Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.



 
HomeHome  Latest imagesLatest images  RegisterRegister  Log inLog in  

 

 نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -

Go down 
Go to page : 1, 2  Next
AuthorMessage
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:12

باسم الله الرحمن الر
هيا بنا إخوة الإيمان نتعرف على بعض أمهاتنا الذين عايشوا و عاشوا عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و كيف شاركوا في حمل و نشر الرسالة المحمدية ، لعلنا نتعلم منهم و لو الشيء القليل.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:14

لنبدأ على بركة الله

السيدة خديجة رضي الله عنها ................ الجزء الأول

مقدمة
كانت خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها من المحسنات اللواتي ظهرتْ نجابتُهنّ منذ عهدٍ بعيد، فهي شريفة قريش، "وأم المؤمنين وزوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أول امرأة تزوجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة" (أسد الغابة، ج1 ، ص1337 بتصرف)، وقد لُقِّبت في الجاهلية بـ ( الطاهرة )، وعُرفت بالسيرة الكريمة، فكان أن اختارتها العنايةُ الربّانيّة لتكون زوجةً بارَّةً مخلصة لخاتم الأنبياء والمرسلين، محمّدٍ صلّى الله عليه وسلم.

والسيدة خديجة رضي الله عنها هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي من الذؤابة، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، ولدت بمكة (68ق.هـ/ 3ق.هـ)، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسباً، وحسباً، وشرفاً، وقد نشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلَّم في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي.

حالها في الجاهلية:

في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة رضي الله عنها امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قل أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرا إلى الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.

وحينها قبل ذلك منها صلى الله عليه وسلم، وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.

وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، وتحكي السيدة نفيسة بنت منية قصة هذا الزواج فتقول:

"كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي امرأة حازمة جلدة شريفة أوسط قريش نسبا وأكثرهم مالا، وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك قد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع من الشام فقلت: يا محمد، ما يمنعك أن تزوج؟

فقال: ما بيدي ما أتزوج به.

قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟

قال: فمن هي؟

قلت: خديجة.

قال: وكيف بذلك؟

قلت: عليّ.

قال: وأنا أفعل.

فذهبت فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت لساعة كذا وكذا، وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، - وقيل إن الذي أنكحه إياها أبوها خويلد - فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنه وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة. (انظر: صفة الصفوة، ج1، ص74 ، أسد الغابة، ج1 ، ص1337).


وكان قد قُدَّر لخديجة رضي الله عنها أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله، وهي وإن كانت تزوجت مرتين، إلا أنها لم تطلَّق مرتين، بل مات عنها زوجاها،وكان زواجها الأول من عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وولدت له جارية فهي أم محمد بن صيفي المخزومي، ثم خلف عليها بعد عتيق بن عائذ أبو هالة التميمي، وهو من بني أسد بن عمرو بن تميم، فولدت له هندا، وقيل العكس في هذا الترتيب، وقيل إن أبا هالة التميمي اسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم. (انظر: أسد الغابة، ج1 ، ص1337).


وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الوحي، وعاشت معه خمساً وعشرين سنة، رُبع قرن، فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره صلى الله عليه وسلم في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعا، وهي وإن كانت في سن أمه صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أقرب الزوجات إليه، فلم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم عليه السلام، فإنه من مارية القبطية، فكان له منها صلى الله عليه وسلم: القاسم وبه كان يُكنّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

(مراجع أخرى: المعجم الكبير ج 22 ص 444 / المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 200 / سنن البيهقي الكبرى ج 7 ص 70 / الآحاد والمثاني ج 5 ص 380).


إسلامها
كانت خديجة رضي الله عنها قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح ونور الإيمان والاستعداد لتقبل الحق، فحين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء (اقرأباسم ربك الذي خلق) رجع ترجف بوادره وضلوعه حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.

وهنا قال لخديجة: "أي خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي"، وأخبرها الخبر، فردت عليه خديجة بما يطيب من خاطره ويهدأ من روعه فقالت:

"كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي.

فقالت خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك.

قال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى.

فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا ذكر حرفا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو مخرجي هم؟".

قال ورقة: نعم، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. (الحديث في صحيح البخاري، ج4، ص1894).


ثم أرادت رضي الله عنها أن تتيقن وتتثبت مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرغم أنها تعلم أنه حق، وقالت له: كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا.. إلا أنها أرادت اليقين كما قال إبراهيم لربه عز وجل: (بلى ولكن ليطمئن قلبي)، قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير: أنه حدث عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا ابن عم، هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل قد جاءني، فقالت: أتراه الآن؟ قال: نعم، قالت: اجلس على شقي الأيسر، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فاجلس على شقي الأيمن، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم، قالت: فتحول فاجلس في حجري، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فقالت: هل تراه؟ قال: نعم، قال: فتحسرت وألقت خمارها فقالت: هل تراه؟ قال: لا، قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لملك يا ابن عم، اثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق. (عيون الأثر، ج1، ص165، سيرة ابن هشام، ج2، ص74، تاريخ الإسلام، ج1، ص31، سيرة ابن اسحاق، ج1، ص113، تاريخ الطبري، ج1، ص533، أسد الغابة، ج1 ، ص1339).


وعن ابن إسحاق أيضا قال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس رضي الله عنها. (البداية والنهاية، ج3، ص23، سيرة ابن هشام، ج2، ص77 ، أسد الغابة، ج1 ، ص1339).


وعن أول إسلامها يحكي يحيى بن عفيف عن عفيف فيقول: جئت في الجاهلية إلى مكة، فنزلت على العباس بن عبد المطلب فلما ارتفعت الشمس وحلقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل القبلة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفها، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجد معه.

فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال لي: أتدري من هذا الشاب؟ فقلت: لا، فقال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هذا بن أخي، وقال: تدري من هذا الغلام؟ فقلت: لا، قال: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، هذا بن أخي، هل تدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت: لا، قال: هذه خديجة ابنة خويلد زوجة بن أخي، هذا حدثني أن ربك رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على ظهر الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. (سنن النسائي الكبرى، ج5، ص106، والرواية أيضا في مسند أبي يعلى، والمعجم الكبير).
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:15

....................الجزء الثاني

خديجة..العفيفة الطاهرة..
كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة رضي الله عنها الشخصية صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حراما ولا حلالا.. في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.. في بيئة جاهلية ويكفي ما تحويه هذه الصفة وما تعبر عنه...

وفي ذات هذه البيئة ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لقب صلى الله عليه وسلم أيضا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين" ولو كان لهذه الألقاب سمع أو انتشار في هذا المجتمع آنذاك لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.


خديجة.. الحكيمة العاقلة..

وتلك هي السمة الثانية أو الملمح الآخر الذي تميز به شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضي اله عنها وصفتها بـ "الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به صلى الله عليه وسلم في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.

ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة وذلك حينما فكرت في الزواج منه صلى الله عليه وسلم، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ حيث أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسا عليه بعد أن رجع من الشام، ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.

وكونها رضي الله عنها من أوسط قريش نسبا، وأكثرهم مالا، وكان كل قومها حريصا على الزواج منها، وكان منهم من قد طلبها وبذل لها الأموال.. ثم هي ترفض كل ذلك، وليس هذا فقط بل ترغب في الزواج وممن؟ من محمد، ذلك الفقير.. المسكين.. اليتيم.. المعدم!! وهذا في حد ذاته عين الحكمة.

فلم تكن خديجة رضي الله عنها مراهقة حتى يقال أنها شغفت به، بل كانت آنذاك في الأربعين من عمرها، وهو مبلغ العقل والحكمة في الرجال والنساء، ولم تكن خديجة رضي الله عنها تعرفه منذ زمن بعيد حتى يقال أنها ألفته أو كانت تعرفه عن قرب، فإن بعثة تجارة الشام الوحيدة وحكاية ميسرة عنه هي التي عرفتها به.

ثم هي وبعد الزواج نرى منها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قل أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، لماذا ياخديجة؟ وكيف استنتجتي ذلك..؟ فكان الجواب:

إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضعيف، وتعين على نوائب الحق.. إذ إن من وفقه الله لمثل ذلك وتخلق بمثل هذه الأخلاق - في رأيها - فلن يخزيه الله أبدًا ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر، وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيالها من عاقلة، ويالها من حكيمة!!


فضائلها رضي الله عنها
خير نساء الجنة:

لا شك أن امرأة بمثل هذه الصفات لا بد وأن يكون لها من الأفضال الكثير والكثير، والذي يعد في بعض الأحيان كنوع من رد الاعتبار لشخصها رضي الله عنها، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة، فيروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1388).

وفي رواية اخرى مفصلة: عن بن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة، قال: "أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 470).

بل وجاء أيضا أنها رضي الله عنها من أفضل نساء العالمين، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج 15، ص 464).


ومن فوق سبع سموات.. يقرؤها ربها السلام:

ليس هذا فحسب، بل يقرؤها المولى عز وجل السلام من فوق سبع سماوات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب". (صحيح البخاري، ج3 ، ص 1389).


ويعلنها الرسول صراحة لزوجاته من بعدها.. إني قد رزقت حبها:

فكان حقا لهذه الطاهرة هذا الفضل وتلك المكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمو على كل العلاقات، وتظل غرة في جبين التاريخ عامة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصة؛ إذ لم يتنكَّر صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها وفاء لها وردا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".

فلم يفعل مثل آلاف الأزواج اليوم من محاباة أو مجاملة الزوجة الثانية بذم الزوجة الأولى، فما بالنا وإن كانت الأولى في عداد الموتى؟؟!! ولنترك الحديث للزوجة الثانية عائشة رضي الله عنها إذ تقول: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد رزقت حبها". (صحيح مسلم، ج 4، ص 1888).


ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه صلى الله لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها؛ إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها، وتروي أيضا السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: "إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1389).


وقد وصل من وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه تعاهد بالبر لأصدقائها بعد وفاتها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء قال: "اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 467).

وأيضا تروي عائشة في ذلك فتقول:

جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: "إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان". (المستدرك على الصحيحين، ج1، ص 62).

فما أروع هذه الزيجة!! وما أروع هذين الزوجين!! وكأن الله خلقهما لتأتم بهما الدنيا كلها، ويأتم بهما كل زوجة وزوج يريدان إصلاحا وفلاحا، فهذا هو آدم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي حواء في شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذه هي الزيجة الربانية.. كما أرادها الله وكما طبقها رسول الله..
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:16

..................الجزء الثالث و الأخير


خديجة.. نصير رسول الله..
وهذه السمة من أهم السمات التي تُميز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرا أو مؤازرا أو معينا.. في أولى لحظات الرسالة..

فآمنت حين كفر الناس.. وصدقت حين كذّب الناس.. وواسته بالأنس والمال حين نفر عنه الناس.. تلك هي امرأة الشدائد؛ فكانت تمثل أعلى القيم الأخلاقية والإيمانية تجاه زوجها صلى الله عليه وسلم فقدمت كل ما تملك..

لقد عاشت معه صلى الله عليه وسلم حلو الحياة ومرها، وكانت فيهما نعم الأنيس ونعم النصير، فقد كان شخص النبي صلى الله عليه وسلم كزوج مثل غيره من الأزواج؛ إذ لم يكن محاطا من أهوال الدنيا ومصائبها بسياج من الحماية أو الأمن أو الدعة، فتارة تحلو الحياة فنعم الحامدة الشاكرة هي، وتارة تكشر عن أنيابها وتبرز وجهها الآخر فكانت هي هي خديجة.. تؤازره.. تشاركه الهم.. تهون عليه.. تواسيه.. وتمسح عنه بكف من حنان كل الآلام والأحزان..

فها هي تتلقى خبره الأول يوم بدء الوحي.. يوم أن جاء بكل غريب لم تسمعه أذن من قبل.. يوم أن جاء بما سمعه غيرها فقال هذا إفك مبين.. تلقته وكأنها رأت ما رآه صلى الله عليه وسلم بأم عينها وسمعته بأم أذنها.. فقالت: ما كان كالماء الزلال في اليوم الصائف الهجير: كلا والله ما يخزيك الله أبداً... إنها تعلم الأسباب.. فلم تكفر العشير وإنَّ كُفر العشير لمن النساء بمكان..

ثم هي رضي الله عنها تنتقل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبا لمحمد وحبا لدين محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديا وإصرارا على الوقوف بجانبه والتفاني في تحقيق أهدافه، فكانت هي خديجة.. امرأة الشدة.. امرأة المحنة..

فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد رضي الله عنها في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها.. على الرغم من تقدمها بالسن، فقد ناءت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنه عاد إليها صباها، وأقامت في الشعب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى". (موقع: الصحابة).

وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندا وعونا للرسول صلى الله عليه وسلم في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية من تضارعه أو على الأقل تشابهه لتكون شريكا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة.

ومن خلال ملامح شخصيتها السابقة هذه نستطيع - وبكل قوة - أن نصفها بملمح آخر يجمع ويعبر عن كامل شخصيتها، ألا وهو: خديجة.. الزوجة المثالية.. فهي بالفعل أم المؤمنين، وقدوة المؤمنات.. تلك التي جسّدت خلق المرأة المثالية في علاقتها مع زوجها من المودة والسكن.. والحبّ والوفاء.. والبذل والعـطاء.. وتحمل المحن واشدائد دون تأفف أو تضجر.. فليت ثم ليت نساء المسلمين يقفون أثرها.. ويحذون حذوها.. ويخطون خطاها.

تلك الزوجة الصالحة التي يمكن أن تدفع زوجها إلى مدارج الكمال ومراتب العظمة، فكما يقولون: "وراء كل عظيم امرأة" فتُرى ما دورها؟ لا شك أن دورها هو نفسه دور السيدة خديجة رضي الله عنها، تواسيه.. تخفِّف عنه.. تُشاركه آلامه وأحزانه.. تخفف عنه أعباء الحياة... تدفعه إلى البطولة والعظمة.

فالمرأة الصالحة لا تقدَّر بثمن، وقد روي عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (صحيح مسلم، ج2، ص1090)، وروي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير النساء التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا امرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك". (مسند الطيالسي, ج1، ص306)، وتلك كانت أهم صفات السيدة خديجة رضي الله عنها.




فضائلها رضي الله عنها
خير نساء الجنة:

لا شك أن امرأة بمثل هذه الصفات لا بد وأن يكون لها من الأفضال الكثير والكثير، والذي يعد في بعض الأحيان كنوع من رد الاعتبار لشخصها رضي الله عنها، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة، فيروي علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1388).

وفي رواية اخرى مفصلة: عن بن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة، قال: "أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 470).

بل وجاء أيضا أنها رضي الله عنها من أفضل نساء العالمين، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". (صحيح ابن حبان، ج 15، ص 464).


ومن فوق سبع سموات.. يقرؤها ربها السلام:

ليس هذا فحسب، بل يقرؤها المولى عز وجل السلام من فوق سبع سماوات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب". (صحيح البخاري، ج3 ، ص 1389).


ويعلنها الرسول صراحة لزوجاته من بعدها.. إني قد رزقت حبها:

فكان حقا لهذه الطاهرة هذا الفضل وتلك المكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمو على كل العلاقات، وتظل غرة في جبين التاريخ عامة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصة؛ إذ لم يتنكَّر صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها وفاء لها وردا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".

فلم يفعل مثل آلاف الأزواج اليوم من محاباة أو مجاملة الزوجة الثانية بذم الزوجة الأولى، فما بالنا وإن كانت الأولى في عداد الموتى؟؟!! ولنترك الحديث للزوجة الثانية عائشة رضي الله عنها إذ تقول: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد رزقت حبها". (صحيح مسلم، ج 4، ص 1888).


ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه صلى الله لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها؛ إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها، وتروي أيضا السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: "إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد". (صحيح البخاري، ج 3، ص 1389).


وقد وصل من وفائه صلى الله عليه وسلم لها أنه تعاهد بالبر لأصدقائها بعد وفاتها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء قال: "اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة". (صحيح ابن حبان، ج15، ص 467).

وأيضا تروي عائشة في ذلك فتقول:

جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: "إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من الإيمان". (المستدرك على الصحيحين، ج1، ص 62).

فما أروع هذه الزيجة!! وما أروع هذين الزوجين!! وكأن الله خلقهما لتأتم بهما الدنيا كلها، ويأتم بهما كل زوجة وزوج يريدان إصلاحا وفلاحا، فهذا هو آدم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي حواء في شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذه هي الزيجة الربانية.. كما أرادها الله وكما طبقها رسول الله..


وفاتها رضي الله عنها
تاقت روح السيدة خديجة رضي الله عنها إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده.

"ففي السنة العاشرة أول ذي القعدة وقيل: النصف من شوال توفي أبو طالب، وكان عمره بضعا وثمانين سنة، ثم توفيت بعده خديجة بثلاثة أيام، وقيل بشهر، وقيل: كان بينهما شهر وخمسة أيام، وقيل: خمسون يوما، ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون، ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وقيل: إنها ماتت قبل أبي طالب.

وكان عمرها خمسا وستين سنة، وكان مقامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعا وعشرين سنة وستة أشهر، وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف". (أسد الغابة، ج1 ، ص11).

وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي توفي فيه أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أيضا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها، فلقد حزن الرسول صلى الله عليه و سلم ذلك العام حزنا شديدا حتى سُمي بعام الحزن، وحتى خُـشى عليه صلى الله عليه وسلم ومكث فترة بعدها بلا زواج.


ومن أبلغ ما جاء في خديجة رضي الله عنها وأود أن أختم به هذه القصة وهذا الرباط المبارك ما ترويه عائشة رضي الله عنها إذ تقول:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر ذكر خديجة، فقالت له: لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، تقول عائشة: فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم تمعرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحي وإذا رأى المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب". (صحيح ابن حبان، ج 15 ص 468).


وتقول أيضا:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم واحتملتني الغيرة إلى أن قلت: قد عوضك الله من كبيرة السن، قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا سقط في جلدي، فقلت في نفسي: اللهم إنك إن أذهبت عني غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أذكرها بسوء ما بقيت.

فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد لقيت قال: "كيف قلت؟! والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت مني الولد إذ حرمتيه مني، فغدا بها علي وراح شهرا". (المعجم الكبير ج 23 ص 13).
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:17

السيدة سودة بنت زمعة



مقدمة
هي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو النجارية.


إسلامها
أسلمت قديما وبايعت وكانت عند ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو وأسلم أيضا وهاجروا جميعا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها وقيل: مات بالحبشة فلما حلت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها.

زواجها من النبي صلى الله علي وسلم:

عن ابن عباس قال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال وأبيك لإن صدقت روئتك لأموتن وليتزوجنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت حجرا وسترا - تنفي عن نفسها ذاك - ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال وأبيك لإن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون: أي رسول الله ألا تزوج قال: "ومن؟" قلت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال: "فمن البكر" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب" قلت: سودة بنت زمعة بن قيس آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "اذهبي فاذكريهما علي" فجاءت فدخلت بيت أبي بكر......

ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة فقلتُ: يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة!

قالت: وما ذاك قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وددت ادخلي على أبي فاذكري ذلك له قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة . قال: كفء كريم فماذا تقول صاحبتك قالت: تحب ذلك . قال: ادعيها . فدعتها فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم أفتحبين أن أزوجك قالت: نعم. قال: فادعيه لي، فدعته فجاء فزوجها...

موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله صلى الله عيه وسلم:

عن عائشة قالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة.


من ملامح شخصيتها:
حبها للصدقة:

عن عائشة قالت اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا يا رسول الله أينا أسرع لحاقا بك قال أطولكن يدا فأخذنا قصبة نذرعها فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعا قالت وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحاقا فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة وكانت امرأة تحب الصدقة.

فطنتها:

آثرت بيومها حب رسول الله تقربا إلى رسول الله وحبا له وإيثارا لمقامها معه فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله رضي الله عنها، فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضى رسول الله

وعن النعمان بن ثابت التيمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة إعتدي فقعدت له على طريقه ليلة فقالت يا رسول الله ما بي حب الرجال ولكني أحب أن أُبعث في أزواجك فأرجعني قال فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم


من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهم الحجاب قالت قدم بالأسارى فأتيت منزلي فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه فلما رأيته ما ملكت نفسي أن قلت أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما قالت فوالله ما نبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل البيت أي سودة أعلى الله وعلى رسوله قلت يا رسول الله والله إن ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أن قلت ما قلت.

وعن ابن عباس قال ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله ماتت فلانة يعني الشاة فقال فلولا أخذتم مسكها فقالت نأخذ مسك شاة قد ماتت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال الله عز وجل { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير } فإنكم لا تطعمونه ان تدبغوه فتنتفعوا به فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته فأخذت منه قربة حتى تخرقت عندها

وعن عائشة قالت: استأذنت سودة بنت زمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها فتدفع قبل ان يدفع فأذن لها وقال القاسم وكانت امرأة ثبطة قال القاسم الثبطة الثقيلة فدفعت وحبسنا معه حتى دفعنا بدفعه قالت عائشة فلأن أكون استأذنت رسول الله كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس أحب إلي من مفروح به


مواقفها مع الصحابة
موقفها مع عمر رضي الله عنه

روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن.

موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنها

قالت عائشة دخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة فجئت بها فقلت كلي فقالت ما أنا بذائقتها فقلت والله لتأكلين منها أو لألطخن منها بوجهك فقالت ما أنا بذائقتها فتناولت منها شيئا فمسحت بوجهها فجعل رسول الله يضحك وهو بيني وبينها فنتاولت منها شيئا لتمسح به وجهي فجعل رسول الله يخفض عنها ركبته وهو يضحك لتستقيد مني فأخذت شيئا فمسحت به وجهي ورسول الله يضحك.

موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة

عن خليسة مولاة حفصة في قصة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة ومزحهما معها بأن الدجال قد خرج فاختبأت في بيت كانوا يوقدون فيه واستضحكتا وجاء رسول الله فقال ما شأنكما فأخبرتاه بما كان من أمر سودة فذهب اليها فقالت يا رسول الله أخرج الدجال فقال لا وكأن قد خرج فخرجت وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت

بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم

روى البخاري بسنده عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا"

وعنها رضي الله عنها قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منه قال نعم قال الله أرحم حج عن أبيك

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان فقلت: يبصر بعضنا بعضا ؟ فقال: شغل الناس {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}

وعنها رضي الله عنها أنها نظرت في ركوة فيها ماء فنهاها رسول الله عن ذلك وقال: إني أخاف عليكم منه الشيطان

أثرها في الآخرين:

ممن روى عنها من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهم جميعًا، وممن روى عنها من التابعين يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ، ويوسف بن الزبير، ومولى الزبير بن العوام...


وفاتها رضي الله عنها
توفيت السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها وأرضاها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:19

ام سلمة


هي هند بنت أبي أمية - واسمه حذيفة وقيل سهل - ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية أم المؤمنين أم سلمة..

بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ تقول أم سلمة: لما توفي أبو سلمة ، أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: كيف أقول؟ قال: قولي: اللهم اغفر لنا وله، وأعقبني منه عُقبى صالحة فقلته، فأعقبني الله محمدا -صلى الله عليه وسلم-.

ـ فلما خطبني النبي -صلى الله عليه وسلم- قلت له: فيَّ خلال ثلاث، أما أنا فكبيرة السن، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: أنا أكبر منك، وأما العيال فإلى الله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك. فتزوجها، فلما دخل عليها قال: إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي. فرضيت بالثلاث. والحديث في الصحيح من طرق..

ـ وعن أم كلثوم ، قالت: لما تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سلمة ، قال لها: إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة، وإني أراه قد مات، ولا أرى الهدية إلا سترد، فإن ردت، فهي لك. قالت: فكان كما قال، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية، وأعطى سائره أم سلمة والحلة.

ـ وكان لها يوم الحديبية رأي صائب يدل على وفور عقلها فعندما عقد الصلح مع مشركي مكة كان كثير من المسلمين غير راضين عن بعض شروطه، فلما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحلل تأخروا في الاستجابة فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل على أم سلمة وذكر لها الأمر فقالت: يا نبي الله اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فقام صلى الله عليه وسلم ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون.

ـ وفي بيتها نزل قوله تعالى: (( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )) فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: هؤلاء أهل بيتي، فقالت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ قال: بلى إن شاء الله.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

ـ عن زياد بن أبي مريم قال:قالت أم سلمة لأبي سلمة:

بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها؛ فتعال أعاهدك أن لا أتزوج بعدك، ولا تتزوج بعدي.

قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا مت فتزوجي. ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يخزيها ولا يؤذيها.

قالت:فلما مات قلت: من هذا الذي هو خير لي من أبي سلمة؟! فلبثت ما لبثت، ثم تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

وفي الصحيح، عن أم سلمة أن أبا سلمة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها". وأردت أن أقول: "وأبدلني بها خيرا منها" فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها... فذكرت القصة.

ـ تروي أم سلمة -رضي الله عنها- قصة هجرتها إلى المدينة فتقول:(لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحّل بعيراً له، وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالو:( هذه نفسك غلبتنا عليه، أرأيت صاحبتنا هذه، علامَ نتركك تسير بها في البلاد؟)000ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهووا إلى سلمة وقالو:( والله لا نترك ابننا عنده، إذا نزعتموها من صاحبنا )000فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، ورهط أبي سلمة، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، ففرق بيني وبين زوجي وابني000
فكنت أخرج كلّ غداة، وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً أو قريبه، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة:( ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنه؟)000فقالو:( الحقي بزوجك إن شئت )000وردّ علي بنو عبد الأسد عند ذلك ابني000
فرحلت بعيري، ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي من أحد من خلق الله، فكنت أبلغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال:( أين يا بنت أبي أمية؟)000قلت:( أريد زوجي بالمدينة )000فقال:( هل معك أحد؟)000فقلت:( لا والله إلا الله، وابني هذ؟)000فقال:( والله ما لك من منزل )000فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أراه أكرم منه، وإذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى الشجرة، فاضطجع تحته، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخر عني وقال:( اركبي )000فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال:( إن زوجك في هذه القرية )000
وكان أبو سلمة نازلاً به، فيستقبل أبو سلمة أم سلمة وابنه معه، بكل بهجة وسرور، وتلتقي الأسرة المهاجرة بعد تفرّق وتشتّت وأهوال000

ـ أرسلت إلى السيدة عائشة ناصحة لها لما عزمت على الخروج إلى وقعة الجمل تطلب منها لزوم بيتها، ومما قالته لها: لو قيل لي يا أم سلمة ادخلي الجنة لاستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتكة حجاباً ضربه علي، فاجعليه سترك وقاعة بيتك حصنك.

ـ لما أنزل توبت أبو لبابة على رسوله من آخر الليل وهو في بيت أم سلمة فجعل يبتسم فسألته أم سلمة فأخبرها بتوبة الله على أبي لبابة فاستأذنته أن تبشره فأذن لها فخرجت فبشرته فثار الناس اليه يبشرونه وأرادوا أن يحلوه من رباطه فقال والله لا يحلني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صلاة الفجر حله من رباطه رضي الله عنه وأرضاه ـ ويروي سعيد بن جمهان، أن سفينة، قال: اشترتني أم سلمة وأعتقتني واشترطت علي ان أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت، فقلت: أنا ما أحب أن أفارق النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت.

وروى البخاري في صحيحة أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة وقلن لها قولى له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان فقالت أم سلمة فلما دخل على قلت له ذلك فأعرض عنى ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها ثم لما دار إليها قالت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزل علي الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها

مواقف من حياتها مع التابعين:

ويروي عوف بن أبي جميلة الأعرابي، قال: كان الحسن وهو الحسن البصري ابناً لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاءً شديداً فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها، فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه، فكان يقال: إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

بعض الأحاديث التي نقلتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت يا رسول الله أوتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها....

ـ وعن هند بنت الحارث أن أم سلمة رضي الله عنها قالت

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيرا قبل أن يقوم

قال ابن شهاب فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.

ـ وأخبر عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة..

ـ قالت زينب سمعت أمي أم سلمة تقول

جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينها أفنكحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا ثم قال إنما هي أربعة أشهر وعشر وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول

قال حميد قلت لزينب

وما ترمي بالبعرة على رأس الحول فقالت زينب كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا ولا شيئا حتى تمر بها سنة ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طير فتفتض به فقلما تفتض بشيء إلا مات ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره.

وفاتها رضي الله عنها:

هي آخر أمهات المؤمنين موتا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألا عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك حين جهز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكر الشام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرة سنة ثلاث وستين، وهذا كله يدفع قول الواقدي.

وكذلك ما حكى ابن عبد البر أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدا مات سنة خمسين، أو سنة إحدى أو اثنتين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها. والله أعلم.

ودفنت بالبقيع.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:21

أسماء بنت أبي بكر



مقدمة
هي أسماء بنت عبد الله بن عثمان التيمية، فهي ابنة أبي بكر الصديق وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى قرشية من بني عامر بن لؤي...

وزوجة الزبير بن العوام، ووالدة عبد الله بن الزبير بن العوام.

وكانت تلقب بذات النطاقين قال أبو عمر: سماها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- لأنها هيأت له لما أراد الهجرة سفرة فاحتاجت إلى ما تشدها به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا، قال: كذا ذكر ابن إسحاق وغيره.

قصة إسلامها:

عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية، فهي من السابقات إلى الإسلام، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم على الأيمان والتقوى، ولقد تربت على مبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفات والده، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة، وكان إسلامها بعد سبعة عشر إنساناً..


بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي أثناء الهجرة التي هاجر فيها المسلمين من مكة إلى المدينة، وظل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله علية وسلم من مكة، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكر الصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله، فسماها أسمـاء ذات النطــاقين رضي الله عنه، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة)، وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبيها وذرفت الدموع، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبي بكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة، لقد كانت تعلم أنها في رعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم.

وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه، سألها عن والده، فأجابت: إنها لا تعرف عنه شيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها..

ـ كانت الأم أسماء بنت أبي بكر حاملاً بعبـد الله بن الزبيـر، وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة إلى المدينة على طريق الهجرة العظيم، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة، وحُمِل المولود الأول إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

لما خرج الصديق مهاجراً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره ستة آلاف درهم، ولم يترك لعياله شيئًا...
فلما علم والده أبو قحافة برحيله - وكان ما يزال مشركاً - جاء إلى بيته وقال لأسماء:
والله إني لأراه قد فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه...
فقالت له:
كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً كثير، ثم أخذت حصى ووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال و ألقت عليه ثوب، ثم أخذت بيد جدها - وكان مكفوف البصر - وقالت:
يا أبت، انظر كم ترك لنا من المال.
فوضع يده عليه وقال:
لا بأس... إذا كان ترك لكم هذا كله فقد أحسن.
وقد أرادت بذلك أن تسكن نفس الشيخ، وألا تجعله يبذل لها شيئاً من ماله ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل لمشرك عليها معروفاً حتى لو كان جدها

وروى عروة عنها، قالت: تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه ; فكنت أسوسه وأعلفه، وأدق لناضحه النوى، وأستقي، وأعجن، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي - وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما، والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر، فدعاني، فقال: إخ، إخ، ليحملني خلفه ; فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته.

قالت: فمضى.

فلما أتيت، أخبرت الزبير. فقال: والله، لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني

وعن ابن عيينة، عن منصور بن صفية، عن أمه، قالت: قيل لابن عمر إن أسماء في ناحية المسجد - وذلك حين صلب ابن الزبير - فمال إليها، فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله ; فاتقي الله واصبري.

فقالت: وما يمنعني، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لرددت الكعبة على أساس إبراهيم، فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدها وأمر بحفر الأساس القديم، وجعل لها بابين، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصح ابنها ليعمل بأمر الله ورسوله..

وقبيل مصرع عبد الله بن الزبير بساعاتٍ دخل على أمه أسماء - وكانت عجوزاً قد كف بصرها - فقال:

السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته.

فقالت: وعليك السلام يا عبدا لله...

ما الذي أقدمك في هذه الساعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزًا؟!

قال: جئت لأستشيرك.

قالت: تستشيرني... في ماذا؟!

قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما عنده حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين...

وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟

فعلا صوتها وقالت:

الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك...

فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعوا إلى حق،فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك...

وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت... أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة.

قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختارًا، فيلعب برأسك غلمان بني أمية.

قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.

قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ فأشرقت أسارير وجهه وقال: بوركتِ من أم، وبوركت مناقبك الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها، وإنما غضباً لله أن تستباح محارمه...

وهاأنذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله قالت: إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.

قال: كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل...

لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي، وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك.
فقالت: الحمد لله الذي جعلك على ما يحب و أُحب...

اقترب مني يا بني لأتشمم رائحتك وألمس جسدك فقد يكون هذا آخر العهد بك.

بعض المواقف من حياتها مع التابعين:

يقول ابن عيينة: حدثنا أبو المحياة، عن أمه، قال: لما قَتَلَ الحجاجُ ابنَ الزبير دَخَلَ على أسماء وقال لها: يا أمه، إن أمير المؤمنين وصاني بك، فهل لك من حاجة؟ قالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، وما لي من حاجة ; ولكن أحدثك: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يخرج في ثقيف كذاب، ومبير، فأما الكذاب، فقد رأيناه - تعني المختار - وأما المبير، فأنت.

فقال لها: مبير المنافقين!!


أثرها في الآخرين
كانت رضي الله عنها تؤتى بالمرأة الموعوكة فتدعو بالماء فتصبه في جيبها وتقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبردوها بالماء، فإنها من فيح جهنم.

وفي وقت رمي جمرة العقبة للضعفاء الذين يرخص لهم في ترك الوقوف بالمزدلفة: عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها {أنها قالت: أي بني، هل غاب القمر ليلة جمع؟ وهي تصلي، ونزلت عند المزدلفة. قال: قلت لا فصلت ساعة، ثم قالت: أي بني، هل غاب القمر؟ أو قد غاب، فقلت نعم قالت: فارتحلوا إذا، فارتحلنا بها حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزله. فقلت له: أي هنتاه لقد غلستنا قالت: كلا يا بني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن{.

ويروي عن هشام، بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها كانت تلبس الثياب المعصفرات وهي محرمة، ليس فيهن زعفران.

وعن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: ما رأيت أسماء لبست إلا المعصفر، حتى لقيت الله عز وجل، وإن كانت لتلبس - الثوب يقوم قياما من العصفر.

وعن ابن زرير أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: {إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أخذ حريرا في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في يساره، ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتي}

بعض الأحاديث التي نقلتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أسماء قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت: سبحان الله قلت: آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد اللهَ عز وجل النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته..

ويحدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت

قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك..

ما قيل عنها:

عن القاسم بن محمد قال: سمعت ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء ; وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء، فكانت لا تدخر شيئا لغد.

الوفاة:

قال ابن سعد: ماتت بعد ابنها بليال. وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:24

أسماء بنت عميس



هي أسماء بنت عميس بن معد ، تنتهي إلى خثعم الخثعمية، وأمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث، تزوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد بمؤتة تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا. ثم توفي عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى أم المحمدين. وكانت تخدم فاطمة إلى أن توفيت. وهي أخت ميمونة أم المؤمنين.

إسلامها:

أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب

أثر الرسول في تربيتها

عن أسماء بنت عميس قالت "كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فما وجدنا عنده قرى إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيت منه فقلت: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك

فقلت: لا نشتهيه

فقال: لا تجمعن كذبا وجوعا

فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبا

فقال: إن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة تكتب كذيبة"

من ملامح شخصيتها

ابتكارها وإبداعها

عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها قالت يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي.

من مواقفها مع الرسول

عن ابن عباس بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة إذ قال ( يا أسماء هذا جعفر مع جبريل وميكائيل مر فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلم فردي عليه السلام وقال إنه لقي المشركين فأصابه في مقاديمه ثلاث وسبعون فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت ثم أخذ باليسرى فقطعت قال فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة آكل من ثمارها.

وعن أسماء قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء قال ( نعم قتل اليوم ( فقمنا نبكي ورجع فقال ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم )

قالت أسماء بنت عميس: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل صلى الله عليه وسلم على الراحلة فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن فبركت فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي

روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار قال: ومم ذاك؟ قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فأنزل الله هذه الآية: { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين }

من مواقفها مع الصحابة

موقفها مع أبي بكر

عبد الله بن عمرو بن العاص حدثه: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان موقفها مع علي

قال الشعبي تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر أبناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما أبي خير من أبيك فقال علي يا أسماء اقضي بينهما فقالت ما رأيت شابا كان خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر فقال علي ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك فقالت والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار

موقفها مع عمر بن الخطاب

عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله فأتته فقال للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان


موقفها مع عائشة

قالت عائشة: كان لأسماء بنت عميس علي دينار و ثلاثة دراهم فكانت تدخل علي فأستحي أن أنظر في وجهها لأني لا أجد ما أقضيها فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي و لا ميراث ورثته فقضاه الله عني و قسمت في أهلي قسما حسنا و حليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق ورق و فضل لنا فضل حسن

بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم

عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله إن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله هذا من الشيطان لتجلس في مركن فإذا رأت صفارة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلا واحدا وتغتسل للمغرب والعشاء غسلا ثم توضأ فيما بين ذلك

عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء فذكر أبو بكر لرسول الله فقال رسول الله فلتغتسل ثم لتهل

عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا"

وفاتها:

توفيت سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وقيل: بعد الستين.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:25

أسماء بنت يزيد




هي أسماء بنت يزيد الأنصارية الأشهلية.

أهم ملامح شخصيتها:

1- الجرأة في الحق، فقد كانت تسأل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )عن الحلال والحرام، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعته.

2- حسن المنطق والبيان فقد كان يطلق عليها خطيبة النساء.

3- الشجاعة وقد شهدت اليرموك وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطِها وعاشت بعد ذلك دهرا.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

أتت(أسماء) النبي( صلى الله عليه وسلم) وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله. أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه فقالو: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذ. فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إليها فقال: " افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ". فانصرفت المرأة وهي تهلل.

بعض ما روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قالت أسماء بنت يزيد: مر بنا رسول الله( صلى الله عليه وسلم) ونحن في نسوة فسلم علينا وقال إياكن وكفر المنعمين فقلنا يا رسول الله وما كفر المنعمين قال لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس فيرزقها الله عز وجل زوجا ويرزقها منه مالا وولدا فتغضب الغضبة فراحت

تقول ما رأيت منه يوما خيرا قط وقال مرة خيرا قط.


وروي الإمام أحمد عدة أحاديث لها منها "عن أسماء بنت يزيد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة

وعن أسماء بنت يزيد قالت" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لست أصافح النساء"


وعن أسماء بنت يزيد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى ثم قال ألا أخبركم بشراركم المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة الباغون للبرآء العنت

وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى لله مسجدا فان الله يبني له بيتا أوسع منه في الجنة.


وعن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية( رضي الله عنها) قال: لما مات سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها رسول الله( صلى الله عليه و سلم) ألا يرقأ دمعك و يذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك الله إليه و اهتز له العرش.

وعن أسماء بنت يزيد قالت: دعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى جنازة رجل من الأنصار فلما وضع السرير تقدم نبي الله (صلى الله عليه وسلم) ليصلي عليه ثم التفت فقال: على صاحبكم دين؟

قالو: نعم يا رسول الله ديناران. قال: "صلوا على صاحبكم". فقال أبو قتادة: أنا بدينه يا نبي الله. فصلَّ عليه.

وعن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة حق على الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة.

وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: " لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله. ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجه؟ " فأزم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون.

الوفاة:

توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية. وقبرها في دمشق بالباب الصغير.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:26

أم الدرداء الكبرى



هي خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي وهي أم الدرداء الكبرى، لها صحبة، وكانت من فضلاء النساء وعقلائهن، وذوات الرأي منهن مع العبادة والنسك.

موقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم

يروي سهل بن معاذ عن أبيه عن أم الدرداء أنه سمعها تقول:

لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرجت من الحمام فقال: من أين يا أم الدرداء؟ فقالت من الحمام فقال: والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل.

حالها مع زوجها:

يقول عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك؟. قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدني. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل قال فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن فصليا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صدق سلمان )

بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من ميت يقرأ عنده سورة يس إلا هون عليه الموت"

وعن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطأ والنسيان والاستكراه"

وفاتها

توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين وكانت وفاتها بالشام في خلافة عثمان بن عفان وكانت قد حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأنصاري.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:27

جويرية بنت الحارث



مقدمة
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من التاريخ، وقيل في سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي.

وعن بن إسحاق قال: وجويرية بنت الحارث كان اسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، من خزاعة، كانت عند بن عم لها يقال له مسافع بن صفوان بن ذي الشفر.

وعن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية بنت الحارث أن اسمها كان برة وغيّره صلى الله عليه وسلم فسماها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

حالها في الجاهلية:

كانت سيدة نساء قومها، وكان أبوها قائد بني المصطلق الذين كانوا يجمعون للنبي صلى الله عليه وسلم:

عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له "المريسيع" من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وقتل الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية، وقتل من قتل منهم ونفل الله رسوله أبناءهم ونساءهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب منهم سبيا كثيرا قسمه في المسلمين، وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيدة نساء قومها.

عمرها عند الإسلام:


قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته - وكانت مولاة جويرية بنت الحارث - عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة عشرين سنة، قالت توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.


قصة إسلامها:


كانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساء قومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل؛ إذ عرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.


أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيتها:


كان لا بد أن يكون للرسول صلى الله عليه وسلم أثر كبير في تربيتها، حتى أعدها لتكون أمّا للمؤمنين، فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها، فكانت تصوم من النوافل الكثير، حتى صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تفطر، وكانت تظل تذكر الله بعد الفجر حتى الشروق كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.


أهم ملامح شخصيتها

أعظم امرأة بركة على قومها:

عن عائشة قالت: لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة فرأيتها كرهتها، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها مثل ما رأيت، فقالت جويرية: يا رسول الله، كان من الأمر ما قد عرفت فكاتبت نفسي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما هو خير من ذلك؟ فقالت: وما هو؟ قال: أتزوجك وأقضي عنك كتابتك، فقالت: نعم، قال: قد فعلت.

قالت {عائشة}: فبلغ المسلمين ذلك قالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق، قالت: فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت: فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.


حرة أبية.. تكره الرق والعبودية..

ويظهر هذا واضحا جليا حينما حاولت افتداء نفسها من الرق بالاكتتاب، فكاتبت على نفسها واتفقت مع ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها، رغم أنها لم تكن تملك ما تفك به نفسها؛ إذ أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يعينها على المكاتبة.

حليمة.. تعتق من حر مالها..

عن مجاهد عن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك.

ومن الذاكرات..

فقد ورد أنها كانت تذكر الله من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهي في مصلاها، ثم رجع حين تعالى النهار وهي ما زالت في مكانها تذكر الله، فقال لها: لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟ فأجابته: نعم، فقال لها صلى الله عليه وسلم: قد قلت بعدكِ أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، وذكر باقي الحديث وهو سيرد قريبا.


بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم
أفطري..

عن أبي أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: تريدين أن تصومي غدا؟ قالت: لا، قال: فأفطري.


لم تزالي في مصلاك منذ خرجت..؟

عن بن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث - وكان اسمها برة فحول النبي صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة - قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في مصلاي، فرجع حين تعالى النهار وأنا فيه فقال: لم تزالي في مصلاك منذ خرجت؟ قلت: نعم، قال: قد قلت أربع كلمات ثلاث مرات لو وزن بما قلت لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.


وعن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت: أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار فقال: ما زلت قاعدة؟ قالت: قلت: نعم، قال: ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أو لو وزن بهن وزنتهن؟

سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات.


ألم أعظم صداقك..؟

عن مجاهد قال: قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أزواجك يفخرن عليّ، يقلن: لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت ملك يمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين رقبة من قومك؟


هل من طعام..؟

عن ابن شهاب أن عبيد بن السباق قال: إن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال: هل من طعام؟ قالت: لا والله يا رسول الله، ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة، فقال: قربيه فقد بلغت محلها.


بعض المواقف من حياتها مع الصحابة

مع عمر وفرضه لها ستة آلاف:

عن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض في ستة آلاف ستة آلاف وفرض لأمهات المؤمنين في عشرة آلاف عشرة آلاف، ففضل عائشة بألفين لحب النبي صلى الله عليه وسلم إياها إلا السبيتين صفية بنت حيى وجويرية بنت الحارث فرض لهما ستة آلاف، وفرض لنساء من نساء المؤمنين في ألف ألف منهن أم عبد.


بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم


عن الطفيل بن أخي جويرية عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لبس الحرير في الدنيا لبسه الله ثوبا من نار.


عن مولى لجويرية عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يأكل الطعام حتى يذهب فورة دخانه.


أثرها في الآخرين


عن المهاجر أبي الحسن عن كلثوم بن عامر أن جويرية بنت الحارث توضأت فأردت أن أتوضأ بفضل وضوئها فنهتني، ففي هذا النهي تعليم لكلثوم رضي الله


بعض كلماتها


قال ابن عمر: و حدثني حزام بن هشام عن أبيه قال: قالت جويرية بنت الحارث: رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدا من الناس حتى قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فلما أعتقني وتزوجني والله ما كلمته في قومي حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم، وما شعرت إلا بجارية من بنات عمي تخبرني الخبر فحمدت الله عز و جل.


الوفاة
قال ابن عمر: وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال: توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين في إمارة معاوية، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة.


قال بن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته - وكانت مولاة جويرية بنت الحارث - عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة عشرين سنة، قالت: توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.


توفيت في ربيع الأول سنة ست وخمسين.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:29

أم أيمن



هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن. وهي أم أيمن غلبت عليها كنيتها كنيت بابنها أيمن بن عبيد وهي بعد أم أسامة بن زيد.


وقد أسلمت قديما أول الإسلام وهاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:


من المواقف الرائعة والتي حدثت بين أم أيمن والرسول ( صلي الله عليه وسلم ) أنه لما حضرت بنت الرسول الله (صلى الله عليه وسلم) صغيرة فأخذها رسول الله( صلى الله عليه وسلم) فضمها إلى صدره ثم وضع يده عليها فقضت وهي بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبكت أم أيمن فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أم أيمن أتبكين ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندك فقالت مالي لا أبكي ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبكي فقال رسول الله إني لست أبكي ولكنها رحمة ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل.


وقالت أم أيمن (رضي الله عنها ): قام النبي ( صلى الله عليه و سلم) من الليل إلي فخارة من جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل و أنا عطشى فشربت ما في الفخارة و أنا لا أشعر فلما أصبح النبي( صلى الله عليه و سلم) قال: يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فاهريقي ما فيها قلت: قد و الله شربت ما فيها قال: فضحك رسول الله( صلى الله عليه و سلم) حتى بدت نواجذه ثم قال: أما أنك لا يفجع بطنك بعده أبدا.


وكان رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يقول لأم أيمن: يا أمه و كان إذا نظر إليها قال: هذه بقية أهلي بيتي.


وقد روت عن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) العديد من الأحاديث منها " عن أم أيمن رضي الله عنها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوصى بعض أهل بيته فقال: لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج ولا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر وإياك والمعصية فإنها تسخط الله لا تنازعن الأمر أهله وإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل".

وعن أم أيمن قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لا يقطع السارق إلا في حجفة ) وقومت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دينارا أو عشرة دراهم.


من مواقفها مع الصحابة رضي الله عنهم:

لها موقف مع أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) يرويه أنس فيقول:كان الرجل يجعل للنبي (صلى الله عليه وسلم) النخلات حتى افتتح قريظة والنضير وإن أهلي أمروني أن آتي النبي (صلى الله عليه وسلم) فاسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أعطاه أم أيمن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول كلا والذي لا إله إلا هو لا يعطيكم وقد أعطانيها أو كما قالت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لك ذلك ). وتقول كلا والله حتى أعطاها - حسبت أنه قال - عشرة أمثاله أو كما قال.


قال أبو بكر( رضي الله عنه) بعد وفاة رسول الله( صلى الله عليه وسلم) لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله (صلى الله عليه وسلم) فقالت ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.

من كلماتها:


وعن أم أيمن رضي الله عنهما قالت " ما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شكا صغيرا ولا كبيرا جوعا ولا عطشا كان يغدو فيشرب من ماء زمزم فأعرض عليه الغداء فيقول: لا أريده أنا شبع"

وقالت أم أيمن يوم قتل عمر: اليوم وهى الإسلام.

وقالت أم أيمن ترثي النبي (صلى الله عليه وسلم )...

عين جودي فإن بذلك للدمع... شفاء فأكثري م البكاء...

حين قالوا الرسول أمسى فقيد... ميتا كان ذاك كل البلاء

وابكيا خير من رزئناه في الدني... ومن خصه بوحي السماء...

بدموع غزيرة منك حتى... يقضي الله فيك خير القضاء...

فلقد كان ما علمت وصول... ولقد جاء رحمة بالضياء...

ولقد كان بعد ذلك نور... وسراجا يضيء في الظلماء...

طيب العود والضريبة والمعدن... والخيم خاتم الأنبياء.


وفاتها:

اختلف في وفاتها قال ابن كثير "وتوفيت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) بخمسة أشهر وقيل ستة أشهر وقيل أنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب"

وجاء في مستدرك الحاكم "توفيت أم أيمن مولاة رسول الله( صلى الله عليه و سلم) و حاضنته في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه".
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:33

أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم



هي أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمها خديجة بنت خويلد.

تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله" "تبت يدا أبي لهب" قال له أبوه أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فلم تزل بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأم كلثوم أسن من رقية ومن فاطمة. وخالفه غيره والصحيح أنها أصغر من رقية لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج رقية من عثمان فلما توفيت زوجه أم كلثوم وما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى والله أعلم.

إسلامها:

أسلمت حين أسلمت أمها، وبايعت رسول الله مع أخواتها حين بايعه النساء، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع فاطمة وغيرها من أولاد النبي صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.

وعن قتادة بن دعامة قال: تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عتيبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله عز وجل { تبت يدا أبي لهب } قال أبو لهب لابنيه عتيبة و عتبة: رأسي من رأسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد وقالت أمهما بنت حرب بن أمية وهي حمالة الحطب: طلقاهما يا بني فإنهما قد حبتا فطلقاهما.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

وعن ابن عباس رضي الله عنه عنهم: عن أم كلثوم بنت النبي الله صلى الله عليه و سلم أنها قالت:

يا رسول الله زوجي خير أو زوج فاطمة؟ قالت: فسكت النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال:زوجك ممن يحب الله ورسوله و يحبه الله ورسوله فولت فقال له: هلمي ماذا قلت؟ قال: قلت: زوجي ممن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال: نعم وأزيدك دخلت الجنة فرأيت منزله ولم أر أحدا من أصحابي يعلوه في منزله.

زواجها:

لما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله وكانت بكرا وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.

وروى سعيد بن المسيب: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عثمان بعد وفاة رقية مهموما لهفان فقال له: " ما لي أراك مهموما " قال: يا رسول الله وهل دخل على أحد ما دخل علي ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عندي وانقطع ظهري وانقطع الصهر بيني وبينك. فبينما هو يحاوره إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عثمان هذا جبريل عليه السلام يامرني عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها ". فزوجه إياها.

لما زوج النبي بنته أم كلثوم بعثمان قال لها إن بعلك أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد.

وتقول أم عياش أن رسول الله قال ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء.

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال لعثمان يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها.

وفاتها:

توفيت في شعبان في السنة التاسعة من الهجرة.

وعن أم عطية-قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته أم كلثوم. فقال ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر. واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور. فإذا فرغتن فآذنني ) فلما آذناه. فألقى إلينا حقوه. وقال ( أشعرنها إياه).

توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرها ونزل في حفرتها علي والفضل وأسامة.

وعن أبي أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } ثم لا أدري أقال بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله أم لا.

وعن أنس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالساً على قبرها يعني أم كلثوم وعيناه تدمعان فقال: "فيكم أحد لم يقارف الليلة". فقال أبو طلحة: أنا قال: "انزل".
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:34

أم عمارة نسيبة بنت كعب



مقدمة
هي أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن النجار وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد ابن عاصم.

شهدت نسيبة بنت كعب أم عمارة وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها: حبيب وعبد الله ابنا زيد العقبة وشهدت هي وزوجها وابناها أُحدًا.

عن محمد بن إسحاق قال وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا إحداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة وكانت تشهد الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت معه أحدا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيدا.


من ملامح شخصيتها:
حبها للنبي صلى الله عليه وسلم: ويظهر ذلك في القتال دونه يوم أحد وأيضا لما سألته مرافقته في الجنة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد لزيد بن عاصم) بارك الله عليكم من أهل البيت مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت قالت ادع الله أن نرافقك في الجنة فقال اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة فقالت ما أبالي ما أصابني من الدنيا.

صبرها:

وذلك عندما قتل مسيلمة ابنها قالت (لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته.

وابنها حبيب هو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الحنفي صاحب اليمامة فكان مسيلمة إذا قال له: أتشهد أن محمدا رسول الله قال: نعم وإذا قال: أتشهد أني رسول الله قال: أنا أصم لا أسمع ففعل ذلك مرارا فقطعه مسيلمة عضوا عضوا فمات شهيدا رضي الله عنه.

جهادها:

وشهدت العقبة وبايعت ليلتئذ ثم شهدت أحدا والحديبية وخيبر والقضية والفتح وحنينا واليمامة.

وكانت تشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشهدت بيعة العقبة وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم ومع ابنها حبيب وعبد الله في قول ابن إسحاق. وشهدت بيعة الرضوان وشهدت يوم اليمامة فقاتلت حتى أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة.

وعن أم سعد بنت سعد بن الربيع قالت: رأيت نسيبة بنت كعب ويدها مقطوعة فقلت له: متى قطعت يدك؟ قالت: يوم اليمامة كنت مع الأنصار فانتهينا إلى حديقة فاقتتلوا عليها ساعة حتى قال أبو دجانة الأنصاري واسمه: سماك ابن خرشة: أحملوني على الترسة حتى تطرحوني عليهم فأشغلهم فحملوه على الترسة وألقوه فيهم فقاتلهم حتى قتلوه رحمه الله قالت: فدخلت وأنا أريد عدو الله مسيلمة الكذاب فعرض الي رجل منهم فضربني فقطع يدي فو الله ما عرجت عليها ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولا وابني يمسح سيفه بثيابه فقلت له: أقتلته يا بني؟ قال: نعم يا أماه فسجدت لله شكرا قال: وابنها هو: عبد الله بن زيد بن عاصم.


من مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم:
موقفها في غزوة أحد:

شهدت أم عمارة بنت كعب أحدا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم بشن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا وجرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف فكانت أم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول دخلت عليها فقلت حدثيني خبرك يوم أحد قالت خرجت أول النهار إلى أحد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خلصت إلي الجراح قالت فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف فقلت يا أم عمارة من أصابك هذا قالت أقبل بن قميئة وقد ولى الناس عن رسول الله يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان فكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا وكانت تقول إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها فداوته سنة ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عمارة بن غزية قال قالت أم عمارة قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرأى رجلا موليا معه ترس فقال لصاحب الترس ألق ترسك إلى من يقاتل فألقى ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله فيقبل رجل على فرس فضربني وتترست له فلم يصنع سيفه شيئا وولى وأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح بابن أم عمارة أمك أمك قالت فعاونني عليه حتى أوزدته شعوب أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني وجعل الدم لا يرقأ فقال رسول الله اعصب جرحك فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح فربطت جرحي والنبي واقف ينظر إلي ثم قالت انهض بني فضارب القوم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة قالت وأقبل الرجل الذي ضرب ابني فقال رسول الله هذا ضارب ابنك قالت فأعترض له فأضرب ساقه فبرك قالت فرأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه وقال استقدت يا أم عمارة ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتينا على نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي ظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينك أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول شهدت أحدا مع رسول الله فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه فقال بن أم عمارة قلت نعم قال ارم فرميت بين يديه رجلا من المشركين بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرا والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر يتبسم ونظر جرح أمي على عاتقها فقال أمك أمك اعصب جرحها بارك الله عليكم من أهل البيت مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت قالت ادع الله أن نرافقك في الجنة فقال اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة فقالت ما أبالي ما أصابني من الدنيا.

وعن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قال أتى عمر بن الخطاب بمروط فكان فيها مرط جيد واسع فقال بعضهم إن هذا المرط لثمن كذا وكذا فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد قال وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر فقال أبعث به إلى من هو أحق به منها أم عمارة نسيبة بنت كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم أحد ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني.

وعن أم عمارة بنت كعب الأنصارية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال كلي فقالت إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا وربما قال حتى يشبعوا.

وقالت أم عمارة الأنصارية: أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت هذه الآية { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات } الآية.

وفاتها:

توفيت أم عمارة في خلافة عمر- رضي الله عنهما عام 13هـ.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:35

أم معبد الخزاعية



هي أم معبد الخزاعية عاتكة بنت خويلد بن خالد، قال عبد الملك: إن أم معبد هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلمت.

موقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفها له:

يقول حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة إلى المدينة مهاجرا هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ": ما هذه الشاة يا أم معبد ". قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: " هل بها من لبن ". قالت: هي أجهد من ذلك قال: " أتأذنين لي أن أحلبها ". قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم ثم أراحوا ثم حلب ثانيا فيها بعد ذلك حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها وبايعها وارتحلوا عنها.

فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا، مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد.

قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، مبتلج (مشرق) الوجه حسن الخلق، لم تعبه ثجلة (ضخامة البطن) ولم تزر به صعلة (لم يشنه صغر الرأس) وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف (طويل شعر الأجفان)، وفي صوته صحل (رخيم الصوت) أحور أكحل أرج أقرن شديد سواد الشعر، في عنقه سطح (ارتفاع وطول) وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، وكأن منطقة خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر (لا عي فيه ولا ثرثرة في كلامه) أجهر الناس وأجملهم من بعيد، وأحلاهم وأحسنهم من قريب، ربعة (وسط مابين الطول والقصر) لا تشنؤه (تبغضه) من طول ولا تقتحمه عين (تحتقره) من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً له رفقاء يخصون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود (يسرع أصحابه في طاعته)، محشود (يحتشد الناس حوله) لا عابث ولا منفذ (غير مخزف في الكلام).

قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

موقفها مع ابنها:

أتت أم معبد المدينة بعد ذلك بما شاء الله ومعها ابن صغير قد بلغ السعي فمر بالمدينة على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلم الناس على المنبر فانطلق إلى أمه يشتد فقال له: يا أمتاه إني رأيت اليوم الرجل المبارك فقالت له: يا بني ويحك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم:

تقول أم معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: "اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:37

حليمة السعدية




هي حليمة بنت أبي ذؤيب واسم أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة، أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فهي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه، واسم أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاع يعني زوج حليمة الحارث بن عبد العزى...
أخذها للنبي صلى الله عليه وسلم وإرضاعه:


وعن حليمة رضي الله عنها قالت: قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء فقدمت على أتان قمراء كانت أذمت بالركب ومعي صبي لنا وشارف لنا والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك ما يجد في ثديي ما يغنيه ولا في شارفنا ما يغذيه. فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قيل: يتيم تركناه وقلنا: ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه!
إنما نرجو المعروف من أب الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا، فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري فلم أجد غيره قلت لزوجي الحارث بن عبد العزى: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه. فقال: لا عليك. فذهبت فأخذته فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن وشرب أخوه حتى روى وقام صاحبي إلى شارفي تلك فإذا بها حافل فحلب ما شرب وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة فقال لي صاحبي: يا حليمة والله إني لأراك أخذت نسمة مباركة...

وكانت رضي الله عنها عندما وقفت على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله قال لها: من أنت؟ قالت: امرأة من بني سعد قال: فما اسمك؟ قالت: حليمة فقال: بخ بخ سعد وحلم هاتان خلتان فيهما غناء الدهر.

بعض ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في بيتها:


عن ابن عباس قال: خرجت حليمة تطلب النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجدت البهم تقيل، فوجدته مع أخته فقالت: في هذا الحر؟ فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرا، رأيت غمامة تظلل عليه، إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، حتى انتهى إلى هذا الموضع...
وبينما هو يلعب و أخوه يومًا خلف البيوت يرعيان بَهْمًا لنا، إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي و لأبيه: أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقا بطنه فخرجنا نشتد فانتهينا إليه وهو قائم منتقع لونه فاعتنقه أبوه واعتنقته، ثم قلنا: مالك أي بني؟ قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فاضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا قالت: فاحتملناه ورجعنا به قالت: يقول أبوه: يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف قالت: فرجعنا به فقالت ما يردكما به فقد كنتما حريصين عليه؟ قالت: فقلت: لا والله أن كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا ثم تخوفنا الأحداث عليه، فقلنا: يكون في أهله فقالت أمه: والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره قالت: فتخوفتما عليه، كلا والله إن لابني هذا شأنا ألا أخبركما عنه؟ إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف علي ولا أعظم بركة منه ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعا يده بالأرض رافعا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا بشأنكما...

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:


عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم لحما فأقبلت امرأة بدوية فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه فقلت من هذه قالوا هذه أمه التي أرضعته.
وقال ابن سعد في الطبقات: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة.

وقد رأت حليمة السعدية من النبي صلى الله عليه وسلم الخير والبركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنيها.

وفاتها رضي الله عنها:


عمّرت رضي الله عنها دهرًا ولم يعرف تحديدًا سنة وفاتها.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:40

خولة بنت ثعلبة


خولة بنت ثعلبة ويقال خويلة. وخولة أكثر وقيل خولة بنت حكيم وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة

أهم ملامح شخصيتها:

1- التقوى والخوف من الله والبحث والتحري عن الأحكام الشرعية ويظهر ذلك من موقفها مع زوجها عندما أراد أن يجامعه.

ففي ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين، شجار بينهما، لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس "أنت علي كظهر أمي!...فقالت: والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغه، ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه،وبذلك القسم،يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة، وتشتت الحب والرضا الذين كانا ينعمان بهما..

وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خوله، قررت أن تذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكيف لا وهي تعيش في مدينته، وهي قريبه منه وبجواره. وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها، ويعود البيت الهانئ لما كان عليه دوما في السابق، ويلتم شمل الأسرة السعيدة..

2-الجرأة في الحق ونري ذلك في حوارها مع عمر بن الخطاب:

فقد خرج عمر ( رضي الله عنه ) من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه السلام وقالت هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد. ومن خاف الموت خشي عليه الفوت.

فقال الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها أما تعرفها فهذه خولة بنت حكيم امرأة أوس بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات فعمر والله أحق أن يسمع لها.

3-بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها، وتبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

لخولة بنت ثعلبة ( رضي الله عنها ) حوار قد تجلي فيه قمة التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمراقبة والخوف من الله عز وجل ؛ وهو ما كان يهدف الوصول إليه (رسول الله ( صلي الله عليه وسلم). وهو حوار الظهار.

عن خويلة بنت ثعلبة قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت: كنت عنده وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه قالت: فدخل عليَّ يوما فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت علي كظهر أمي قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل علي فإذا هو يريدني عن نفسي قالت: قلت كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه قالت: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: [يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه].

قالت: فو الله ما برحت حتى نزل فيَّ قرآن فتغشى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان يتغشاه ثم سري عنه فقال لي: [يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنا ـ ثم قرأ علي "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" {من سورة المجادلة} قالت: فقال لي رسول الله {صلى الله عليه وسلم } مريه فليعتق رقبة [ قالت: فقلت يا رسول الله ما عنده ما يعتق قال: فليصم شهرين متتابعين، قالت: فقلت والله إنه لشيخ كبير ما به من صيام، قال: فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر، قالت: فقلت والله يا رسول الله ما ذاك عنده قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنا سنعينه بعرق من تمر، قالت: فقلت يا رسول الله وأنا سأعينه بعرق آخر، قال: قد أصبتِ وأحسنتِ، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا قالت: ففعلت.

ونخرج من قصة تلك الصحابية المباركة بعدة فوائد منها:

أولاً: رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال: أنت علي كظهر أمي؛ وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية..

ثانيا: رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها.. يتجلى ذلك في قولها: إن أوْسا ظَاهَرَ مني، وإنا إن افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه، وقدمت صحبته.

ثالثا: رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي والذي بيده الأمر..

ولولا رجاحة عقل خولة، وحكمة تصرفها، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها، ولما كانت سببا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعا إلى يوم القيامة. وهذا التشريع العظيم هو: حل مشكلة الظهار..

ومن كلماتها يوم اليرموك:

وقد استقبل النساء من انهزم من سرعان الناس يضربنهم بالخشب والحجارة وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول...

يا هاربا عن نسوة تقيات...

فعن قليل ما ترى سبيات...

ولا حصيات ولا رضيات.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:43

رقية بنت النبى صلى الله عليه وسلم



رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنهم.

رقية بنت سيد البشر (صلى الله عليه وسلم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية.

كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب وكانت دون العاشرة وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب فلما نزلت سورة تبت قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخل بهما كرامة من الله تعالى وهوانا لابني أبي لهب.

إسلامها وهجرتها إلي الحبشة:

وقد أسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي وأخواتها حين بايعه النساء

وولدت السيدة رقية وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث وثلاثين وبعث النبي وعمره أربعين وأسلمت رقية مع أمها خديجة فعلى هذا يكون عمرها عند إسلامها سبع سنوات.

وكانت تكنى بأم عبد الله وتكنى بذات الهجرتين (هجرة الحبشة وهجرة المدينة)

ولما أراد عثمان بن عفان رضي الله عنه الخروج إلى أرض الحبشة قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: اخرج برقية معك قال: أخال واحد منكما يصبر على صاحبه ثم أرسل النبي صلى الله عليه و سلم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقال: إئتني بخبرهما فرجعت أسماء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و عنده أبو بكر رضي الله عنه فقالت: يا رسول الله أخرج حمارا موكفا فحملها عليه و أخذ بها نحو البحر فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): يا أبا بكر إنهما لأول من هاجر بعد لوط و إبراهيم عليهما الصلاة و السلام.

زواجها من عثمان رضي الله عنه:

شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو (عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب. ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل ربه القبول.

ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به.

وفاتها:

وتوفيت السيدة رقية (رضي الله عنها وأرضاها ) عند عثمان بن عفان مرجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بدر ودفنت بالمدينة وذلك أن عثمان استأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في التخلف عند خروجه إلى بدر لمرض ابنته رقية وتوفيت رقية يوم قدوم زيد بن حارثة العقيلي من قبل يوم بدر.

توفيت ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع.

رحم الله رقية بطلة الهجرتين، وصلاة وسلاماً على والدها في العالمين ورحم معها أمها وأخواتها وابنها وشهداء بدر الأبطال، وسلام عليها وعلى المجاهدين الذين بذلوا ما تسع لهم أنفسهم به من نصره لدين الله ودفاع عن كلمة الحق والتوحيد إلى يوم الدين، و السعي إلى إعلاء كلمة الله..
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:46

رملة بنت أبي سفيان
رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) اختلف في اسمها فقيل: رملة وقيل: هند والمشهور رملة وهو الصحيح عند جمهور أهل العلم بالنسب والسير والحديث والخبر.

الهجرة والمحنة:

أسلمت رضي الله عنها قديما بمكة وما أن اشتد الأذى من المشركين علي الصحابة في مكة، فأذن الرسول صلي الله عليه وسلم للمستضعفين بالهجرة إلي الحبشة، فهناجرت أم حبيبة مع زوجها عبد الله بن جحش، فاقد تحملت أم حبيبة أذي قومه، وهجر أهله، والغربة عن وطنها وديارها من أجل دينها وإسلامها... وبعد أن استقرت في الحبشة جاءتها محنة جديدة أشد وأقوي، فقد ارتد زوجها عن الإسلام وتنصر، وتقول أم حبيبة ( رضي الله عنها ) " رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسود صورة ففزعت، فأصبحت فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به، وأكب علي الخمر حتى مات.

زواج أم حبيبة من الرسول صلي الله عليه وسلم:

علم الرسول - صلى الله عليه وسلم- بما جرى لأم حبيبة، فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها، ففرحت أم حبيبة، وصدقت رؤياها، فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار، ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص، وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام. وبهذا الزواج خفف الرسول من عداوته لبني أمية، فعندما علم أبو سفيان زواج الرسول من ابنته رملة، قال: ذاك الفحل، لا يقرع أنفه! ويقصد أن الرسول رجل كريم، وبهذه الطريقة خفت البغضاء التي كانت في نفس أبي سفيان على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، كما أن في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، لأنها تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة و صفاء النفوس بين المتخاصمين.

أهم ملامح شخصيته:

تمتعت أم المؤمنين أم حبيبة بصفات عظيمة جعلت النبي (صلي الله عليه وسلم) يتزوجها، وتنال هذا المكانة والتي تحلم بها كل امرأة ومن هذه الصفات:

1- الصبر والثبات على الحق.فقد تزوجت قبل الإسلام من عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي ثم أسلما معاً وهاجرا إلى الحبشة، وولدت له حبيبة، وبعد مدة تنصر زوجها ومات، وثبتت هي على الإسلام.

2- الموالاة لله ولرسوله فقط ونري ذلك في موثقها مع أبي سفيان، عندما ذهب إلي المدينة سنة ثماني من الهجرة حتى يجدد صلح الحديبية.

فقد خرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوته فقال يا بنيتى ما أدري أرغبت بهذا الفراش عنى أم رغبت بي عنه قالت هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم.

3- الكرم. ونري هذه الصفة واضحة عندما أخبرت أبرهة وهي جارية حبشية كانت تخدم النجاشي أم حبيبة بنبأ الرسالة والتي بعث بها رسول الله يطلب فيها تزويجه من أم حبيبة.

ففرحت أم حبيبة وأعطت الجارية [ أبرهة] سوارين من فضة و خدمتين كانتا في رجليها و خواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها به.

من مواقفها مع الرسول:

ولها مواقف عديدة مع الرسول ( صلي الله عليه وسلم )، فهي زوجته وتحبه أكثر من نفسها وتحرص علي أن تنال العلم والحكمة منه ( صلي الله عليه وسلم )

قالت أم المؤمنين أم حبيبة يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال ( أو تحبين ذلك ). فقلت نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في الخير أختي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن ذلك لا يحل لي ). قلت فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة؟ قال ( بنت أم سلمة ). قلت نعم فقال ( لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي أنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن.

وقالت أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم أمتعني بزوجي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودات وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل.

من مواقفها مع الصحابة:

كان لأم المؤمنين أم حبيبة مواقف مع الصحابة رضوان الله عليهم تنم عن قلب طاهر وكبير، يسع حبه كل الناس.فعن عائشة قالت دعتني أم حبيبة عند موتها فقالت قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فتحللينني من ذلك فحللتها واستغفرت لها فقالت لي سررتني سرك الله وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك . فأم حبيبة ( رضي الله عنها) تريد أن تلقي الله عزوجل وما هناك أحد بينها وبينه شيء.

ولها موقف مشرف يوم أحاط الثوار بدار عثمان بن عفان، فعندما أشرف عثمان على آل حزم وهم جيرانه فسرح ابنا لعمرو إلى علي بأنهم قد منعونا الماء فإن قدرتم أن ترسلوا إلينا شيئا من الماء فافعلوا وإلى طلحة وإلى الزبير وإلى عائشة رضي الله عنها وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكان أولهم إنجادا له علي وأم حبيبة جاء علي في الغلس فقال يأيها الناس إن الذي تصنعون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين لا تقطعوا عن هذا الرجل المادة فإن الروم وفارس لتأسر فتطعم وتسقي وما تعرض لكم هذا الرجل فبم تستحلون حصره وقتله قالوا لا والله ولا نعمة عين لا نتركه يأكل ولا يشرب فرمى بعمامته في الدار بأني قد نهضت فيما أنهضتني فرجع وجاءت أم حبيبة على بغلة لها برحالة مشتملة على إداوة فقيل أم المؤمنين أم حبيبة فضربوا وجه بغلتها فقالت إن وصايا بني أمية إلى هذا الرجل فأحببت أن ألقاه فأسأله عن ذلك كيلا تهلك أموال أيتام وأرامل قالوا كاذبة وأهووا لها وقطعوا حبل البغلة بالسيف فندت بأم حبيبة فتلقاها الناس وقد مالت رحالتها فتعلقوا بها وأخذوها وقد كادت تقتل فذهبوا بها إلى بيتها.

أثر الرسول في تربيتها:

هناك موقف يذكرها التاريخ لأم المؤمنين أم حبيبة ( رضي الله عنه ) يظهر فيها أثر الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) في تربيتها:

وخرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوته فقال يا بنيتى ما أدري أرغبت بهذا الفراش عنى أم رغبت بي عنه قالت هذا فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت رجل مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراش النبي (صلى الله عليه وسلم). ما أجمله من موقف من أم المؤمنين أم حبيبة ( رضي الله عنها ) فهي لا تريد أن يجلس أبوها أبو سفيان علي فراش رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وهو ما يزال علي كفره.

وهو موقف يبين مدى تمسكها بدينها وأن رابطة الدين عندها أقوى من رابطة الدم حتى و لو كان أباها في وقت كانت العرب تقول فيه (كل فتاة بأبيها معجبة).

من الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحل لامرأة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشر.

وعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بني الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما برحت أصليهن بعد"

وعن أم حبيبة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم " من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بهن بيت في الجنة

وقالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار.

وعن أم حبيبة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب.

الوفاة:

توفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين.

ودفنت بالبقيع.رضي الله عن الصحابية الجليلة أم حبيبة بنت أبي سفيان.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:47

زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر ابن أسد بن خزيمة. وأمها أميمة عمة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم وكانت زينب بنت جحش رضي الله عنها من المهاجرات الأُول وكانت كثيرة الخير والصدقة وكان اسمها أولا بره فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب وكانت تكنى بأم الحكم قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة. وكانت من سادة النساء ديناً وورعاً وجوداً ومعروفاً رضي الله عنها. تزوجها الرسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة درهم وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها أنزل الله تبارك وتعالى: "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا"

وأولم على زينب بنت جحش بشاة واحدة فكفت الناس قال أنس ابن مالك: ولم نره أولم على امرأة من نسائه بأكثر من ذلك.

من ملامح شخصيتها:

لقد كان زينب بنت جحش صوامة قوامة كثيرة الصدقة تعمل بيدها وتتصدق كما قالت عنها السيدة عائشة وكان يقال لها: أم المساكين. ولما حضرتها الوفاة قالت إني قد أعددت كفني فإن بعث لي عمر بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بحقوتي فافعلوا. ـ وعن عائشة قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه: " يتبعني أطولكن يدا " فكنا إذا اجتمعنا بعده نمد أيدينا في الجدار، نتطاول ; فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب، وكانت امرأة قصيرة، لم تكن - رحمها الله - أطولنا ; فعرفنا أنما أراد الصدقة. <217>

وكانت من صناع اليد، فكانت تدبغ، وتخرز، وتصدق.

ـ وعن برزة بنة رافع قالت لما جاء العطاء بعث عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها فلما دخل عليها قالت غفر الله لعمر لغيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني قالوا هذا كله لك

قالت سبحان الله واسترت دونه بثوب وقالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا فصبوه وطرحوا عليه ثوبا فقالت لي أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي إلى آل فلان وآل فلان من أيتامها وذوي رحمها فقسمته حتى بقيت منه بقية فقالت لها برزة غفر الله لك والله لقد كان لنا في هذا حظ قالت فلكم ما تحت الثوب قالت فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يديها فقالت اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا قال فماتت.

من مواقفها مع النبي صلى الله عليه وسلم:

قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حد كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر..

وعن جابر قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم "إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يضمر ( أي يضعفه ويعلله ) ما في نفسه ".

وعن صفية بنت حيي أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فبرك بصفية جملها فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبروه فجعل يمسح دموعها بيده وهي تبكي وهو ينهاها فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: " افقري أختك جملا " - وكانت من أكثرهن ظهرا - فقالت: أنا أفقر يهوديتك فغضب صلى الله عليه وسلم فلم يكلمها حتى رجع إلى المدينة ومحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه فلما كان ربيع الأول دخل عليها فلما رأته قالت: يا رسول الله ما اصنع قال: وكان لها جارية تخبئها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فلانة لك. قال: فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سريرها وكان قد رفع فوضعه بيده ورضي عن أهله.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

موقفها مع زيد بن حارثة عن أنس قال لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة اذهب فأذكرني لها فلما قال ذلك عظمت في نفسي فذهبت إليها فجعلت ظهري إلى الباب فقلت يا زينب بعثني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أوامر ربي عز وجل فقامت إلى مسجد لها فأنزل الله عز وجل هذه الآية فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بغير إذن. موقفها مع السيدة عائشة: ـ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها لما تكلم الناس في حادث الإفك سأل الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش عن أمري. فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيراً وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.
ـ وقال عطاء، عن عبيد بن عمير يقول: سمعت عائشة تزعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمكث عند زينب بنت جحش، ويشرب عندها عسل. فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها، فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير! فدخل على إحداهم، فقالت له ذلك. قال: بل شربت عسلا عند زينب، ولن أعود له. فنزل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إلى قوله: إِنْ تَتُوبَا - يعني: حفصة وعائشة. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ قوله: بل شربت عسل.

ـ وهجر رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه شهرا و كان السبب في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذبح ذبحا فأمر عائشة أن تقسم بين أزواجه فأرسلت إلى زينب بنت جحش نصيبها فردته قال: [ زيديها] فزادتها ثلاثا كل ذلك ترده فقالت عائشة: قد أقمأت وجهك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [ أنتن أهون على الله من أن تغضبن لا أدخل عليكن شهرا ]! فدخل عليهن بعد مضي تسع و عشرون يوما. ـ بعض الأحاديث التي رواتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ). وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث..

ـ وأخبر عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن زينب بنت جحش قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إنها مستحاضة فقال تجلس أيام أقرائها ثم تغتسل وتؤخر الظهر وتعجل العصر وتغتسل وتصلي وتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل وتصليهما جميعا وتغتسل للفجر..

ـ وعن أم حبيبة أنها حدثته عن زينب بنت جحش قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضئون..

ما قيل عنها:

تقول السيدة عائشة: يرحم الله زينب لقد نالت شرف الدنيا الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها نبيه ونطق به القرآن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله: " أطولكن يدا أسرعكن لحوقا بي " فبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة.

ـ وعن عبد الله بن شداد أن رسول الله قال لعمر "إن زينب بنت جحش أواهة" قيل: يا رسول الله، ما الأواهة؟ قال: "الخاشعة، المتضرعة" ;إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ..

وفيها أنزلت آية الحجاب يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه فروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}. الآية..

الوفاة:

توفيت في سنة عشرين، وصلى عليها عمر. ودفنت بالبقيع..

ـ وعن ابن عمر لما ماتت بنت جحش أمر عمر مناديًا: ألا يخرج معها إلا ذو محرم. فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشا وغشته ثوب. فقال: ما أحسن هذا وأستره! فأمر مناديا، فنادى: أن اخرجوا على أمكم..

وقال عمر بن عثمان كان أبي يقول: توفيت زينب بنت جحش، وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:49

صفية بنت عبد المطلب
هي صفية بنت عبد المطلب ، الهاشمية. وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم وشقيقة حمزة. وأم حواري النبي -صلى الله عليه وسلم-: الزبير وأمها من بني زهرة.

تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب فتوفي عنها.

وتزوجها العوام. أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد فولدت له: الزبير والسائب وعبد الكعبة.

قصة إسلامها:

هي من المهاجرات الأول، ولا يُعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها، أو مع الزبير ولده؟..

من ملامح شخصيتها:

شجاعتها:

تظهر شجاعة السيدة صفية بنت عبد المطلب لما كانت في حصن فارع ورأت يهودي يطوف حول الحصن فنزلت إليه بعمود خيمتها وقتلته.

بعض المواقف من حياتها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ لقد بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ، وكانت عمّته صفية -رضي الله عنها- معهن، فكان لبيعتها أثرٌ واضح في حياته، بإيمانها بالله ورسوله، ومعروفها لزوجها، وحفاظها على نفسها،والأمانة والإخلاص في القول والعمل.

قال تعالى:( يا أيُّها النّبي إذا جاءَك المؤمناتُ يبايِعْنَكَ على أن لا يُشْركْنَ بالله شيئاً ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنينَ ولايَقْتُلن أولادهُنَّ ولا يأتيَن ببُهْتانٍ يفترينه بين أيْديهنَّ وأرجُلهنَّ ولا يَعْصينك في معروفٍ فبايعْهُنّ واستغفرْ لهُنَّ الله إنّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ )...

ـ لم تكن صفية -رضي الله عنها- لتنسى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول أيام إسلامه، لمّا نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقْربين).

قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:( يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئ، سلوني من مالي ما شئْتُمُ )000فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه...

ـ زعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر أخو مرحب فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول الله قال بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير فالتقيا، فقتله الزبير.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة:

أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها حمزة فلقيها الزبير فقال أي أمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي قالت ولم وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله فجاء الزبير فأخبره فقال خل سبيلها فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن...

بعض كلماتها:

ـ قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب:

أسائلة أصحاب أحد مخافة بنات أبي من أعجم وخبير

فقال الخبير إن حمزة قد ثوى وزير رسول الله خير وزير

دعاه إله الحق ذو العرش دعوة إلى جنة يحيا بها وسرور

فذلك ما كنا نرجي ونرتجي لحمزة يوم الحشر خير مصير

فوالله لا أنساك ما هبت الصبا بكاء وحزنا محضري ومسيري على أسد الله الذي كان مدرها يذود عن الإسلام كل كفور

فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي لدى أضبع تعتادني ونسور

أقول وقد أعلى النعي عشيرتي جزى الله خيرا من أخ ونصير

ـ فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها:

أرقت لصوت نائحة بليل على رجل بقارعة الصعيد

ففاضت عند ذلكم دموعي على خدي كمنحدر الفريد

على رجل كريم غير وغل له الفضل المبين على العبيد

على الفياض شيبة ذي المعالي أبيك الخير وارث كل جود

صدوق في المواطن غير نكس ولا شخت المقام ولا سنيد

طويل الباع أروع شيظمي مطاع في عشيرته حميد

رثائها للرسول صلى الله عليه وسلم:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا... وكنت بنا بَرَّا ولم تك جافيا

وكنت رحيما هاديا معلما... ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لعمرك ما أبكى النبي لفقده... ولكن لما أخشى من الهرج آتيا

كأن على قلبي لذكر محمد... وما خفت من بعد النبي المكاويا

أفاطم صلى الله رب محمد... على جدث أمسى بيثرب ثاويا

فدى لرسول الله أمي وخالتي... وعمي وآبائي ونفسي وماليا

صدقت وبلغت الرسالة صادقا... ومت صليب العود أبلج صافيا

فلو أن رب الناس أبقى نبينا... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا

عليك من الله السلام تحية... وأدخلت جنات من العدن راضيا

أرى حسنا أيتمته وتركته... يبكي ويدعو جده اليوم نائيا

وفاتها:

توفيت -رضي الله عنها- في خلافة عمر سنة عشرين...ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة... ودفنت في البقيع..
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:51

صفية بنت حيي بن أخطب
هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني اسرائيل من سبط هارون بن عمران. وأمها برة بنت سموأل

وقال أبو عمر كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة.

حالها في الجاهلية :

تزوجها قبل إسلامها: سلام بن أبي الحقيق ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وكانا من شعراء اليهود فقتل كنانة يوم خيبر عنها وسبيت وصارت في سهم دحية الكلبي فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عندها وأنها لا ينبغي أن تكون إلا لك فأخذها من دحية وعوضه عنها سبعة أرؤس.
ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت تزوجها وجعل عتقها صداقها.

روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج صفية بنت حيي أمهرها خادمه وهي رزينة.

من ملامح شخصيتها:

حبها للرسول صلى الله عليه وسلم :

عن عائشة قالت وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية بنت حيي فقالت لي هل لك أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني وأجعل لك يومي قلت نعم فأخذت خمارا لها مصبوغا فرشته بالماء ثم اختمرت به قال عفان لتفوح ريحه ثم دخلت عليه في يومها فجلست إلى جنبه فقال إليك يا عائشة فليس هذا يومك فقالت فضل الله يؤتيه من يشاء ثم أخبرته خبري قال عفان فرضي.

من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

كانت صفية مما اصطفى يوم خيبر وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله فقالت أختار الله ورسوله وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها ورأى بوجهها أثر خضرة قريبا من عينها فقال ما هذا قالت يا رسول الله رأيت في المنام قمرا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي واعتدت حيضة ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سليم عليكن صاحبتكن فامشطنها وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك قالت أم سليم وليس معنا فسطاط ولا سرادقات فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها وعطرتها قالت أم سنان الأسلمية وكنت فيمن حضر عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية مشطناها وعطرناها وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضإ ما يكون من النساء وما وجدت رائحة طيب كان أطيب من ليلتئذ وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله وقد نمصناها ونحن تحت دومة وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إليها فقامت إليه وبذلك أمرناها فخرجنا من عندهما وأعرس بها رسول الله هناك وبات عندها وغدونا عليها وهي تريد أن تغتسل فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت فسألتها عما رأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها وقال لها ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك فقالت خشيت عليك قرب يهود فزادها ذلك عند رسول الله. ولما دخلت صفية على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال لها لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه ولا تزر وازرة وزر أخرى فقال لها رسول الله اختاري فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك فقالت يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب وما لي فيها والد ولا أخ وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي قال فأمسكها رسول الله لنفسه

وعن علي بن الحسين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعنده أزواجه فرحن فقال لصفية بنت حيي ( لا تعجلي حتى أنصرف معك ). وكان بيتها في دار أسامة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها فلقيه رجلان من الأنصار فنظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجازا وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم (تعاليا إنها صفية بنت حيي). قالا سبحان الله يا رسول الله قال ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا )

وعن صفية بنت حيي: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش: " يا زينب أفقري أختك جملا " وكانت من أكثرهن ظهرا قالت: أنا أفقر يهوديتك!

فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة ومحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فلما رأت ظله قالت: هذا ظل رجل وما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم!

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأته قالت: يا رسول الله ما أصنع قالت: وكانت لها جارية تخبؤها من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: فلانة لك. قال: فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى سرير صفية وكان قد رفع فوضعه بيده ورضي عن أهله

وعن زيد بن أسلم قال اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهن فقال مضمضن فقلن من أي شيء فقال من تغامزكن بها والله إنها لصادقة عن ابن عباس: إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن النساء يعيرنني ويقلن لي يا يهودية بنت يهوديين! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد.

وعن صفية بنت حيي قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وبين يديها كوم من نوى فسالها ما هذا فقالت اسبح به يا رسول الله فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سبحت منذ قمت عنك اكثر من كل شيء سبحت فقالت كيف قلت قال قلت سبحان الله عدد ما خلق مواقفها مع الصحابة.

من مواقفها مع أمهات المؤمنين:

تقول أم سنان الأسلمية: لما نزلنا المدينة لم ندخل منازلنا حتى دخلنا مع صفية منزلها وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار فدخلن عليها متنكرات فرأيت أربعا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات زينب بنت جحش وحفصة وعائشة وجويرية فأسمع زينب تقول لجويرية يا بنت الحارث ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت جويرية كلا إنها من نساء قل ما يحظين عند الأزواج.

موقفها مع السيدة عائشة :

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفتها فلما خرجت خرج رسول الله على أثرها فقال كيف رأيتها يا عائشة قال رأيت يهودية قال لا تقولي هذا يا عائشة فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها.

موقفها مع سيدنا عمر:

روي أن جارية لها أتت عمر بن الخطاب فقالت إن صفية تحب السبت وتصل اليهود فبعث إليها فسألها عن ذلك فقالت أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها ثم قالت للجارية ما حملك على هذا قالت الشيطان قالت اذهبي فأنت حرة

موقفها مع سيدنا عثمان:

وعن كنانة قال كنت أقود بصفية لترد عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت ردوني لا يفضحني هذا قال الحسن في حديثه ثم وضعت خشبا من منزلها ومنزل عثمان تنقل عليه الماء والطعام

أثرها في الآخرين:

قالت صهيرة بنت جيفر: حججنا ثم انصرفنا إلى المدينة فدخلنا على صفية بنت حيي فوافقنا عندها نسوة من أهل الكوفة فقلن لها ان شئتن سألتن وسمعنا وان شئتن سألنا وسمعتن فقلنا سلن فسألن عن أشياء من أمر المرأة وزوجها ومن أمر المحيض ثم سألن عن نبيذ الجر فقالت أكثرتم علينا يا أهل العراق في نبيذ الجر وما على إحداكن ان تطبخ تمرها ثم تدلكه ثم تصفيه فتجعله في سقائها وتوكئ عليه فإذا طاب شربت وسقت زوجها

بعض الأحاديث التي روتها عن النبي صلى الله عليه وسلم:

عن بن صفوان عن صفية بنت حيي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وأخرهم ولم ينج أوسطهم قالوا يا رسول الله يكون فيهم المكره قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم

حديث صحيح دون قوله: " لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت

وعن صفية بنت حيي قالت ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رايته وقد ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فيضرب راسي مؤخرة الرحل فيمسني بيده ويقول يا هذه مهلا يابنت حيي مهلا حتى إذا جاء الصهباء قال أما إني أعتذر إليك ياصفية مما صنعت بقومك إنهم قالوا لي كذا وقالوا لي كذا

حدث مسروق عن صفية رضي الله عنها أنها قالت قمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إنه ليس من أزواجك أحد إلا لها قرابة أو عشيرة قال من توصي بي قال أوصي بك إلى علي.

وصيتها:

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال ورثت صفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض فأوصت لابن أختها وهو يهودي بثلثها قال أبو سلمة فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهم اتقوا الله وأعطوه وصيته فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألف درهم ونيف وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها.

وفاتها:

وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبرت بالبقيع

وعن عكرمة قال: ماتت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال إسحق: أظنه سماها صفية بنت حيي بالمدينة فأتيت ابن عباس فأخبرته فسجد فقلت له: أتسجد ولما تطلع الشمس؟ فقال ابن عباس: لا أم لك أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا رأيتم الآية فاسجدوا وأية آية أعظم من أمهات المؤمنين يخرجن من بين أظهرنا ونحن أحياء
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:53

عائشة بنت أبي بكر - أم المؤمنين ............الجزء الأول



مقدمة
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهر نسائه، وأمها أم رومان ابنة عامر الكنانية، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان.

كنيتها أم عبد الله، ولُقِّبت بالصِّدِّيقة، وعُرِفت بأم المؤمنين، وبالحميراء لغلبة البياض على لونها.

ولدت رضي الله عنها سنة تسع قبل الهجرة، ومن إشارة بعض المصادر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي عنها وعمرها ثماني عشرة سنة يتبين لنا أنها ولدت قبل الهجرة بسبع سنين وليس تسع، قال ابن الأثير في أسد الغابة: ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها ثمان عشرة سنة.


حالها في الجاهلية:

ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام ولم تدرك الجاهلية، وكانت من المتقدمين في إسلامهم.

إلا أن ابن إسحاق عند سرده أسماء من أسلم قديما من الصحابة رضي الله عنهم قال: ".. وعبيدة بن الحارث، وسعيد بن زيد، وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة".

وقد روى البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يديننا الدين".




قصة زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم
أولا: مرحلة الخطوبة:

{في بيت الصدق والإيمان ولدت، وفي أحضان والدين كريمين من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تربت، وعلى فضائل الدين العظيم وتعاليمه السمحة نشأت وترعرعت..

هذه هي عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها، وحسبها أن تكون ابنة أبي بكر الصديق ليُنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قلبه وبيته أعز مكان..

نشأت رضي الله عنها منذ نعومة أظفارها في ظل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وشهدت في طفولتها أشد المراحل التي مرت بالدعوة الإسلامية وما تعرض له المسلمون من أذى واضطهاد.

ولقد كانت عائشة ـ كغيرها من الأطفال ـ كثيرة اللعب والحركة، لها صويحبات تلعب معهن، كما أن لها أرجوحة تلعب عليها..

وقد تمت خطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت سبع سنين وتزوجها وهي بنت تسع.. ونظرًا لحداثة سنها فقد بقيت تلعب بعد زواجها فترة من الزمن..

روي عنها أنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب بالبنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان، فضحك.

كما روي عنها أنها قالت: تزوجني رسول الله وكنت ألعب بالبنات، وكن جواري يأتينني، فإذا رأين رسول الله عليه الصلاة واللام ينقمعن منه، وكان النبي يسر بهن إل.

ولذا كانت السيدة عائشة تنصح الآباء والأمهات أن يعطوا الأطفال حقهم في اللعب والحركة فتقول: "فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو"، فللطفل حاجات نفسية لا يتم إشباعها إلا باللعب واللهو والمرح، وهذا يساعد على النمو السليم المتكامل.

وقد ذكرت لنا رضي الله عنها كيف تمت هذه الخطوبة المباركة، بل إنها تذكر أدق ما فيها من تفاصيل؛ وما ذاك إلا لأنها تمثل لها أجمل وأحلى ذكرياتها التي تحن إليها، كيف لا وهي ذكريات لقائها بزوجها الحبيب الذي أحبته أعظم الحب، وعاشت معه أسعد السنوات، فإذن لتلك الذكريات في قلبها أعظم مكان وأربحه.

فنستمع إليها وهي تروي لنا هذه الخطبة المباركة فتقول: "لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوج؟ قال: ومن؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا؟ قال: مَن البكر ومَن الثيب؟ قالت: أما البكر فعائشة بنت أحب خلق الله إليك، وأما الثيب فسودة بنت زمعة، وقد آمنت بك واتبعتك.

فقال: اذكريهما علي، قالت: فأتيت أم رومان فقلت: يا أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: رسول الله يذكر عائشة، قالت: انتظري فإن أبا بكر آت. فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له فقال لها: قولي لرسول الله فليأت فجاء فملكها".

ثم إنها تعرض لنا رضي الله عنها الخطوة الثانية في هذه الخطبة فتقول: "فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي، فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب، فقلت: هه هه حتى ذهب نفسي، فأدخلتني بيتًا فإذا نسوة من الأنصار فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر".

وهكذا نلاحظ رواية عائشة لأدق تفاصيل تلك الخطبة الكريمة، خطبتها لرسول الله عليه الصلاة والسلام، حتى إنها لتذكر أنها كانت تلعب قبلها على الأرجوحة، بل إنها تذكر أنها قد لهثت وتتابعت أنفاسها بسبب جريها وسرعتها في تلبية نداء أمها، وإننا لنستشف من ذلك عظم مكانة تلك الذكريات عندها وتقديرها البالغ لأمها ـ رغم حداثة سنها ـ وذلك بترك اللعب مع الصويحبات والاستجابة للنداء.

وهذا ما ينبغي أن تربي الأمهات أطفالهن عليه، فللأم مكانة عظيمة واحترام كبير ينبغي أن يربى الطفل وينشأ عليه منذ نعومة أظفاره لتعظم في نفسه مكانة الأم، ولترسخ في ذهنه حقوقها عليه وواجبه تجاهها.

ولكن هل كان ما روته السيدة عائشة هو أول مراحل هذه الخطبة؟ لقد كان هذا ما تعتقده أم المؤمنين رضي الله عنها حتى حدثها رسول الله أن خطبته لها كانت وحيًا من الله تعالى.

فقد روي أنه عليه الصلاة والسلام قال لعائشة: "أُريتك في المنام ثلاث ليال، فجاءني لك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله يُمْضِه".

فلم يتزوج رسول الله بعائشة فور خطبتها؛ ولعل ذلك يرجع إلى صغر سنها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرض أن ينتزع الصبية اللطيفة من ملاهي صباها أو يثقل كاهلها بمسؤوليات الزوج وأعبائه، كما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً بالمصاعب الجمة التي مرت به.

وقد أحب رسول الله عليه الصلاة والسلام خطيبته الصغيرة كثيرًا، فكان يوصي بها أمها أم رومان قائلاً: "يا أم رومان، استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها"، وكان يسعده كثيرًا أن يذهب إليها كلما اشتدت به الخطوب، وينسى همومه في غمرة دعابتها ومرحها.

وقد أحبت السيدة عائشة زيارات رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وأسعدها "ألا يخطئ رسول الله أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار إما بكرة وإما عشية".

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر مع رفيقه أبي بكر الصديق إلى المدينة وخلفوا وراءهم في مكة آل النبي عليه الصلاة والسلام وآل أبي بكر، ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة أرسل من يحضر أهله وأهل أبي بكر.

وقد تعرضت الأسرتان في طريق الهجرة لمصاعب كثيرة وأخطار عديدة أنقذتهم منها العناية الربانية، من ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: "قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية ضعينة، فنفر جمل كنت عليه نفورًا منكرًا، فوالله ما أنسى قول أمي: يا عُريسة، فركب بي رأسه ـ كناية عن استمرار نفوره ـ فسمعت قائلاً يقول: ألقي خطامه، فألقيته فقام يستدير كأنما إنسان قائم تحته".

وقد صبروا رضي الله عنهم وتحملوا مصاعب تلك الهجرة وأخطارها تاركين خلفهم الأهل والوطن ومرابع الصبا مُضحين بذلك كله في سبيل هذا الدين العظيم، مبتغين أجرهم عند الله، وهذا خير ما ينبغي أن يتربى عليه الجيل المؤمن.

فالمسلم الحق مستعد بكل نفس راضية مطمئنة أن يضحي بكل غالب ونفيس في سبيل ما يعتنقه من دين عظيم ومبادئ سامية، غير مبالٍ بما قد تؤدي إليه هذه التضحية من أخطار أو خسائر مادام قلبه عامرًا بهذا الدين العظيم، ونفسه مطمئنة بتعاليم ربه الكريم.

وصلت العروس المهاجرة إلى المدينة المنورة، وهناك اجتمع الحبيبان، وعمت البهجة أرجاء المدينة المنورة وأهلت الفرحة من كل مكان، فالمسلمون مبتهجون لانتصارهم في غزوة بدر الكبرى، واكتملت فرحتهم بزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة.

وقد تم هذا الزواج الميمون في شوال سنة اثنتين للهجرة وانتقلت عروسنا إلى بيت النبوة، ولقد كانت هذا النقلة من أجمل ذكريات عائشة وأغلاها، وكون هذه النقلة في شهر شوال فقد أحبت أم المؤمنين هذا الشهر، واستحبت أن يُبنى بنسائها في شهر شوال، فهو عندها شهر الخير والبركات.

وتروي لنا رضي الله عنها استعدادها للزفاف وتجهيز أمها لها فتقول: "كانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تدخلني على رسول الله، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء للرطب فسمنت كأحسن سمنة".

ثم تصف لنا وليمة العرس فتقول: "والله ما نحرت علي من جزور ولا ذبحت من شاة، ولكن جفنة كان يبعث بها سعد بن عبادة إلى رسول الله يجعلها إذ ذاك بين نسائه، فقد علمت أنه بعث بها".

ولقد كانت أسماء بنت يزيد ممن جهزت عائشة وزفتها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي تحكي لنا عن تقديمه عليه الصلاة والسلام اللبن إلى ضيوفه وإلى عروسه فتقول أسماء رضي الله عنها: "زينت عائشة لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها، فأتي بلبن فشرب ثم ناوله عائشة، فاستحيت وخفضت رأسها. قالت أسماء: فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي، فأخذت وشربت شيئًا، ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: أعطي أترابك".

وتُسأل رضي الله عنها عن مهرها فتقول: "كان صداق رسول الله لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشًّا ـ النش نصف أوقية ـ فتلك خمسمائة درهم، فهذا صداق رسول الله لأزواجه".

ثم إنها رضي الله عنها تصف جهاز حجرتها فتقول: "إنما كان فراش رسول الله الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف".

ولم يكن في حجرة السيدة العروس مصباح تستضيء به، دل على ذلك حديثها: "كنت أنام بين يدي رسول الله ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح، فسئلت: لماذا لم يكن فيها مصابيح؟ فقالت: لو كان عندنا دهن مصباح لأكلناه".

وبعد فهذا هو وصف العروس المباركة لحفل زواجها ومهرها ومنزلها وجهازها، وبتأملنا لوصفها السابق يتبين لنا بجلاء يسر حفلة زواج رسول الله عليه الصلاة والسلام بعائشة وتواضعها وزهد مهر العروس وقلّته.

مع أن العريس هو نبي الله وخير خلقه وأحبهم إليه، والعروس هي عائشة وأبوها الصديق نسابة قريش وخير مَن وطئت قدمه الثرى بعد الأنبياء، ومع ذلك كله كان التواضع البليغ والبساطة الواضحة هما السمة البارزة على الحفل والمهر، بل وعلى بيت العروسين وجهازهما كذلك.

وهذا على عكس ما يحدث في عصرنا هذا الذي انتشرت فيه المغالاة في المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، والبذخ والإسراف البالغ في تأثيث بيت العروسين وجهازهما، وهذا الأمر لا يساعد على النكاح، بل إنه أثر سلبًا في أفراد المجتمع..

تلك المظاهر الجوفاء أثقلت كاهل الغني فضلاً عن الفقير الذي حاول مجاراة الغني نزولاً على التقاليد فركبه الدَيْن، والدين ذل في النهار وهمّ في الليل، إن كان ما زاد على النفقة المشروعة في النكاح فهو ما لا يقره الشرع.

وقد ظهرت ثمرة هذه المغالاة وهذا السرف، وهي إما عزوف الشباب عن النكاح وإما خروج المرأة من سترها الذي فرضه الله عليها لتستطيع الإسهام في تحقيق أوهام النفوس التي لا تمت إلى مقاصد النكاح بصلة من الصلات فيكون الفساد الكبير.

هكذا اجتمع الحبيبان يبعث بعضهما لبعض مشاعر الحب والمودة، ويبنيان بيت الزوجية السعيد.. وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة السن لكنها كانت متفهمة للحياة المقبلة عليها، مدركة للمهمة الملقاة على عاتقها، فهي ليست زوجة عادية بل زوجة نبي، وعليها أن تساعده على نشر الرسالة السماوية وبناء أسس الدعوة الإسلامية}. (ا.هـ من موقع مفكرة الإسلام).
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:54

عائشة بنت أبي بكر - أم المؤمنين............الجزء الثاني

وقفة مع هذا الزواج:

يقول إبراهيم علي شعوط في كتابه: أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ:

{أطلق المؤرخون لأقلامهم العنان في موضوع زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة فقالوا: إن هذا الزواج انتهاك لحرمة الطفولة، واستجابة للوحشة الجنسية، وعبث واضح من رجل كبير بطفلة صغيرة لا تعرف شيئا من مآرب الرجال.

فذكر ابن الأثير في كتابه "الكامل" أن عائشة يوم زواجها كانت صغيرة بنت ست سنين، ثم قال: رسول الله بنى بعائشة في المدينة وهي ابنة تسع سنين، ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة.

والقصة بهذا العرض تفتح أبواب النقض، وتثير الشبهات عند من يتصيدون مواطن الطعن في رسول الله، وينتهزون الفرص للحط من قدره بما يكتبون ويتحدثون.

إن مجرد ذكر زواج رجل - أي رجل - بطفلة في سن ست سنوات يثيرعاصفة السخط والاشمئزاز من هذا الرجل، لكن إذا ترك أمر السن هذا من غير ذكر وصار الأمر للعرف والعادة، وتقدير مقتضيات البيئة، فمن السهل أن توجد المبررات التي لا تثير لوما، ولا تفتح باب الشكوك والشبهات.

ومن التجني في الأحداث أن يوزن الحدث منفصلا عن زمانه ومكانه وظروف بيئته.

والآن صار لزاما على كل باحث أو قارئ في موضوع زواج النبي (عليه الصلاة والسلام ) من السيدة عائشة أن يعرف الأمور الآتية:

أولا: أن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة تلك السن الصغيرة عند زواج النبي بها، روت بجانب هذا التقدير أمرا أجمع الرواة على وقوعه ؛ وهو أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها من رسول الله إلى رجل آخر هو "جبير بن مطعم بن عدي" الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة.

فمتى خطبها المطعم بن عدي لابنه جبير؟

ليس معقولا أن يكون خطبها وأبو بكر مسلم وآل بيته مسلمون؛ لأن مصاهرة غير المسلمين تمنعها الخصومة الشديدة والصراع العنيف بين المشركين والمسلمين.

فالغالب - بل المحتم - إذن أن تكون هذه الخطبة قبل بعثة الرسول، أي قبل ثلاثة عشر عاما قضاها الرسول في مكة.

فإذا بنى بها الرسول في العام الثاني للهجرة تكون سنها - إذ ذاك - قد جاوزت الرابعة عشرة.

وهذا على فرض أن "المطعم بن عدي" خطبها لابنه في يوم مولدها، وهذا بعيد كل البعد أن خطب البنت في يوم مولدها !!

ثانيا: أن "خولة بنت حكيم" زوج عثمان بن مظعون، التي كانت تحمل هم الرسول وتديم التفكير في شأنه بعد وفاة السيدة خدجة حين ذهبت إلى النبي لتخرجه من شجوه وأحزانه، وتقول له: أفلا تزوجت يا رسول الله لتسلو بعض حزنك وتؤنس وحدتك بعد خديجة؟ وسألها رسول الله: من تريدين يا خولة؟ قالت: "سودة بنت زمعة " أو " عائشة بنت أبي بكر».

والآن يستطيع القارىء أن يفهم: أن خولة حين قدمت عائشة مع سودة لرسول الله كانت تعتقد أن كلتيهما تصلح للزواج من رسول الله، وتسد الفراغ الذي كان يشقى به بعد موت السيدة خديجة. وكانت عائشة بكرا، وسودة ثيبا متقدمة في السن، فبمجرد العرض على رسول الله بهذه الصورة _ عرض زوجتين إحداهما متقدمة في السن وكانت تحت رجل آخر، والثانية كانت بكرا _ مجرد هذا العرض _ يدل على أن خولة بنت حكيم _نفسها _ تشعر بأن كلتيهما صالحة تمامًا، لأن تكون زوجة.

ومعنى ذلك أن عائشة كانت في نمائها ونضوجها، واضحة معالم الأنوثة في نظر خولة على الأقل، وهي العارفة بمآرب الرجال في النساء.

ثالثا: كذلك نجد أن السيدة "أم رومان" والدة عائشة، كان اغتباطها شديدا عندما فسخت خطبة عائشة من "جبير بن المطعم" كما طارت بها الفرحة لما علمت أن رسول الله قبل زواجها، وقالت لأبي بكر: "هذه ابنتك عاثشة قد أذهب الله من طريقها جبيرا وأهل جبير، فادفعها إلى رسول الله، تلق الخير والبركة".

إن الأم حين تطلب لفتاتها الزواج، تكون أعرف الناس بعلامات النضج في ابنتها، وتدرك ثورة الأنوثة في وليدتها، فتبدأ تتشوق إلى يوم ترى فيه ابنتها في زفافها، وفي جلوتها، كعروس إلى زوج تحب أن يكون لابنتها مصدر سعادة، يريها الحياة من نافذة الأسرة، ويدخل بها الدنيا من باب الأمهات.

وقد تكون الفتاة في سن التاسعة أو العاشرة طفلة في عقلها وتفكيرها، ولكن في بدنها امرأة كاملة الأنوثة تحن إلى الرجل. وتتمنى لو يقدر لها أن تتزوج.

كان زواج عائشة _ وهي في سنها المبكره _ زواج كرامة وتكريم لأبي بكر، كما كان يراد به أيضا توثيق الصلات بين تلك الفئة القليلة من المؤمنين بالله وسط غيابة الكفر العمياء}.ا.هـ.


أهم ملامح شخصيتها
الكرم والسخاء والزهد:

أخرج بن سعد من طريق أم درة قالت: أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت.

العلم الغزير:

فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة

وقال عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلا وعلو مجد فإنها نزل فيها من القرآن ما يتلى إلى يوم القيامة

ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها وهي أشهر من أن تخفى

وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا روى عنها عمر بن الخطاب قال: أدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا وإياكم وأخلاق الأعاجم وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على فراشي: " أيما امرأة مؤمنة وضعت خمارها على غير بيتها هتكت الحجاب بينها وبين ربها عز وجل.

وذكر ابن عبد البر عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك يا أبا عبد الله؟ قال: وما روايتي من رواية عائشة، ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا.

وفي مكانتها العلمية يقول السيد سليمان الندوي:

{لم تكن مكانتها العلمية وتفوقها العلمي أرفع وأسمى من عامة النساء فحسب، بل لا نحسبها قصرت عن شأو واحد من معاصريها بين الرجال والنساء على السواء في سعة الفهم وقدرة التحصيل والذكاء المتوقد والبديهة الواعية، باستثناء عدد من كبار الصحابة فقط.

ولا يقصر علمها على وعي الكلمات والعبارات، قال أبوموسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلاوجدنا عندها منه علما.

وقال عطاء بن أبي رباح والذي قد نال شرف التتلمذ على يد عديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة".

وقال التابعي الجليل أبوسلمة بن عبد الرحمن بن عوف: "ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إن احتيج إليه، ولا أعلم بآية فيما نزلت ولافريضة من عائشة".

وذات مرة قال معاوية: يا زياد أي الناس أعلم؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أعزم عليك، قال: "أما إذا عزمت علي فعائشة".

وقال عروة بن الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت أحدا أعلم بالحلال والحرام والعلم والشعر والطب من عائشة أم المؤمنين.

وفي رواية أخرى: "ما رأيت أحدا أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحرام ولا بحلال ولابفقه ولا بشعر ولا بطب ولا بحديث العرب ولا نسب من عائشة".

لقد كان غيها من أمهات المؤمنين كذلك يقمن بواجب حفظ السنة وإشاعتها وتبليغها إلا أن المكانة التي وصلت إليها عائشة رضي الله عنها لم يصل إليها أحد غيرها، يقول محمود بن لبيد: "كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحفظن من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، ولا مثلا لعائشة وأم سلمة".

وقال محمد بن شهاب الزهري: "لو جمع علم الناس كلهم ثم علم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكانت عائشة أوسعهم علما"}.ا.هـ.

تلك العظيمة التي أثارت بذكائها وغزارة علمها وفقهها وسمو أخلاقها إعجاب السلف والخلف، فعلموا يقينًا لماذا تبوأت تلك المكانة الكبيرة عند رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ذات مكانة خاصة:

‏أخرج البخاري في صحيحه عن ‏أبي موسى الأشعري ‏رضي الله عنه أنه ‏قال: ‏قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم:‏ ‏كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ‏مريم بنت عمران ‏وآسية امرأة فرعون، ‏وفضل ‏عائشة ‏على النساء كفضل ‏الثريد ‏على سائر الطعام.

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ‏عن ‏عائشة ‏أنها قالت: إن الناس كانوا ‏‏يتحرون ‏بهداياهم يوم ‏عائشة ‏يبتغون ‏بذلك مرضاة رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم.

وأخرج البخاري عن ‏هشام ‏عن ‏أبيه ‏قال: ‏كان الناس يتحرون بهداياهم يوم ‏عائشة، ‏قالت‏ ‏عائشة: ‏فاجتمع صواحبي إلى ‏أم سلمة ‏فقلن: يا ‏أم سلمة،‏ ‏والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم ‏عائشة، ‏وإنا نريد الخير كما تريده ‏عائشة، ‏فمري رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار، قالت: فذكرت ذلك ‏أم سلمة ‏للنبي ‏صلى الله عليه وسلم، ‏قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: ‏يا ‏أم سلمة، ‏لا تؤذيني في ‏عائشة، ‏فإنه - والله - ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.

وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ‏أبي سلمة أنه قال:‏ ‏إن ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏قالت: ‏قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏يوما: ‏يا ‏عائش، ‏هذا ‏جبريل ‏يقرئك السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى - تريد رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم.

وأخرج البخاري ‏عن ‏هشام ‏عن ‏أبيه ‏عن ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏ ‏أنها استعارت من ‏أسماء ‏قلادة فهلكت، ‏فأرسل رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ناسا من أصحابه ‏في طلبها، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏شكوا ذلك إليه، فنزلت ‏آية التيمم، ‏فقال ‏أسيد بن حضير: ‏جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل للمسلمين فيه بركة.

وروى مسلم ‏عن ‏هشام أيضا‏ ‏عن ‏أبيه ‏عن ‏عائشة أنها‏ ‏قالت:‏ ‏إن كان رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ليتفقد يقول: ‏أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم ‏عائشة، ‏قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين ‏سحري ‏ونحري. وفي رواية البخاري: ‏فلما كان يومي سكن.

وعن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها.

وأخرج الترمذي عن عمرو بن غالب أن رجلا نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار بن ياسر، فقال: اعزب مقبوحا منبوحا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

وتروي هي عن نفسها فتقول رضي الله عنها كما ذكر ابن حجر في الإصابة: أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة: ملكني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع، وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها، وبنى بي لتسع، ورأيت جبرائيل، وكنت أحب نسائه إليه، ومرضته فقبض ولم يشهده غيري.

وذكر ابن عبد البر عن أبي عمر أنه قال: لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها: اكتنى بابنك عبد الله بن الزبير - يعني ابن أختها. وكان مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثتني الصادقة ابنة الصديق، البريئة المبرأة بكذا وكذا، ذكره الشعبي عن مسروق.
Back to top Go down
الاستاذ كمال
المدير العام
المدير العام
الاستاذ كمال


لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5428 Male العمر : 44 تاريخ التسجيل : 07/05/2008

نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - Empty
PostSubject: Re: نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -   نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم - EmptyMon 19 Apr أƒ 23:56

عائشة بنت أبي بكر - أم المؤمنين............الجزء الثالث


بعض المواقف من حياتها
مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

ذكر ابن سعد في طبقاته عن عباد بن حمزة أن عائشة قالت: يا نبي الله، ألا تكنيني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتني بابنك عبد الله بن الزبير، فكانت تكنى بأم عبد الله.

وذكر أيضا عن مسروق قال: قالت لي عائشة: لقد رأيت جبريل واقفا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله يناجيه، فلما دخل قلت: يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه؟ قال: وهل رأيته؟ قلت: نعم، قال: فبمن شبهته؟ قلت: بدحية الكلبي، قال: لقد رأيت خيرا كثيرا، ذاك جبريل. قالت: فما لبثت إلا يسيرا حتى قال: يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قلت: وعليه السلام، جزاه الله من دخيل خيرا.

وكذلك ذكر عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني سأعرض عليك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي به حتى تشاوري أبويك، قلت: وما هذا الأمر؟ قالت: فتلا علي" (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها).. إلى قوله: (فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما).

قالت عائشة: في أي ذلك تأمرني أن أشاور أبوي؟ بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قالت: فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه وقال: سأعرض على صواحبك ما عرضت عليك، قالت: فلا تخبرهن بالذي اخترت، فلم يفعل كان يقول لهن كما قال لعائشة ثم يقول: قد اختارت عائشة الله ورسوله والدار الآخرة، قالت عائشة: فقد خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نر ذلك طلاقا.

وأخرج أيضا عن عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يا بن أختي، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يخفى علي حين تغضبين ولا حين ترضين. فقلت: بم تعرف ذاك بأبي أنت وأمي؟ قال: أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين: لا ورب محمد، وأما حين تغضبين فتقولين: لا ورب إبراهيم. فقلت: صدقت يا رسول الله.


ولقد كان من أهم مواقفها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان بعد حادثة الإفك الشهيرة، وذلك في سنة ست في غزوة بني المصطلق، وهذه تفاصيلها:

حادثة الإفك:

{لم يعرف النوم لها سبيلاً منذ علمت الخبر··· ليلتان كاملتان لم تكف عن البكاء ولا يرقأ لها دمع حتى كاد البكاء أن يفتت كبدها··· شهراً كاملاً وهي مريضة جليسة الفراش بعد أن عادت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق وهي لا تعلم ماذا يدور حولها، وماذا يقول الناس عنها، وماذا في قراراة نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاهها·

علمت من أم مسطح فكانت الفجيعة، وأي فجيعة من أن يتهم إنسان بريء بتهمة لم يقترفها وليس هناك أي دليل على براءته، ولا يجد أحداً يدافع عنه؟! بل نظرات الاتهام تبدو من أعين من حوله وعلامات الشك تبدو من أحب الناس إلى قلبه!

وما أفجع أن تتهم المرأة الطاهرة العفيفة الشريفة في أغلى ما تملك؟ ومن هي؟ إنها الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثيرة قلبه، والمدللة لديه، وابنة الصديق أبي بكر رضي الله عنه، أول المؤمنين إسلاماً والخليفة الأول للمسلمين···!!

أمر لا تستطيع مفردات اللغة وصف صعوبته على النفس، لذا آثرت الصمت فالصمت في حال كتلك أبلغ من أي كلام تدافع به عن نفسها، محنة ما أشدها، وهي محنة قريبة إلى حد بعيد بتلك التي عاشتها السيدة مريم عليها السلام، لكن الله تعالى في الحالين أنزل تبرئتهما من عنده.

فما المحنة هذه التي ألمت بأطهر النساء!! وما التهمة التي هي منها براء؟!!

لقد كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أو غزا غزوة أن يقرع بين نسائه، فجاءت القرعة هذه المرة على السيدة عائشة رضي الله عنها، فخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق.

كانت السيدة عائشة خفيفة الجسم وكانت تجلس في هودجها، وكان القوم إذا أرادوا الإقامة بمكان ما أنزلوا الهودج من على البعير، وإذا أرادوا الانتقال حملوا الهودج ووضعوه على ظهر البعير ثم ينطلقون به.

وخرجت السيدة عائشة رضي الله عنها ذات مرة من هودجها لقضاء بعض حاجتها، وكان في عنقها عقد، فانسل العقد من عنقها دون أن تشعر، فلما اقتربت من مكان الناس أحست أن العقد ليس في عنقها، فرجعت إلى المكان الذي كانت فيه لتبحث عن العقد ووجدته، فلما عادت مرة أخرى وجدت الناس قد انطلقوا وتركوا المكان وكانوا قد ظنوا أن السيدة عائشة داخل هودجها، فاحتملوا الهودج على ظهر البعير، ولخفة السيدة عائشة وقلة جسمها ظنوا أنها بالهودج، ولم يلحظوا تغييراً في وزن الهودج.

فلما رأت ذلك تلففت بجلبابها ثم أضجعت في مكانها وقالت: لو افتقدوني وهم في الطريق سيعودون إلى هذا المكان، فإذا بأحد الصحابة وهو صفوان بن المعطل السلمي - وكان قد تخلف عن القوم لبعض حاجته ـ يرى سواد إنسان من بعيد، فتقدم وأقبل عليه، فلما اقترب منها علم أنها السيدة عائشة، فقال: {إنا لله وإنا إليه راجعون}، والسيدة عائشة متلففة في ثيابها ثم قال لها: ما خلفك يرحمك الله؟! فما كلمته، ثم نزل من على بعيره وقربه إليها، وقال لها اركبي، وتأخر حتى ركبت، ثم أخذ برأس البعير وانطلق سريعاً حتى يدرك الناس.

فلما رأى الناس ذلك تكلم عدد منهم وقالوا كلاماً لا يليق بأم المؤمنين رضي الله عنها، وبهذا الصحابي الجليل، حتى وصل كلامهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وانتشر الأمر بين الناس وكان على رأس المتكلمين بهذا الإفك واتهام السيدة عائشة بما هي منه براء: عبد الله بن أبي بن سلول زعيم المنافقين.

كانت السيدة عائشة في ذلك الوقت لا تعلم بشيء مما يقوله الناس؛ لأنها ظلت مريضة نحو شهر لا تغادر فراشها بعد أن رجعت، لكنها لاحظت تغييراً في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لها، فقد كانت إذا اشتكت من وجع قبل ذلك لا يكف عن ملاطفتها والسؤال عنها، لكنه هذه المرة كان يدخل عليها وفي نفسه شيء.

تقول السيدة عائشة: "كان إذا دخل عليَّ وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ (إشارة إلى السيدة عائشة دون أن يوجه لها كلاماً) لا يزيد على ذلك، حتى وجدت في نفسي ـ حزنت ـ فقلت يا رسول الله ـ حين رأيت من جفائه لي ـ لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني؟ قال: لا عليك، فانتقلت إلى أمي ولا علم لي بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة".

ظلت السيدة عائشة رضي الله عنها طوال هذه الفترة لا تعلم شيئاً عما يقوله الناس عنها، ولا تعلم أن تغير النبي صلى الله عليه وسلم تجاهها بسبب هذا الموقف، حتى خرجت ذات ليلة لقضاء حاجتها وكانت معها أم مسطح، فبينما هي تمشي معها إذا عثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح، فقالت لها عائشة رضي الله عنها لماذا تدعين عليه؟! يكفي أنه رجل من المهاجرين وقد شهد بدراً، قالت لها: أو ما بلغك الخبر يا بنة أبي بكر؟ قالت: وما الخبر؟ فأخبرتها بالذي كان وما قاله أهل الإفك.

وكان مسطح هذا من الذين أشاعوا الخبر بين الناس وأساؤوا إلى السيدة عائشة.

تقول السيدة عائشة: "فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي، وقلت لأمي: يغفر الله لك! تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي شيئاً؟! قالت: أي بنية، خفضي عليك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها".

ولما شاع الأمر بين الناس قام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي، يقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت منهم إلا خيراً، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيراً، وما يدخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي".

ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما يستشيرهما، فأما أسامة فأثنى على السيدة عائشة خيراً، وقال له: يا رسول الله، أهلك ولا نعلم عنهم إلا خيراً، وهذا الكذب والباطل، وأما علي فقال: يا رسول الله، إن النساء لكثير، وإنك لقادر على أن تستخلف، وسل الجارية فإنها تصدقك.

فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الجارية وسألها فقالت: والله ما أعلم إلا خيراً، وما كنت أعيب على عائشة إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله.

ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على السيد عائشة وهي في بيت أبيها وعندها امرأة من الأنصار، وكانت تبكي لبكاء السيدة عائشة، فجلس وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا عائشة، إنه كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، فإن كنت قد قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده.

تقول السيدة عائشة::فوالله ما هو إلا أن قال لي ذلك حتى قلص دمعي حتى ما أحس منه شيئاً ينزل، وانتظرت أبواي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما، وأيم الله، لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأناً من أن ينزل الله فيَّ قرآناً يقرأ في المساجد ويصلى به، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه شيئاً يكذب به الله عني لما يعلم الله من براءتي، أو يخبر خبراً، فأما قرآن ينزل فيَّ فوالله لنفسي أحقر عندي من ذلك، فلما لم أر أبواي يتكلمان، قلت لهما: ألا تجيبان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقالا: والله ما ندري ما نجيبه، ووالله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام، ثم بكيت وقلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن، ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني، ثم التمستُ اسم يعقوب فما أذكره فقلت: ولكن سأقول كما قال أبو يوسف: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).

ثم نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند عائشة في بيت أبويها ثم سُرِّي عنه، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول: أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك، فقال أبواها: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله، هو الذي أنزل براءتي.

ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله تعالى من تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها، وقد أنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولَّى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون· ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم· إذا تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم· ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم· يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين· ويبيِّن الله لكم الآيات والله عليم حكيم· إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) النور:11 ـ 19·

ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم بمن طعنوا في شرف السيدة عائشة وأقام عليهم حد القذف، كان منهم مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش، وكانت حمنة هذه أختاً لزينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

تقول السيدة عائشة: "ولم تكن من نساء النبي صلى الله عليه وسلم امرأة تناصيني في المنزلة عنده مثل زينب بنت جحش، فأما زينب فعصمها الله تعالى بدينها فلم تقل إلا خيراً، وأما حمنة بنت جحش فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضارني لأختها، فشقيت بذلك".

فلما حدث ذلك قال أبوبكر رضي الله عنه ـ وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته: والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً، ولا أنفعه بنفع أبداً بعد الذي قال لعائشة، فأنزل الله تعالى في ذلك: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) النور:22

فقال أبوبكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، وأعاد نفقته على مسطح.

وهكذا انقشعت هذه السحابة السوداء التي ألمت ببيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخيرة نسائه وأحبهم إلى قلبه، وبرأ الله تعالى ساحة السيدة عائشة من فوق سبع سموات، بعد أن عانت رضي الله عنها، ما عانت جراء هذه التهمة الشنيعة، لكن الله تعالى ناصر أوليائه ولو بعد حين}.ا.هـ.

(من موقع مجلة الوعي الإسلامي، والقصة في صحيحي البخاري ومسلم).

ذكر ابن عبد البر عن أبي عمرأنه قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها، فجلدوا الحد ثمانين، فيما ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر، وقال قوم: إن حسان بن ثابت لم يجلد معهم ولا يصح عنه أنه خاض في الإفك والقذف.

وقد روي أن حسان بن ثابت استأذن على عائشة بعدما كف بصره فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها قيل لها: أهذا من القوم؟ قالت أليس يقول:

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء

هذا البيت يغفر له كل ذنب.

بعض المواقف من حياتها مع الصحابة

كان من أهم المواقف في حياتها رضي الله عنها مع الصحابة ما جاء في أحداث موقعة الجمل في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، والتي راح ضحيتها اثنان من خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هما: طلحة والزبير رضي الله عنهما، ونحو عشرين ألفا من المسلمين، وتفصيل ذلك وارد في موضعه.

وقد أخرج ابن عبد البر عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعد ما كادت؟" وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.

وأخرج ابن عبد البر أيضا عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرونيه، فلما مر ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر فقالت: يا أبا عبد الرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك وظننت أنك لا تخالفينه، يعني ابن الزبير، قالت: أما إنك لو نهيتني ما خرجت.


بعض المواقف من حياتها مع التابعين:

أخرج ابن سعد عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: دخل بن أبي عتيق على عائشة وهي ثقيلة فقال: يا أمة، كيف تجدينك جعلت فداك؟ قالت: هو والله الموت، قال: فلا إذا، فقالت: لا تدع هذا على حال، تعني المزاح.

وأخرج المزي عن عبد الله بن كثير بن جعفر قال: اقتتل غلمان عبد الله بن عباس وغلمان عائشة، فأخبرت عائشة بذلك، فخرجت في هودج على بغله فلقيها بن أبي عتيق فقال: أي أمي، جعلنى الله فداك أين تريدين؟ قالت: بلغني أن غلماني وغلمان بن عباس اقتتلوا فركبت لأصلح بينهم. فقال: يعتق ما تملك إن لم ترجعي، قالت: يا بني، ما الذي حملك على هذا؟ قال: ما انقضي عنا يوم الجمل حتى تريدي أن تأتينا بيوم البغلة!
Back to top Go down
 
نساء حول الرسول - صلى الله عليه و سلم -
Back to top 
Page 1 of 2Go to page : 1, 2  Next
 Similar topics
-

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
 :: القسم الاسلامي :: ـاسلاميات عامة-
Jump to: