استعملت الزهور منذ القدم للتعبيرعن معاني الحب والوفاء، والتعبيرعن
المشاعر والرغبات. فقد كان قدماء المصريين (باعتبار الحضارة المصرية
القديمة هي أول الحضارات الإنسانية) هم أول من استخدم الزهور في التعبير
عن المشاعر، وأبدعوا في تنسيقها، يبدو ذلك جليا في رسوماتهم على جدران
المعابد، حيث استخدموا زهرة اللوتس، ونبات البردي، ولشدة حبهم للزهور،
اتخذوا زهرة اللوتس لتكون شكل تيجان المعابد.
هذا ما كان من أكثر من 7 الاف سنة لكننا اليوم في أمس الحاجة إلى الزهور،
أكثر من ذي قبل، خاصة أننا في عصر اتسم بكثرة الحروب، وجمود العلاقات
والمشاعرالإنسانية ولكن مازالت الأرض تخرج الزهور رغم تشبعها بدماء الحروب.
فالزهور هي بسمات الطبيعة على وجه الأرض لتخفف من حدة الجمود والمادية
الذي كبلت الفكر، والمشاعر، وحتى الجسد. ولترتسم البسمة على كل وجه
باختلاف الذوق؛ لم تخرج الأرض نوعا واحدا من الزهور بل تتعدد اللوانها
وأشكالها. وقد اعتاد الناس أن يجعلوا تقديم الزهور في المناسبات؛
للتعبيرعن مشاعرخاصة، ما جعل لكل لون أو نوع معنى مختلف خاص به، يختلف من
شعب لآخر ومن ثقافة لآخرى.
ولم تتغير لغة الزهور بتغير العصر، فأجتمعت عدد من الآراء على، أن
الزهورالبيضاء ترمز لصفاء القلب، والحب الطاهر، ورأي آخرأنها ترمز للحزن،
والزهور الصفراء ترمز للغيرة، الزهورالحمراء ترمز للحب المتلهب،
والنشاط،والشجاعة، والزهور الزرقاء إلى الصدق، والوفاء، والثبات، والزهور
البنفسجي يدل على الوفاء، والنبل، أما اللون الأخصر في النبات والذي يزين
باقة الزهور فتعني الرجاء،والأمل.
كذلك لكل نوع من الزهور معنى مختلف، فتدل زهرة التيوليب على الإنسان محب
الجمال، وزهرة اللاوند تدل على الحب بإحترام شديد، والبنفسج يدل على
الهدوء، والتواضع، والياسمين الأبيض يدل على الشخصية المتمردة، والقرنفل
عند تقديمه يدل على الإعجاب بالآخر، وغيرها من الدلائل التي ترسلها الزهور
. لن تجد هدية تقدمها في أي مناسبة أنسب من هدية الزهو، فقد تلقى أي هدية
آخرى نوع من النقد، أما الزهور فتغري بجمالها ولغتها الساحرة فتستقبلها
بنفس الصمت التي أهدت إليك به .
تقدم الزهور إلى المرضى ؛لتبعث له على الأمل والطمأنينة، ولابد من مراعاة
أن تكون الزهورالمهداة إلى المريض عديمة الرائحة،هادئة الألوان، وفي حالة
المرض الطويل يفضل تقديم بوكيه من الزهور من وقت لآخر، ويفضل اللون
الوردي، وأنسب أنواع الزهور التي تقدم للمريض هي الورد والجلاديولس.
تقدم الزهور أيضا، في مناسبات أعياد الميلاد، وللمسافرين، وتقدم في حفلات
الاستقبال الرسمية،وحفلات الزواج ويفضل في حفلات الزواج أن تكون ذات اللون
الأبيض أو الوردي أو القرنفلي أو بلون فستان العروس.
وحتى المناسبات الحزينة تستطيع الزهور أن تعبرعن مشاعر الحزن؛ فتقدم في
العزاء لتوضع على القبور، أو في حفلات التأبين. لا تقدم الزهور إلا منسقة،
في سلة، أو في ورق من السليوفان، أو الجيبسوفيلا، وتعتبر المدرسة اليابنية
هي الرائدة في مجال تنسيق الزهور، وصلت عدد مدارس تعليم تنسيق الزهور فيها
إلى 3500 مدرسة، يقتبس الياباني من الطبيعة طرق التنسيق، فهو يقلد خطوط
الأشجار المتعرجة،والأزهار النامية بريا في الغابات، أو على سفوح الجبال،
كما أنه يكون حريص على أن يقدم من خلال تنسيقه معنى معين، وبأبسط المواد
النباتية يعبر عن أدق الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.