سياسية كانت أم رياضية، كثيرون هم الذين لا يعلمون كيف حصلت جنوب إفريقيا
علي حق تنظيم كأس العالم والتي ستنطلق بعد أيام قليلة، هذه البطولة التي
تحمل ذكريات سيئة للمصريين، أبرزها صفر المونديال الشهير، ومباراة أم درمان
الفاصلة.
البداية من العاصمة السويسرية زيورخ عام 2000 حيث تصويت
لجنة الفيفا التنفيذية علي ملفات البلد المستضيف لكأس العالم 2006، وتنافس
حينها دول ألمانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل والمغرب وانجلترا.
جنوب
إفريقيا بدأت عملها مبكراً بتجميع الأصوات، فضلاً عن زيارة نيلسون مانديلا
التاريخية للبرازيل والتي أثمرت عن انسحاب البرازيل من المنافسات قبل
التصويت بساعات قليلة، وبدأ التصويت بخروج المغرب الذي حصلت علي ثلاث أصوات
فقط هي للقطري محمد بن همام والسعودي عبد الله الدبل والتونسي سليم علولو.
وفي الجولة الثانية خرجت انجلترا، وصمدت جنوب إفريقيا كمنافس قوي
لألمانيا حتي الجولة الأخيرة التي حسمتها الأصوات لصالح ألمانيا برصيد 12
صوت، فيما امتنع ممثل أوقيانوسيا عن التصويت ليصبح في رصيد جنوب إفريقيا 11
صوتاً فقط.
عقب انتهاء عملية التصويت أثارت الصحافة بعض الشكوك
حول وجود رشاوي غير أخلاقية حسمت المعركة لصالح الألمان وطالبت بإعادة
التصويت، فيما برر تشارلز ديمبسي ممثل أوقيانوسيا الذي رفض التصويت هذا
القرار نظراً لضغوط لا تُطاق مُورست عليه، وهو الذي كان قد وعد جنوب
إفريقيا بإعطائها صوته.
هذه الخلفية التاريخية كان لا بد من ذكرها،
لأن منح تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب إفريقيا ما كان سوي ترضية لهذا البلد
الذي تعرض لمؤامرات في التصويت علي ملف 2006، وحصلت حينها علي وعد بتنظيم
هذا المونديال مقابل الصمت.
رضينا أم أبينا،أصبحت جنوب إفريقيا أول
بلد إفريقي ينظم كأس العالم، هذا المونديال العالمي الذي ينطلق بعد أيام
قليلة في نسخته التاسعة عشر، ليكون البلد الرابع عشر الذي ينظم تلك
البطولة.
وكانت البطولة قد أقيمت بدولتين مرة واحدة فقط عام 2002
بكوريا الجنوبية واليابان، فيما شرفت أربع دول بتنظيم المونديال مرتين وهي
دول المكسيك وإيطاليا وفرنسا وألمانيا.
وكانت الأوروجواي أول من
استضافت البطولة، تلتها إيطاليا، فرنسا، البرازيل، سويسرا، السويد، تشيلي،
انجلترا، المكسيك، المانيا، الأرجنتين، أسبانيا، أمريكا، كوريا الجنوبية
واليابان.
وتستضيف فعاليات البطولة تسع مدن جنوب إفريقية، هي
جوهانسبرج العاصمة، ديربان، كيب تاون، بريتوريا، بورت اليزابيث،
بلومفونتين، بولوكوان، راستينبورج ونيلسبرويت.