r.madrid_cr7
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 1265 العمر : 29 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-10-28
| Subject: وقفة مع حديث : (( قل : آمنت بالله ثم استقم )) Fri 12 Mar أƒ 23:35 | |
| عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله قل لي في
الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا غيرك؟ قال: (( قل: آمنت بالله ثم استقم ))
رواه مسلم.
هذا الحديث طلب وصية من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يوصيه.
فقوله قل لي في الإسلام أي اوصني وقل لي وصية في شأن الإسلام لا يحوجني معه أن أسأل أحدا
عن أمر آخر، فقال -عليه الصلاة والسلام قل: آمنت بالله ثم استقم وهذا مأخوذ من قول الله -جل وعلا-:
(( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ))
وهذا الحديث في معنى الآية، ومعنى الإيمان بالله هو معنى أن تقول: ربي الله؛ لأن قول العبد: ربي الله
معناها معبودي الله وحده لا شريك له،؛ لأن الابتلاء في القبر يكون بمسألة العبودية التوحيد الذي هو
توحيد الإلهية ويأتي بصيغة الربوبية؛ لأن العبد يُسأل في قبره من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟ فمن ربك يعني:
من معبودك؟ الرب يطلق ويراد به المعبود؛ لأن المعبود يعني: توحيد المعبود لازم عن توحيد الرب، فتوحيد
الإلهية لازم لتوحيد الربوبية، فمن أيقن بتوحيد الربوبية لزم عنه أن يوحد الله في الإلهية، وفي أسمائه وصفاته.
بهذا كان الاحتجاج في القرآن على المشركين كثيرا في توحيد الربوبية، الاحتجاج عليهم بتوحيد الربوبية
في توحيد الإلهية، كما في قوله -جل وعلا-: (( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ
وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ
اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ )).
وكقوله: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)) وكقوله :(( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ )).
والآيات في هذا كثيرة، فطريقة القرآن أنه يحتج على المشركين بما يقرون به، وهو توحيد الربوبية على ما
ينكرونه وهو توحيد الإلهية.
إذن فقوله: آمنت بالله، أو قوله: ربي الله هو التوحيد الذي يشمل توحيد الربوبية والإلهية والأسماء
والصفات؛ لأن أحد هذه الأشياء يلزم منه البقية، أو أن بعضها يتضمن البعض الأخر.
وقوله: ثم استقم فيه الأمر بالاستقامة، والاستقامة لفظها استفعل، استقام فيها معنى الطلب، ولكن
هذا ليس بظاهر؛ لأن الفعل استفعل أو هذه الصيغة استفعل تأتي ويراد بها الطلب، وتأتي ويراد بها لزوم
الشيء، وكثرة الاتصاف به.
استقيموا ليس معناها طلب الشيء، ولكن معناه الإقامة على هذا الدين، الإقامة على الإيمان، وأن تعظم
الأوصاف أن يعظم وصف الالتزام به، وأن يعظم وصف الإقامة عليه، ولهذا كلمة "الاستقامة" تشمل كما
فسرها طائفة من أهل العلم الثبات على الدين، استقام يعني: ثبت على الدين، واستقام قالوا: بمعنى
عمل الطاعات، وابتعد عن مساخط الله، وعن المحرمات، وهذا معناه: الأخذ بوسائل الثبات.
إذن قوله -عليه الصلاة والسلام-: قل: آمنت بالله ثم استقم يعني: لتكن إقامتك بعد الإيمان بالله على
هذا الإيمان عظيمة بحيث يكون وصف الإقامة لك ملازما.
فإذن هذا الحديث شمل أمور الاعتقاد وأمور الظاهر والباطن، أعمال الجوارح وأعمال القلوب، وشمل الحث
على الثبات على هذه الطاعات، فهذه الوصية صارت إذن وصية جامعة، وما أعظمها من وصية: قل آمنت
بالله ثم استقم يعني: على الإيمان بتعظيم أمر الإقامة عليه، والازدياد من خلال الإيمان.
شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
| |
|
Xx_-AbdOu-_xX المدير العام
لمُسَــاهَمَـــاتْ : 5481 العمر : 30 مزاج : تاريخ التسجيل : 2008-01-18
| Subject: Re: وقفة مع حديث : (( قل : آمنت بالله ثم استقم )) Sat 13 Mar أƒ 0:28 | |
| | |
|