حديث في غزة إلا عن أسطول الحرية ومتابعة
التقارير الصحافية من على متنه أو تصريحات العدو الصهيوني الذي يتوعد
بإجراءات قاسية ضد السفن وقد جهز لذلك طاقما برئاسة وزير الحرب إيهود باراك
شخصيا.. فيما تنهمك البحرية الإسرائيلية بإعداد الخطط لمواجهة التحدي، وفي
سياق الحرب النفسية تم الإعلان في إسرائيل عن إعداد خيم في
معسكر اعتقال لاستقبال 800 شخص هم ركاب سفن الحرية ..
في غزة المحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات حركة غير
عادية.. الفعاليات السياسية والجمعيات الأهلية والأحزاب والنقابات.. الجميع
يتهيأ لاستقبال أعز ضيوف وأكرم وفود يأتون إلى غزة.. وعلى المستوى الشعبي
فرح وابتهاج وشعور بالفرح، هذا ما تنطق به السنة المواطنين في كل مكان في سيارات النقل أو الأسواق أو المساجد، حيث خصصت خطب ودروس في المساجد للترحيب
بالضيوف الكرام ووفود الحرية .
وفي ميناء الصيادين بغزة، نشطت طواقم البلدية
منذ يومين لتنظيف المكان وتزيينه ورفع أعلام الوفود المشاركة يتقدمها علم
الجزائر وتركيا وقامت زوارق الصيد بمظاهرات وألعاب بحرية في شواطئ غزة وهي
ترفع رايات الدول التي يشارك مواطنوها في الأسطول..
وقال بهاء الآغا، مدير عام سلطة الموانئ في
قطاع غزة: إن الأعمال تجري على قدم وساق لاستقبال سفن الحرية لكسر الحصار
ولتسهيل حركة المتضامنين الأجانب القادمين عبرها وتسهيل نقل البضائع من سفن
الشحن في عرض البحر إلى ميناء غزة.
وأوضح الآغا أن تجارب نقل البضائع إلى الميناء
عبر العوامات الكبيرة المصنعة محليا والتي تبلغ مساحتها 100 متر مربع نجحت
بنقل حمولة تزن 35 طنا إضافة إلى نقل حمولة تزن 25 طنا عبر العوامات
الصغيرة ذات مساحة 45 مترا مربعا، مشيرا إلى أن سفن الشحن ستقف في أقرب
نقطة من شاطئ
البحر يصل عمقها إلى 5 . 8 أمتار لإفراغ حمولتها
في هذه العوامات .
ليس المهم هذه المرة هو حجم المساعدات والمؤن
التي تحملها وفود التضامن كما يقول المواطنون، أن أهمية ما يجري الآن هو أن
السفن تأتي بهذا الحجم لميناء غزة مباشرة وليس عن طريق ميناء العريش
المصري، الأمر الذي يعني أن هناك إصرارا من قبل منظمي الحملة إلى كسر
الحصار وليس فقط إيصال المساعدات .
وهكذا تكون إسرائيل وأجهزتها
السياسية والإعلامية في حرج كبير وقد تبدى للجميع عنصريتها وإيغالها في قهر المواطنين العرب
والتصدي للضمير الإنساني، وتكون الحملة بهذا الاعتبار قد أدت وظيفتها الكبيرة .
هنا في غزة اعتزاز كبير بالضيوف الأعزة
والمناضلين بحق من اجل الإنسان وعودة ثقة بالمجتمع الدولي وبأحرار العالم؛
ولكن السؤال الكبير.. إلى متى يظل الحصار؟ ألا تستطيع الدول العربية
والمجاورة بالذات من كسر الحصار..
إن غزة
ترفع قامتها لاستقبال أسطول الحرية وكل العيون تتوجه نحو البحر تنتظر أن تلوح ساريات السفن
.. فالجميع هنا على أهبة الاستعداد
للاستقبال ..