Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.



 
HomeHome  Latest imagesLatest images  RegisterRegister  Log inLog in  

 

 " عندما تتألم الروح "

Go down 
AuthorMessage
m_f-f2009
المدير العام
المدير العام
m_f-f2009


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5262 Male العمر : 29 مزاج : " عندما تتألم الروح " Pi-ca-40
تاريخ التسجيل : 17/08/2009

" عندما تتألم الروح " Empty
PostSubject: " عندما تتألم الروح "   " عندما تتألم الروح " EmptyTue 11 May أƒ 23:12

" عندما تتألم الروح "

لا لقاء بلا فراق..
لمجرد إحساسنا بفقد إنسان قريب إلى قلوبنا وعزمِه على مفارقتنا نشعر
بالحزن العميق ..
فكيف إذا غادرنا فعلاً..؟!
هل هناك ما هو أكثر ألما ً من الوداع ..؟
يبدو لي أن انتظار الوداع أكثر ألما ً من حدوثه لاسيما إن كان واقعًا لا
محالة ..
فأحيانا ً يكون ترقب الحدث أكثر قسوة وتأثيراً على النفس من الحدث نفسه ..
ألم عند تخيله..
تعب من ترقبه..
عدم القدرة على استيعابه وتخيل حياتنا بعد ذلك ..

يقولون " لا لقاء بلا فراق "
وكأن هذه الحروف ستكفكف دموعنا وتشفي جراحنا
وتجعلنا ننظر إلى الفراق كأي حدث عادي ..
قد يكون الفراق حدث عادي موجود بوجود الإنسان.. وكلمة الوداع عادية تتكرر
في
أحاديثنا وأمثالنا وقصائدنا..
ولكن يبدو أن أكثر الأحداث ألماً هو ما يوصف بأنه
عادي وما نقر ونجزم بوقوعه ..

تمر علينا اللحظات بطيئة.. نشعر بالأرق.. يغادرنا الكرى.. وتغتال المرارة
أعماقنا..
تطاوعنا دموعنا حيناً وتخوننا حيناً أخرى لتزيد من حرقة الآلام داخلنا ..
وما يزيد من متاعبنا عندما يجب أن نتألم بصمت حتى لا نُشْعِر من سيغادرنا
بمعاناتنا ..
ما أشد أن تتألم الروح عندما تُكَبِل الأحزان داخلها حتى لا ننغص على من
نحبهم
بما نحمله من خوف وهم..
ويكون بمثابة قتل للروح عندما نخفي دموعنا ونستبدلها
بابتسامة نحاول أن نزرع بها بعض من السعادة في قلب من سيغادرنا في لحظات
الوداع الأخيرة ..

لكن بالرغم من غياب الأحباب وفقدهم إلا انهم يظلون في قلوبنا لا يغيبون
أبدا..ً
تُحيي صورتهم في وجداننا الذكريات التي جمعتنا وتزيد من بريقها كل لحظة
صادقة
آزرونا فيها والتحمت مشاعرنا فيها مع مشاعرهم ..
نشتاق إليهم.. يتعبنا الشوق.. تزورنا أطيافهم في أحلامنا تارة وفي يقظتنا
تارة أخرى..
لتزيد من شوقنا إليهم ولتزيد من بغضنا لذكرى ذلك الوداع حتى ليبدو
لي أحياناً أن مرارة الذكريات تشترك مع ترقب الحدث في كونها أكثر مرارة من
الحدث ذاته ..

نتمنى النسيان فلا نستطيع..
يبدو لنا أنه لا أمل في النسيان..
لا أمل في اللقاء ..
ولا طريق إلا التناسي ..
فنخدع أنفسنا ونوهمها بالنسيان حتى نضمد ولو ظاهرياً الجرح..
كمن يتناول المسكنات لتسكن الألم مؤقتاً..
فلا الألم أنتهى ولا المسكنات ساهمت في شفائه ..

تظل في القلب أمنية..
أن لا يفارقنا عزيز ولو اضطررنا أن نكون نحن من نغادر أحبابنا في وداع واحد
ونبتعد حتى لا نفجع كل يوم بمن يغادرنا ..

هل الحل عدم التعمق في علاقاتنا مع الآخرين وانتهاج طريقة جديدة في
التعامل السطحي بدون أن يكون للمشاعر طرف في علاقاتنا ؟!!

هل نكبح مشاعرنا مع بعض الذين نعرف أننا سنغادرهم لا محالة حتى لا نتألم
عندما نفارقهم ونطلق لها العنان مع البعض الآخر ؟!!

هل من الجنون أن نتمنى في لحظة أن نكون أشبه بالإنسان الآلي الذي لا يفقه
معنى المشاعر والحب والغلا وألم الفراق ؟!!

كلمات من الوجدان ..
أعماقنا بحر من الذكريات تهيجها جميعاً أي ريح خفيفة لذكرى موجعة ..

يُخطِأ من يظن أن توقف دموعنا دليل على أننا ألفنا فقد من فقدانهم ..

كم هو مؤلم أن لا نستطيع البوح بما في داخلنا وتصمت الكلمات على شفاهنا
بالرغم من الحنين والشوق ..

قد يُسَكِّن التناسي الألم مؤقتاً لكنه ربما يضعنا بعد ذلك أمام مرارة
وجراح لا تبرأ ولا يتناقص ألمها ..

جميل جداً أن تزورنا أطياف من فقدناهم في أحلامنا لكن قمة المرارة أن
تكتشف بعد ذلك أنه كان حُلم ..


,, دمتمــ بخير ,,
Back to top Go down
https://www.facebook.com/NouNou.MIla?ref=tn_tnmn
 
" عندما تتألم الروح "
Back to top 
Page 1 of 1
 Similar topics
-

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
 :: مواضيع ساخنة :: مواضيع عامة ونقاش جاد :: المواضيع العامة-
Jump to: