نعيش ونتمنى ونتأمل ونطلب الأماني ونحب
ونصادق تكبر بنفوسنا محبة الجذور قبل الثمار
كيف لي إذن أن أغادرك أيها الوطن ...!!!
تركت المكان الذي أحببت مرغمة عني ..!!
في طفولتي غادرت مدينة الورود التي ترعرعت
فيها وكان لي هناك أجمل لحظات العمر التي ولن
تنسيني إياها عواصف الحياة التي تعصف بي كل حين
وحين ..!!
ودعتها مرغمة كما أنا أودع الأن موطن أحببته حد
الإرتواء ولن أستقي مهما أرتويت كنت أريد المزيد
لأبقى في كنف هذا الوطن لأنني فيه أشعر بالأمان
والراحة والطمأنينة أي وطن دونه سيحمني من حرارة
الحياة وبرودتها القاسية أي وطن بعده سيمد لي يده ..
به أشعر بالإعتزاز والفخر والشموخ ..
كيف لي العيش دون أنفاس هواءه وزخات مطره
ودفئ شمسه كيف لي أن أروض جماح الشوق والحنين
وكيف لي أن أرسمك وألونك ..
من دونك أنا أتوه أشعر بالغربة بعيدة عنك ..!!
تنتحر دونك المشاعر بحياة أخرى تأبى حتى أن تتنفس
لوطن غيرك ..!!
النبض هناك سيتوقف سيخيم عليه ذلك الظلام الذي
طالما كرهته ..لن تنساب في العروق دماء لتحيي نبض
الأوردة ستخطئ الطريق لأنها تشعر بألم يسكن أعماقها
ويخترق الصميم .. !!
’,
’,
’,
تتقاطر الدموع معلنة عن لحظة الرحيل ..!!
قبل الوداع وقبل أن أجر خطاي كما وأنني مقيدة ومسيرة
إلى زنزانة أعيش بها مدى العمر ... أقف وقفة صمود الكبار
يمتدُ بي النظر إلى ذلك البعيد الذي تمنيته ...!!!
في لحظات وقفتي أهاجر مع ذكرياتي وأركان وزوايا حياتي
التي عشتها في هذا الوطن والذي رحلت عنه مجبرة لا مخيرة
بكيت كل شيء حولي فكيف لا أبكي ..؟؟؟
وهو وطن من روحي ..نزعته الظروف .. التي كانت كحبل مشنقة
التف حول عنقي ..!!!
’,
’,
’,
تتزاحم بداخلي كل المشاعر تفيض من كل أعماق الحنايا تأبى
كل مايحدث تبكيني قبل أن أبكي أنا نفسي وكل ماحولي ..!!
تثور براكين الألم ويتفجر منها الأنين ..ترتسم على ملامحي لوحة
الحزن معلنة عن عزاء النفس للرحيل ..!!!
لاأستطيع تمالك نفسي أشعربموت بطيء ينتابني .. أفقد الوعي
وأعود أخرى أتدارك مابقي من قوة بي أركض لأرتمي بحضن
أمي ..وأقول لها باكية أماه قولي لي لاترحلي أماه قولي لي لاترحلي
تأخذني أمي بكل هدوءبأحضانها وتضمني ضمة زادتني حنينا للوطن
لكم خالص الأمنيات وأرقها
بقلم ..!!