[b]ثال عن اختبار مادة اللغة
العربية
في شهادة التّعليم المتوسط
المدّة
: 2 سا عدد الأوراق : 02
السّند
خطفت منه الرّسالة في لهفة ، فضّت غلافها بسرعة ،
أخرجت الصّورة ...قبّلتها (( ودموع الفرحة تملأ عينيها )) ...أخذت تتأملّها
، والبسمة تجلّل شفتيها : مثل أبيك في وقفتك أمامي ...بدلتك الخضراء
كبدلته ... قامتُك المديدة كقامته ... كلّ شيء فيك يذكّرني به يا فاتح
...الله يرحمك يا يحيى ... ذكراك لن تبرح بالي ما دمت حيّة ... كنت عظيما
حقّا ... أعظم رجل في الدّنيا ما أصعبه يوما ، ذلك الذي قضيت فيه نحبك ...
تمنّبت ساعتها لو أنّني لم أحبل قطّ ... سامحني يا فاتح ...كنت أحضنك في
حنوّ كبير ، ولكنّنني كنت أتمنّى لو أنّك لم تر الدّنيا أبدا ...ترحّم معي
على والدك الذي لم تعرفه ، لقد كان فداء حياتك ، طلب الموت ليهبك
الحياة...كان قويّا وعظيما حقّا......كانوا (( يريدون قتلك )) ...وأنا
أرفعك بين يديّ وأضمّك إلى صدري ...حاولتُ الهرب...حاصروني داخل البيت
...انتشلك من صدري ...كنت تبكي ، لم يرحموا قلبك ...تراشقوك بينهم كما يفعل
اللاّعبون بالكرة تماما ...كان لفظهم يقرع أذني: أين هو زوجك
الفلاّق الشّقيّ ؟ في أيّ مكان أخفيته ؟ دلّينا عليه ... وإلاّ ذبحنا طفلك
...سنلقيه على الأرض ويتفجّر رأسه كحبّة بطّيخ ...تردّدت كثيرا ...كنت أعرف
أنّهم وحوش ...بإمكانهم أن يفعلوا أيّ شيء أما ذبحوا رضّعا أمام أعين
أمّهاتهم ؟ أما أطلقوا النّار على الأب بين أبنائه وأجبروا زوجته على شرب
دمه ؟ أما ... أما ... أما ... لقد كنت متأكّدة من أنّهم سينفّذون تهديدهم
... ولكن ما عساني أفعل ؟ كنت أصرخ في وجوهم ، اقتلوني ودعوا ابني ... يا
إلاهي ما أفعل ؟ ابني وزوجي ... بمن أضحّي من أجل الآخر ؟ ماذا ذنب هذا
الملاك الطّاهر ؟ هاهو يبكي كأنّه يعرف الحقيقة ... هل تملك أيُّ امرأة في
العالم شجاعة التّفريط في فلذة كبدها ؟ أم بك يا يحيا أضحي ؟ فأخونك ...
ثمَّ هل سيغفر لي فاتح خطيئتي ... هل سيصفح عنّي حين يكبر ويعرف أنّي أرشدت
الأعداء إلى مخبإ أبيه ؟ لا ، لا ، هذا محال ... ولن أفعل ... ما ذا أفعل ؟
وكيف أفعل ؟ وما هي إلاّ ثوان حتّى ...
عن قصة للدكتور الشريف مريبعي ، من جريدة المساء
اليوميّة ، العدد ، السنة[/b]