:
:
:
:
أتحسَبُ كم -بهذا الوجهِ- عينًا لي ؟
وكم زهرًا بحقل فؤاديَ الظمآنِ؟ كم سُحُبـًا تآزِرهُ ؟
وكم عدد الفوانيس التي -في الصدر أو في الكفّ- أحملها وتحملني ؟
وكم جسدًا لديَّ يُعينني –دومًا- عليكَ ؟ وكم
سماء سوف تُلجِئُني
-إذا هُدِمَ الترابُ, وهَدَّمَ الليلُ الكئيبُ قراريَ الغافي- وقد تبكي عليَّ ؟ وهل
بكاء سوف ينصرني ؟!
وكم شمسًا ستعرف حيلة الأبواب والشبّاك كي تنسلَّ, أو تأتي محنّكةً
كسيفٍ ؟
والسؤال المرّ : هل –حتمًا- ستغمرني ؟
وكم نخلاً بصحرائي ليسندني؟
وما هو حجمها (صبياء)
[You must be registered and logged in to see this image.] ؟ كم عدد البيوت بها ؟
لتأتي, مثلما الجرّاح, تهتفُ لي
وفي كفّيكَ أعضائي!!
أتحسبُ أنني حَجَرُ ؟!
أتحسبني -إذا كابرتُ- سيلاً: قد تعاظم فيهِ ؟
طودًا يُبرِئُ الأطيار من حمى اختناق العشّ بين مصانع المدنِ ؟
أعاصمة من الألحانِ ؟
سِرُّ الحزن في الألحان لو تدري
أأهرام من النسيانِ ؟
بركانٌ ؟
وأنت منحتني -مذ جئتَ- غصنًا يحمل الأضدادَ من ماء ومن نارٍ,
جليلَ الصمتِ, ثورته –إذا ما ثار- بالهمساتِ
أم أني الرصاصة : تجهل التفريق في المعنى ؟
أمقبرة أنا يا موتُ ؟
مقبرةٌ !!
تـُساوي الوصفَ و الآجال في كفيَّ,
تُوقِفُ في جبيني الليلَ -حتى في الصباح الغرِّ-,
تنزع من فمي الألوانَ, تحشرني
-برغم سواديَ الممتدّ- في هذا البياض المرِّ
تتركني بلا ماءٍ,
ولا طيرٍ,
كما وادٍ سحيقٍ -لا يرى الإنسان- في النسيان, لكنَّ اْسْمهُ يبقى
حياديٌّ, نعم يا موتُ, مثلكَ,
أُنزِلُ الغيمات منزلة الترابِ, وأُنكِرُ الأسماءَ أجمعها
لذا قد كنت لي خِلّي
وما شيء يفرّق بيننا في الأرض غير الحبّ, يأخذني
إلى الأشجار والأنهار -بعض الوقت- ثم أحنُّ, مثلكَ أنتَ, حين تمل من صدري
تصادق جبهتي الحرّى
أو الكفّ التي تتنزه الأفياء –دومًا- في ضواحيها
فكيف نكون خلانـًا, ونكمل بعضنا بعضًا, وتجعلني كمقبرة ؟
تضيق بعالم فيها
سيكشف, إن أتى مطر وعرّاها,
بأن العالم المدفون هم صحبي
فِراااااااااقٌ بيننا -يا موتُ- ما عدنا كما كنّا
لأني –دائمًا- ما كنت إلا الساق للشمعةْ
ووحدك ذلك اللهبُ
تمسّ جميع من حضروا -وقد ناروا-
وتنسى الساقَ في العتمةْ