بسم الله الرحمن
الرحيم
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
[size=9][size=29]حديث [size=9][size=29]من رأى منكم منكرا فليغيره
[/size][/size][/size][/size]
عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع
فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان
. رواه مسلم .
هذا الحديث خرجه مسلم
من رواية قيس بن مسلم
، عن طارق بن شهاب
، عن أبي سعيد
ومن رواية إسماعيل بن رجاء ،
عن أبيه ، عن أبي سعيد وعنده في حديث
طارق قال : أول من بدأ بالخطبة يوم
العيد قبل الصلاة مروان ، فقام إليه رجل ،
فقال : الصلاة قبل الخطبة ، فقال : قد ترك ما هنالك ، فقال أبو سعيد : أما هذا فقد قضى ما عليه ثم روى
هذا الحديث .
وقد روى معناه من وجه آخر ، فخرجه مسلم من حديث ابن مسعود عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي ، إلا كان له من أمته
حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف
يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده ، فهو مؤمن ،
ومن جاهدهم بلسانه ، فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه ، فهو مؤمن ، ليس وراء ذلك من
الإيمان حبة خردل . e]ص: 244 ] وروى سالم المرادي عن عمرو بن
هرم ، عن جابر بن زيد
، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : سيصيب
أمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ، لا ينجو منه إلا رجل عرف دين الله
بلسانه ويده وقلبه ، فذلك الذي سبقت له السوابق ، ورجل عرف دين الله فصدق به
، وللأول عليه سابقة ، ورجل عرف دين الله ، فسكت ، فإن رأى من يعمل بخير
أحبه عليه ، وإن رأى من يعمل بباطل أبغضه عليه ، فذلك الذي ينجو على إبطائه
وهذا غريب ، وإسناده منقطع .
وخرج الإسماعيلي من حديث أبي
هارون العبدي - وهو ضعيف جدا - عن مولى لعمر ، عن عمر
، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : توشك هذه الأمة أن تهلك إلا ثلاثة نفر : رجل أنكر بيده وبلسانه
وبقلبه ، فإن جبن بيده ، فبلسانه وقلبه ، فإن جبن بلسانه وبيده فبقلبه
.
وخرج أيضا من رواية الأوزاعي
عن عمير بن هانئ
، عن علي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : سيكون بعدي فتن لا يستطيع المؤمن فيها أن يغير بيد ولا بلسان ، قلت
: يا رسول الله ، وكيف ذاك ؟ قال : ينكرونه بقلوبهم ، قلت : يا رسول الله ،
وهل ينقص ذلك إيمانهم شيئا ؟ قال : لا ، إلا كما ينقص القطر من الصفا ، وهذا
الإسناد منقطع . وخرج الطبراني
معناه من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد ضعيف .
e]ص: 245 ] فدلت هذه الأحاديث كلها
على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه
، وأما إنكاره بالقلب لا بد منه ، فمن لم ينكر قلبه المنكر ، دل على ذهاب الإيمان
من قلبه .
وقد روى عن أبي جحيفة
، قال : قال علي :
إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم
الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه المعروف ، وينكر قلبه المنكر ، نكس فجعل
أعلاه أسفله .
وسمع ابن مسعود رجلا يقول : هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر ، فقال
ابن مسعود هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر ، يشير إلى أن معرفة المعروف والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد فمن
لم يعرفه هلك
جامع العلوم
والحكم