civis
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 119 العمر : 33 مزاج : تاريخ التسجيل : 18/09/2009
| Subject: وجه بلا ملامح Wed 31 Mar أƒ 23:29 | |
| [You must be registered and logged in to see this image.] وجدوه بالقرب من الشاطئ ممداً بلحية طويلة
وكثة وعلى طرف فمه ابتسامة ساخرة لكنها
عميقة ،دنا أكبرهم سناً البحار العجوز من
صدره بصمت وخشوع وأصغى إلى دقات قلبه فلم
يجد أثرا للحياة ،استقام البحار وذهب إلى
زورقه واتى بقنينة الخمر وكاس صغير ووقف أمام الجسد الممد على شاطئ البحر ثم أشعل سيجارة
بخشوع وجرع الكأس ثم لبث وقتا ليس طويلا يتأمل
تلك الابتسامة التي جرحت وقاره وجعلته في هذا الوقت البسيط جدا يراجع مواقف كثيرة مرت في حياته لا بل معنى حياته ذاته ،وهو الذي يعتبر نفسه له من التجارب ما يجعله يعترف بينه وبين نفسه انه ليس بحاجة لمعرفة أكثر من ذلك
رفع قبعته وانحنى وتمتم بصوت خفيض
لتكن روحك طيرا أخضر
يحلق في الليالي الحزينة
عندما وصلوا بذلك الجسد إلى القرية شاع الخبر بسرعة البرق وتحلق الأطفال حول السيارة التي
أقلتهم ،فيما كانت جموع الناس تتوافد إلى
منتصف الساحة التي عادة ما يحيون فيها مناسباتهم السعيدة والحزينة وانتشرت التخمينات
والتكهنات ،والنكات و الصلوات لكنهم جميعا اتفقوا على أن قرية ميرغانا تعيش يوما حزينا
انزلوا جثمان المجنون وذهبوا به وأهالي القرية
يتبعونهم إلى دارة البحار العجوز ليقيموا قداسهم وشعائرهم ليبارك الرب روحه ويغفر
له ذنوبه.
وفور وصولهم انتحى البحار بمساعده ،فخرج مسرعا
من الدارة
بعد أن اخبرها مساعد البحار ضحكت ضحكا متواصلا
لكنه حزين وشاحب ضحك هستيري نوبة كاملة من ذلك
الضحك أمام المرآة القديمة وفيما هي تضحك فتحت عيناها الأشبه بعينين قط وحيد فارتاعت من ملامحها المطموسة فى التجاعيد البرونزية وراحت تبكي تبكي بشدة لا لشئ فقط هي تبكي،لكنها تشعر بأنها خفيفة ومدللة كصبية في سن العشرين ،فتحت الكوميدينو وأخرجت حليها القديمة الإفريقية
وتزينت بها ولبست فستانا ابيض زاهيا تتوسطه
دائرة زرقاء تشبه وكب مهجور.
كان الجميع في انتظارها إلا هو ،كان يعلم بأنها
لا محالة ستأتي لذلك كان هانئا في نومته المغنطيسية وكان ابتسامته الساخرة تنم عن مدى معرفته بجهل هؤلاء الجموع الواقفة لتتساءل وتعرب
عن استغرابها.
دخلت إلى الدارة بهدوء حكيم معتزل وحيت البحار ومن حوله وطلبت منه أن يصرف الجميع من الغرفة الموجود فيها الميت بما فيهم هو البحار.
أغلقت الباب وأشعلت شموعا كثيرة فى زوايا الغرفة الواسعة وأحرقت نثار ورد الكاميليا وبعض ريش العندليب وضمخت جسدها بعطر الياسمين وهي تتلو تعازيم سرية ،نظرت إلى الجسد المسجي على لوح الخشب القديم ،تنفست بعمق واقتربت منه ،تنشقت رائحته ككلب جائع ،رائحته كرائحة البحر تذكر بالموانئ والسفر ،ملامحه قاسية وساخرة غير أنها حنونة في الوقت ذاته ،اقتربت أكثر فتحت عيناه تأملت نظراته العميقة خلعت ثوبها وراحت ترقص بجنون وتبكي وتضحك تناولت الطست وبللت جسدها بالماء المخلوط بالماورد والعطر ،اقتربت أكثر صعدت إلى جانبه وهمست في أذنه بكلام غير مفهوم ،وراحت
تسبح في بحر من الضحك المرير ثم تبكي ،أخذت رأسه بين يديها وأسندته على صدرها وخلعت عنه قميصه فتفاجأت بما رأته تركته بعنف وهرعت إلى جانب الباب ثم اقتربت مرة أخرى والخوف يعشش في رأسها
ويندس في عروقها ،نظرت إلى صدره وراحت تقرا عبارة كان قد كتبها على صدره بموسي كما لو كان ينقش على صخرة،
هل لك بذلك يا سنيورة
هل تجيدي الغناء؟
تجاهلت العبارة وخلعت عنه سرواله فوجدت قضيبه منتصبا ،أخذت الطست ودلقت الماء والعطر عليه ووضعت قضيبه في سرها وراحت تهدر وتتمتم فيما العرق ينضح منها ورائحة العطر والريش المحروق يشكلان في رأسها غيبوبة ونشوة يخرجانها من جسمها وعقلها إلى سديم ازرق تومض فيه إضاءات خفيفة كفقاعات الصابون وهناك حيث هي في عالم ٍ بلا ملامح
راحت تغني كممسوسة
ليأخذك السندس إلى سرادقه
لتحملك أسماء الجان وحوريات
الملائكة إلى ّسنيور
وتبكي وتنز عرقا
احلف عليك باسم الطائر
الوحيدان تعود في الليالي
المقمرة كعصفور بكر سنيور
وتضحك بجنون
ليسقط القمر الأبيض محل
ولتجتمع القبرات في أنحائك
لترقص معي سنيور
لنرقص
وتواصل اهتزازها وبكائها
سأدثرك بدموعي السخية
سنيور لئلا ينال منك البرد
وقفت واقتربت من وجهه وبالت عليه لم تبقي أنش واحد من جسده إلا وبالت عليه وأخذت تتمرغ في بولها فوق جسده وتغني وتهزج وتتمتم بتعاويذ غير مفهومة .
نعم اقبلني فيك أريد أن أئكلك أريد أن أعود إليك سأعض كل بوصة في جسمك لعل النار التي في جسمي تنطفئ سأمزق روحك لأعثر على سرك،سأقتل الموت إلي فيك بموتي وأخذت تغرز أظافرها في لحمه
سأشرب من دمك ليختلط بدمي وأخذت تلعق في دمه
خذني هناك خذني،
وفجأة ارتخى قضيبه وزالت الابتسامة الساخرة من طرف فمه إلا إنها استمرت في الغناء والهزج والبكاء إلى أن انهارت ،وحل عليها سلام مجنون ظلت على هذا الحال وقتا ليس بسيط إلي أن استفاقت ،
ارتدت ثوبها وخرجت وشعرها أشعت والعرق والدم يغسلانها ،اخذ أهالي القرية ينظرون إليها بخوف
واحترام،نظرت إليهم وقالت الآن انتقلت روحه لتحل بسلام في ّ | |
|
b.m.f
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 809 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 10/12/2009
| Subject: Re: وجه بلا ملامح Fri 2 Apr أƒ 0:03 | |
| شكرا جزيلا على الموضوع القيم | |
|
Ghilizani المدير العام
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 7258 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 05/05/2009
| Subject: Re: وجه بلا ملامح Fri 2 Apr أƒ 3:50 | |
| | |
|