شكرا لكم ..
ياأيها العشاق .. في وطن السلام
شكرا لكم لأنكم ..
من عاضدوني .. حين غابت زهرتي .. وسط الزحام
لأنكم .. كتبتمو .. عني القصائد
والمواويل الحزينة
في بلاد تشرب الحزن
وتأوي للمنام
لأنكم قرأتمو عني .. المقامات التي .. عزفت على اوتار قلبي
في ديار .. علقت فوق عذوق النخل
آهـــــــــاتــي ..
لعل القادمين الى العراق ..
يقايضون الحزن .. بالتمر
وسرب من حمام
شكرا لكم ياسادتي ..
يامن تمرى العشق في احداقهم ..
قبل انتصاف الليل .. والغبش
وصلّوا الفجر .. افواجا
بمرأى الزائرين ..
شكرا لكم
لأنكم زرعتم الازهار في حديقتي ..
فأورفت مياسما تراقص النسيم
ونوّر القداح
عندما تبلّج الصباح ..
وفاح من عبيقه .. المسك
للقادمين من قرى الجنوب
يكبرون .. يهتفون .. ملهمين
شكرا لكم
فزينةُ تفتحت فوق شفاف القلب
وردا وياسمين
اسمعها .. تناغم الفؤاد
احسها .. تراقب الوجيب
اعبق من عبيرها مسكا وزعفران
ونفحة الريحان ..
شكرا لكم ياسادتي
ياسادة العربان ..
كم كنتمو .. في لحظةٍ ..
كان بها الانسان
يفيض بالجمان
تكابدون , مثلما اكابد
تعاندون , مثلما اعاند
تصغرون الامر ..
بألتفاتةٍ بنظرةٍ ...
فرَّ على اعقابه من بطشها الزمان
شكرا لكم جميعكم ..
فكل ماكتبت في دفاتري
وكل ما رسمت في خواطري
وكل ما قرأت في ليالي الهموم
كان لكم جميعكم يد به بيضاء
وفكرة عصماء
من اجل ما جادت به قافيتي ..
من ألفها للياء ..
شكرا لكم جميعكم ..
من كان يقري الضيف
كي ينالني بشتمه ..
في الليلة الظلماء
او كان يطعم الخريف .. في قدومه
زهري وأوراقي ومائي والدلاء ..
من كان يستضيف الشعر
في ديوانه
ويحمل الهموم عن اخوانه
ويرسم الاطيار حين يقدم الغروب
ترتب الاعشاش في بستانه
اشكركم ياسادتي
أنا الذي اجلس في صومعتي
وزينة تعانق الجوزاء ..
احمل في جوانحي عشقا لها ..
يطاول العنقاء ..
وجذوة
لن تنطفيء ..
منذ اعتلت عرشي, وساست دولتي
بلا مراء
احبها ..
لأن في عرنينها .. شمساً وكبرياء ..
من قال ان الحب لا يطاول السماء ..
اشكركم
لأنها تجلس في عرينها ..
وحولها ما شئت من ظباء ..
وكلهم حسادها ..
يقاتلون
كي تظل في عريشها حبيسة ..
تقاتل الاسوار والنهار
والصهيل .. والعناء ..