بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد
فهذه مجموعة من أقوال العلماء في ابن عربي سواء الموافق منهم والمخالف لأهل السنة في الكليات او الفرعيات:
قال العز بن عبدالسلام: 'هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا' (سير أعلام النبلاء 23/48)
وقال ايضا: هو شيخ سوء كذاب، فقال له ابن دقيق العيد: وكذاب ايضا؟ قال : نعم. تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال، لأن الانس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة، فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة اولاد، فاتفق يوما اني اغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم ارها بعد هذا'. اه. (ميزان الاعتدال 5/105).
2- قال الحافظ ابن حجر: وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي؟ فبادر بالجواب: هو كافر. اه. (لسان الميزان 4/318).
3- اما الامام الذهبي فقد قال عن كتاب ' فصوص الحكم': 'ومن اردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر'. اه. (سير اعلام النبلاء 23/48).
4- قال تقي الدين السبكي كما في 'مغني المحتاج' للشربيني 3/:61 ' ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الاسلام فضلا عن العلماء '. وقال ابن المقري في روضه ان الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر '.
5- قال القاضي بدر الدين بن جماعة: 'حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الاسلام - يشير الى زعم ابن عربي انه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوبا -، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.. وقوله في آدم: انه انسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبه ان اراد بالحق رب العالمين، فقد صرح بالتشبيه وتغالى فيه.. واما انكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء اهل التوحيد. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغو باطل مردود واعدام ذلك، وما شابه هذه الابواب من نسخ هذا الكتاب، من اوضح طرق الصواب، فإنها الفاظ مزوقة، وعبارات عن معان غير محققة، واحداث في الدين ما ليس منه، فحكمه: رده، والاعراض عنه. 'عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي' (ص 29-30).
6- قال نور الدين البكري الشافعي: 'واما تصنيف تذكر فيه هذه الاقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن واقبح من ان يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهرا وباطنا وان كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافربقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتكل الألفاظ الا ان يكون جاهلا للاحكام جهلا تاما عاما ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في امر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على ان في هذه الالفاظ ما يتعذر او يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه'. (مصرع التوصف ص /144)
7 ـ قال ابن خلدون : 'ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي، وانب سبعين، وابن برجان، واتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولنها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على ابعد الوجوه واقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها الى الملة اوعدها في الشريعة، وليس ثناء احد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لان الكتاب والسنة ابلغ فضلا او شهادة من كل احد، واما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائدالمضلة وما يوجد من نسخها في ايدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وامثالها اذهاب اعيانها اذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي اثر الكتاب'. (مصرع التصوف ص /150).
8 ـ قال نجم الدين البالسي الشافعي: 'من صدق هذه المقالة الباطلة او رضيها كان كافرا بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي، ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه انكارها': (مصرع التصوف ص /146)
9 ـ قال المفسر ابو حيان الأندلسي عند تفسيره لقول الله 'لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح': ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من اقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى الى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم الى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن احلى وابن عربي المقيم في دمشق.اه .
10 ـ قال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: 'الحمد لله، قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمي انسانا : تشبيه وكذب باطل، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه، وقوله: ان الحق المنزه: هو الخلق المشبه، كلام باطل متناقض وهو كفر، وقوله في قوم هود: انهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله ورد لقوله فيهم، وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيما: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحق ما اخبر الله به من بقائهم في العذاب.. واما من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير ان كان عالما، فان كان ممن لا علم له: فان قال ذلك جهلا: عرف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما امكن.. وانكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب ورد لاجماع المسلمين، وانجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلت الشريعة دلالة ناطقة، ان لابد من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وانكار المعاد'. (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص : 32 ، 31).
11 ـ قال الحافظ العراقي: 'وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن، فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة، وقائل ذلك والمعتقد له كافر باجماع العلماء'. (مصرع التصوف ص : 64).
12 ـ قال أبو زرعة بن الحافظ العراقي: 'لا شك في اشتمال 'الفصوص' المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك فتوحاته المكية، فان صح صدور ذلك عنه، واستمر عليه الى وفاته: فهو كافر مخلف في النار بلا شك'. (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص 60 .
وممن افتى بكفره من علماء الإسلام ايضا: شهاب الدين التلمساني الحنفي، وابن بلبان السعودي، وابن دقيق العيد، وقطب الدين القسطلاني، وعماد الدين الواسطي، وبرهان الدين الجعبري، والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي، والمفسر الشافعي ابن النقاش، وابن هشام النحوي وقد كتب على احدى نسخ الفصوص :
هذا الذي بضلاله ضلت أوائل مع أواخر
من ظن فيه غير ذا فلينأ عني فهو كافر
واياض الشمس العيزري، وابن الخطيب الاندلسي، وشمس الدين الموصلي البساطي المالكي، وبرهان الدين السفاقيني، وابن تيمية، وابن خياط الشافعي، والمقري الشافعي، وعلاء الدين البخاري الحنفي .
الإمام ابن حجر يباهل على ضلال ابن عربي فيهلك مباهله
قال السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني : ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. الى ان قال: واتفق كما سمعته منه مرارا انه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في امر ابن عربي، ادت الى ان نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فمل يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان ان جماعة في مصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعال نتباهل، فقلما تباهل اثنان، فكان احدهما كاذبا إلا واصيب. فأجاب لذلك، وعلمه شيخنا ان يقول: اللهم ان كان ابن عربي على ضلال، فالعني بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخنا: اللهم ان كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك. وافترقا. قال: وكان المعاند يسكن الروضة (وسط القاهرة)، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له ان يتركهم، وخرج في اول الليل مصمما على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه الى الشختور (قارب)، فلما رجع أحس بشيء مر على رجله، فقال لأصحابه: مر على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئا. وما رجع الى منزله إلا وقد عمي، وما اصبح الا ميتا، وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرف من حضر ان من كان مبطلا في المباهلة لا تمضي عليه سنة (الجاهر والدرر 3/1001 - 1002) وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب 'العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ' (2 - 198).
محمد الغزالي: الفتوحات المكية ينبغي أن تسمي الفتوحات الرومية
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: 'إنني ألفت النظر الى ان المواريث الشائعة بيننا تتضمن امورا هي الكفر بعينه. لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي ان نسمي الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمح ان يدس بيننا اكثر شرا من هذا اللغو'. يقول ابن عربي في الباب 333 بعد تمهيد طويل: 'ان الأصل الساري في بروز اعيان الممكنات هو التثليث! والاحد لا يكون عنه شيء البتة! وأول الاعداد الاثنان، ولا يكون عن الاثنين شيء اصلا، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكون، فالايجاد عن الثلاثة والثلاثة اول الافراد'.. لم اقرأ في حياتي اقبح من هذا السخف، ولا ريب ان الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي، وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم اوروبا في دار الاسلام ايام الحروب الصليبية الاولى كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس، ولكن ابن عربي يمضي في سخافاته فيقول - عن عقيدة التثليث -: من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصور عمله، فيسري التثليث في جميع الامور لوجود في الاصل! ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول: ان الله سمى القائل بالتثليث كافرا اي ساتر بيان حقيقة الامر فقال : ' لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة' فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي ان يكشف صورته، ولو بين لقال هذا الذي قلناه! واكتفى الاحمق بذكر الجملة الاولى من الآية، ولم يردفها بالجملة الثانية: 'وما من إله إلا اله واحد ' وذلك للتلبيس المقصود! هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمى بالتصوف الاسلامي! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام. (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص : 60 - 61).
والعجب بعد ذلك ان د. محمد عبدالغفار لما سئل عمن يكفرون ابن عربي قال 'هذا هو التطرف وبذور الارهاب' الانباء 18/3/2006.