و ككل مساء فوق سطح بيتنا أقف أتأملكي و لو كنتِ أول مرة أراكي فيها تملئين
و تتلألئين في سماءنا و تزينيها بأنواركِ و تضيفين جمالاً تطمئن له القلوب
…
أحب الجلوس و النظر فيكِ ، أحب أن أشكي لكي أحزاني و تشاركيني
أفراحي ، لا استطيع أمامكِ أن اخفي دموعي ولا حتى ابتساماتي …
أظل
طول الليل أحكي لكي ولا تنامي و لا حتى تملي ، أحسدكِ على صبركِ فلا املك
لنفسي منه شيء …
لا أعلم في ما تفكرين فأنتِ في العادة لا تتكلمين ،
ولا حتى تنطقين بحرف …. دائما أنا التي أتكلم و أفرغ
لكي كل ما
عندي….
و الليلة طلبت لقائكِ لأني أود الحديث معكِ و أفيضُ بشيء
يقلقني ….فأمهليني و أنتِ في السماء بعض
الهدوء و السكينة في الأرض
حتى تترتب أفكاري و أنا أسردها إليكِ…
مضت الساعات و أنا احكي و
أنتِ تصغي ، ولا يوجد احد سوانا في هذا الكون يصغي أو يتكلم …
لقد
أنهكتني الأيام و أنا بعيدة عن الأمان فريسة للخوف و الحرمان… ،
و
نزلت عليا الأحزان و ابتعدت عني المسرات و خالفتني الظروف ووقفت ضدي
الأحوال ،
ألمت بي المصاعب و تفرقت بي الحلول ……
آآه و
تعددت المسالك و الانصياع واحد….
أرشديني يا مرشدة دروب التائهين في
الأرض … أرشديني أيتها النجوم …
أين دربي ؟ أين طريقي؟….
و
مضت الساعات و أنا أستنجد بكي أين أجد نفسي؟ أين أجد دربي؟ ..
أسألكِ
عن ما في خاطري و أجيبيني …لماذا أنتِ بعيدة عني ؟ .. أنا احبكِ و أحب
ضيائكِ فلماذا تقفين
بعيدة عني ؟…
لماذا أنتِ في الفضاء
تسبحي و أنا في الأرض امشي ؟
لماذا تصالحينني بالمساء و تخاصمينني
بالصباح ؟
أجيبيني أيتها النجوم فوقت رحيلكِ قد بد يجيء
لماذا
الجميع يتخذونكي صاحبة عند الترحال ؟ أتعلمين رغم أنكي لا تتكلمين إلا
انكي ترشدين التائهين
كيف ذلك؟…أين أنا من هؤلاء الذين من حولكي
أيتها النجوم؟ أجيبيني…
قد حان وقت رحيلكي أجيبيني …
و
كما في كل مرة أسهر معكِ فيها و لا تجيبني و تشرق الشمس و تغادريني …
وداعا
إلى الليلة القادمة …